قراءات القرآن معجزة في العلم والبيان

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Oct 2009, 10:08 م]ـ

هذا جزء من بحث للدكتور: محمد إبراهيم دودح

منقول عن موقع الإسلام اليوم

الرابط:

http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-121427.htm

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثمة مغالطات يرددها البعض باتهام القرآن كيدا بالاضطراب والتحريف استنادا إلى تعدد القراءات، والمفارقة أن التهمة التي يشيعها اليوم المتربصون بالإسلام ثابتة قطعا على الأسفار، وهي شبهة قديمة قد ردها الفضلاء، وقد جمعت بعضا مما قالوا التفافا حولهم واعترافا بفضلهم، وأحببت بيان بعضا من جوانب إعجاز القرآن إفحاما للطاعن، وأسأل العلي القدير التوفيق:

5 - كشف أستار المجهول بتعدد القراءات معجزة علمية:

اكتشف علماء الجيولوجيا حديثا أن القشرة الأرضية الصلبة مقسمة بشبكة من الصدوع العميقة إلى ألواح قارية Plate tectonics بهيئة قطع متجاورات تتسم بالصلابة وتطفو كالسفن الرواسي فوق محيط من دوامات الصهارة Magma ، وتستقيم تلك الحقيقة مع دلالة جملة نصوص في القرآن الكريم يستقيم حملها على وصف السطح الصخري للكوكب بلفظ الأرض، وقد احتار المفسرون في تنزيلها على الواقع المجهول قبل عصر الكشوف العلمية واتضاح الحقائق؛ مثل قوله تعالى: "وَالأرْضِ ذَاتِ الصّدْعِ" [الطارق:12]، وقوله تعالى: "وَفِي الأرْضِ قِطَعٌ مّتَجَاوِرَاتٌ" [الرعد:4]؛ خاصة أن لفظ (قطع) لا يستقيم أن يوصف به إلا شيء صلب، وهو ما يميز جيولوجيا سطح الكوكب Crust عن الدثار Mantle اللين دونه، وتصعد الحمم Lava من بين الألواح القارية في قيعان البحار العظمى لتضيف مادة جديدة إلى كل لوحين متجاورين، وبزيادة طرف ينقص اللوح من الطرف الآخر بالانثناء تحت اللوح المجاور، ولذا فالأرض الصلبة التي تحملنا فوق دوامات الحمم تنقص من أطرافها دوما، وفي قوله تعالى: "أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنّا نَأْتِي الأرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا" [الرعد:41]، وقوله تعالى:"أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنّا نَأْتِي الأرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ" [الأنبياء:44]؛ يتسع المضمون ليشمل تلك الحقيقة العلمية التي لم يدركها بشر إلا منذ عقود يسيرة برهانا على الوحي، ولفظ (الأرض) هنا يصدق على السطح الصخري ولا يستقيم صرفه لمعنى الكوكب لأن الشكل الكروي ممتد ولا طرف له، ولورود لفظ (الأطراف) بالجمع فهو يتضمن بيان تجزئة السطح الصخري إلى قطع متجاورات تفصلها صدوع وتحركها دوامات صهير الباطن التي تمور دوما بصريح قوله تعالى:"أَأَمِنتُمْ مّن فِي السّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ" [الملك:16]، ولفظ (الأرض) هنا يصدق بالمثل على السطح الصخري ولا يعني الكوكب لأن الموران واقع دون ما يدل عليه لفظ (الأرض)، ويكشف لك الموران ضمنيا التهاب الباطن إلى حد إسالة الصخور، وتحرك دواماتها كأتون مسجور تتأجج نيرانه ويحجبها السطح الصخري وقيعان البحار كإناء، وهو نفس المضمون في قوله تعالى:"وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ" [الطور:6].

والقطع الصلبة للسطح الصخري والطافية فوق المحيط الأقرب إلى الليونة والأكثر كثافة أشبه ما تكون إذن بالسفن الرواسي، وهو نفس التمثيل في جملة نصوص يكشف كل منها جانبا من تاريخ سطح الكوكب، وتمثل منظومة دلالية واحدة كأجزاء ساعة يؤدي كل منها دورا مستقلا، وبغير وحدة المصدر والمعرفة بخفايا التكوين يستحيل تضامنها في وحدة موضوعية بلا تعارض رغم تعدد الأوجه وتفرق المواضع وطول فترة التنزيل؛ ومنها قوله تعالى:"وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا" [فصلت:10]، وقوله تعالى:"وَهُوَ الّذِي مَدّ الأرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ" [الرعد:3]، وقوله تعالى:"وَأَلْقَىَ فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ" [النحل:15]، وقوله تعالى:"وَجَعَلْنَا فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ" [الأنبياء:31]، وقوله تعالى:"اللّهُ الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَاراً" [غافر:64]، وقوله تعالى:"أَمّن جَعَلَ الأرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ" [النمل:61]، ويمضي بك تنوع التعبير ليكشف لك تصوير الجبال بالأوتاد سر تثبيت الألواح القارية في قوله تعالى:"أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَاداً. وَالْجِبَالَ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015