ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Oct 2009, 07:10 م]ـ

السلام عليكم

بارك الله بك أخونا العليمى

لفظ ذرة ومشتقاته لا يوجد حولها دراسة وافية

وقد وردت كما ذكرت بدون ألف ولام العهد وجاءت مضاف إليه حيث أضيف إليها مثقال من شيء معنوى

" فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ "الزلزلة 7

أو مثقال من شيء مادي

"عَالِمِ ?لْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ?لسَّمَ?وَ?تِ وَلاَ فِي ?لأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ " سبأ 3

وليس جذرها هو الذى فى الآية

"وَ?ضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ?لْحَيَاةِ ?لدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ?لسَّمَاءِ فَ?خْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ?لأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ?لرِّياحُ وَكَانَ ?للَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً الكهف 45

ولا علاقة لها بالذرية

"ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً " الاسراء 3

"فَمَآ آمَنَ لِمُوسَى? إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى? خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ "يونس 83

وعليه فإن ذرية النمل أو ذرارى النمل ليس فيها من كلمة ذرة من شيء

ثم مسألة ورودها نكرة لا يعنى أنها غير معلومة أو هى مفتوحة للاحتمالات

أتراك لو قرأت نصا فيه كلمة رسول أو كلمة إله بدون ألف ولام يعنى هذا أنها غير معلومة أم يعنى أنها أكثر وضوحا بحيث لايلتبس معناها عليك

ومن المعانى التى قال بها العرب كما فى تفسير الألوسى " وقيل: الذرة ليس لها وزن ويراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة ... "أصغر شيء يعرفونه من الغبار والتراب والذى تحمله الرياح لصغره هكذا تصوروه غير قابل للقسمة وإن آمنوا أن هناك مثقال أقل من مثقاله

وورودها معرفة بالاضافة " ذرة خير " يعنى أن كل شيء منه ذرة فتقول ذرة خير؛ذرة شر؛ ذرة علم؛ ذرة ماء؛ ذرة ملح .. إلخ فأصبحت علم على كل وحدة كاملة من شيء ما مادى أو معنوى

ومادونها لايمثل وحدة كاملة من الشيء المتحدث عنه فتقول ذرة حديد ولا تقول بروتون حديد لأن البروتون الذى فى الحديد لايختلف عن البوتون الذى فى الهيدروجين

هذا والله أعلم

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Oct 2009, 07:23 م]ـ

الأخ الكريم مصطفى،

1. الأصل أن نرجع في التفسير إلى معاني المفردات في عصر الرسول عليه السلام. وعليه ما معنى كلمة ذرة عندكم؟ ونرجو أن تكون إجابتك مستندة إلى مرجع قديم.

2. الشيخ يقول في مقاله إن الذرة بالمفهوم العلمي هي أتوم وترجمت بعد نزول القرآن الكريم ذرة، وكان يمكن أن تترجم ترجمة أخرى لا علاقة لها بكلمة ذرة. فما رأيكم؟

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2009, 10:35 م]ـ

أخى الكريم أبا عمرو حفظه الله

عزيز على نفسى أن أخالفكم - أنت والشيخ الكريم بسام - فى الرأى

ولكن عزائى أنى أعهد فيكم رحابة الصدر وسعة الأفق، وأنى لا أكتب الا ما بدا لى أنه الحق، لذا اسمح لى أن أخالفكم فيما يلى:

نقلتم عن شيخكم الكريم قوله:

2. الذرّة: لغة هي النملة الصغيرة، والذّر هو النمل الصغير. فكيف تمّ تحريف هذا المعنى ليصبح معنى الذرة هو أصغر جزء في المادة؟!

وهذا السؤال يبدو استنكاريا، ولكن اذا تعاملنا معه كسؤال استفهامى لكان الجواب عليه كالتالى:

نعم، الذرة لغة: النملة الصغيرة، ولكن فلماذا؟

لماذا سماها العرب القدماء بذلك الاسم؟

والجواب فيما أرى: لأنها كانت أصغر شىء مدرك لهم فى ذلك الوقت، وليس لسبب آخر يتعلق بجنس النمل بصفة خاصة، فالذى يبدو لى أن العرب الأولين كانوا يطلقون لفظة (ذرة) على كل ما بدا لهم متناهيا فى الصغر، ومن ثم قيل أنهم قد أطلقوها كذلك على الهباءة من الغبار الذى يظهر فى ضوء الشمس الداخل من كوة أو نافذة، فالاثنان (النملة الصغيرة وهباءة الغبار) يشتركان معا فى صغرهما البالغ

ومن نفس هذا المنطلق يمكن الجواب على السؤال الآخر للشيخ، والذى يقول:

3. يتألّف أصغر جزء في المادة من بروتونات ونيوترونات وإلكترونات. وهو يسمى في لغة مكتشفيه ( صلى الله عليه وسلمtom) أما تسميته (ذرّة) فاجتهادُ مُترجَم بعد قرون من نزول القرآن الكريم، وكان يمكن أن تترجم الكلمة ترجمة أخرى.

والجواب هو: لا، لم يك هذا ممكنا، فلماذا؟

لأنهم بحثوا ونقبوا عن أكثر الفاظ اللسان العربى قربا من معنى التناهى فى الصغر فلم يجدوا أبلغ من هذه اللفظة (ذرة) للدلالة على الصغر الشديد بوجه عام دون تخصيص لشىء بعينه

ومن هنا تبدو لفظة (ذرة) أقرب الى أن تكون اسم جنس لكل بالغ الصغر، مثلها فى ذلك مثل لفظة (حبة) التى هى اسم جنس لكل ما يكون فى السنابل من الحبوب

والمهم فى الأمر أن هذا الفهم للفظة (ذرة) يجعل معناها قابلا للتوسع والاضافة كلما اكتشف الانسان ما هو أصغر مما كان معروفا له من ذى قبل

هذا ما بدا لى أنه الحق، والله هو أعلى وأعلم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015