لما كان الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن الكريم؟

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Oct 2009, 08:45 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

لما كان الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن الكريم؟

يقرأ المؤمن كتاب الله تعالى، وهو يقرأ يرتقي ويرتقي بإيمانه، وكم من معنى ثبت دينه في قلبه وأعلى أركانه، وأسعده جدا وهو يتدبر كتاب الله تعالى.

من ذلك:

أني كنت أستمع لأحد أهل العلم وهو يشير إلى أن زيد ابن حارثة رضي الله عنه الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة في القرآن الكريم، قال تعالى:

{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} (الأحزاب:37)

فقلت في نفسي لما؟

ثم تذكرت أنه كان من سبي الجاهلية اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وأعتقه وتبناه، ومن ثم زوجه من ابنة عمته أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، ولم تقبل به في بداية الأمر، فكان هذا الأمر سببا لنزول قوله تعالى:

[وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا] سورة الأحزاب: الآية 36.

وقد ذكر المفسرون في سببب نزول هذه الآية روايات منها: أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ خطبها رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ لزيد بن حارثة , فاستنكفت وقالت: أنا خير منه حسبا , فأنزل الله هذه الآية. وفي رواية أنها ـ رضي الله عنها ـ بعد أن علمت بنزول هذه الآية قالت: يارسول الله هل رضيته لي زوجا؟ فقال لها النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ: نعم. فقالت: وأنا لا أعصي لرسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أمرا , قد رضيته لنفسي زوجا."أهـ

وما يلاحظ جيدا أن الأمر سبب ألما لزيد رضي الله عنه حتى أنه طلق زوجه بسبب تعاليها عليه، فأكرمه الله تعالى بذكر اسمه مع تخليد قصته المؤلمه في القرآن الكريم، وأي شرف ناله بذلك!

وسبحان الله والحمد لله والله أكبر.

والله أعلم وأحكم.

ـ[نادر العنبتاوي]ــــــــ[26 Oct 2009, 12:37 م]ـ

الحمد لله وصلى الله على نبيه ومصطفاه، وبعد.

فلعل ما ذكره القرطبي أقرب في التعليل:

" قال الامام أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي رضي الله عنه: كان يقال زيد بن محمد حتى نزل " ادعوهم لآبائهم " [الاحزاب: 5] فقال: أنا زيد بن حارثة.

وحرم عليه أن يقول: أنا زيد بن محمد.

فلما نزع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهي أنه سماه في القرآن، فقال تعالى: " فلما قضى زيد منها وطرا " يعني من زينب.

ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى صار أسمه قرآنا يتلى في المحاريب، نوه به غاية التنويه، فكان في هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد صلى الله عليه وسلم "

.تفسير القرطبي - (14/ 194)

ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[27 Oct 2009, 12:06 م]ـ

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

كي لا يكون شيء من هذه التعليلات لنزول هذه الآية ذريعة قد تتخذ للطعن في القرآن الكريم، أو في بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ولا ننفي أهمية سبب النزول في بيان معاني الآيات الكريمة.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Oct 2009, 11:46 ص]ـ

الحمد لله وصلى الله على نبيه ومصطفاه، وبعد.

فلعل ما ذكره القرطبي أقرب في التعليل:

" قال الامام أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي رضي الله عنه: كان يقال زيد بن محمد حتى نزل " ادعوهم لآبائهم " [الاحزاب: 5] فقال: أنا زيد بن حارثة.

وحرم عليه أن يقول: أنا زيد بن محمد.

فلما نزع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهي أنه سماه في القرآن، فقال تعالى: " فلما قضى زيد منها وطرا " يعني من زينب.

ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى صار أسمه قرآنا يتلى في المحاريب، نوه به غاية التنويه، فكان في هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد صلى الله عليه وسلم "

.تفسير القرطبي - (14/ 194)

إضافة مهمة أخي الكريم جزاك الله خيرا، وأتمنى لو أني أجد إشارات أخرى من أهل العلم لمثل هذا الموضوع.

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Oct 2009, 11:51 ص]ـ

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

كي لا يكون شيء من هذه التعليلات لنزول هذه الآية ذريعة قد تتخذ للطعن في القرآن الكريم، أو في بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ولا ننفي أهمية سبب النزول في بيان معاني الآيات الكريمة.

إضافة مهمة أخي الكريم أرشدتني إلى فكرة ألا وهي:

أن الذي يريد أن يطعن في القرآن الكريم سيطعن وبكل وسيلة، فإذا طبقنا القاعدة التي عرضت ولا أعتقد أنها تنطبق هنا سنحرم أنفسنا من تدبر كتاب الله وتلمس حكمه.

والله أعلم وأحكم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015