ومما قد يقوله من يرى صحة هذا الادعاء أنه عرفه ولم يخبر به.

وهذا يعني أن هذا المعنى الذي عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم قد ظهر لبعض المعاصرين فقط دون غيرنا من الصحابة والتابعين لهم إلى يومنا هذا، فهل يُعقل مثل هذا؟!

http://www.nooran.org/O/3/3-1.htm

لا يلزم أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم كل ما علمه ولا يلزم أن يبلغنا كل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وتكلم به.

الشيء المتفق عليه هو أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ ما أمره الله أن يبلغه وقد فعل صلى الله عليه وسلم وقامت ببلاغه الحجة وقطعت به الأعذار.

أما الفهم في كتاب الله فهو أمر مفتوح لن ينقطع ما دام هناك من يتدبر في هذا القرآن ويستنبط، وكما في الحديث عن علي رضي الله عنه الذي يرويه البخاري رحمه الله:

عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنْ الْوَحْيِ إِلَّا مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟

قَالَ لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلًا فِي الْقُرْآنِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ قُلْتُ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قَالَ الْعَقْلُ وَفَكَاكُ الْأَسِيرِ وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.

إما استبعاد الشيخ مساعد وفقه الله أن يظهر لبعض المتأخرين في فهم القرآن ما لم يظهر لمن سبقهم من الصحابة والتابعين وأن هذا لا يعقل فهو أمر يحتاج إلى نظر وتأمل لأن القول به يؤدي إلى القول بغلق باب الاجتهاد في فهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن نصوص القرآن والسنة تدعو إلى الاجتهاد في فهم النصوص ولا أدل عل ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم:

" نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ"

وفق الله الجميع لفهم كتابه والعمل به

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Oct 2009, 06:52 ص]ـ

أخي مرهف:

المرجع موجود في حاشية المقال، وأرجو أن تراجعه على هذا الرابط ( http://www.nooran.org/O/3/3-1.htm ) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015