فنحن نقول إن نظرية كون اختلاف الليل والنهار من أجل دوران الأرض على الشمس هذه النظرية باطلة لمخالفتها لظاهر القرآن الذي تكلم به الخالق سبحانه وتعالى وهو أعلم بخلقه وأعلم بما خلق فكيف نحرف كلام ربنا عن ظاهره من أجل مجرد نظريات اختلف فيها أيضاً أهل النظر فإنه لم يزل القول بأن الأرض ساكنة وأن الشمس تدور عليها لم يزل سائداً إلى هذه العصور المتأخرة ثم إننا نقول إن الله تعالى ذكر أنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل والتكوير بمعنى التدوير وإذا كان كذلك فمن أين يأتي الليل والنهار إلا من الشمس وإذا كان لا يأتي الليل والنهار إلا من الشمس دل هذا على أن الذي يلتف حول الأرض هو الشمس لأنه يكون كذلك بالتكوير ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس (أتدري أين تذهب قال الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتسجد تحت العرش) إلى آخر الحديث ... وهذا دليل على أنها هي التي تدور على الأرض وهذا الأمر هو الواجب على المؤمن اعتقاده عملاً بظاهر كلام ربه العليم بكل شيء دون النظر إلى هذه النظريات التالفة ... هذا ما نعتقده في هذه المسألة
أما مسألة دوران الأرض فإننا كما قلنا أولاً ينبغي أن يعرض عنها لأنها من فضول العلم ولو كانت من الأمور التي يجب على المؤمن أن يعتقدها إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينها بياناً ظاهراً لكن الخطر كله أن نقول إن الأرض تدور وأن الشمس هي الساكنة وأن اختلاف الليل والنهار يكون باختلاف دوران الأرض هذا هو الخطأ العظيم لأنه مخالف لظاهر القرآن والسنة ونحن مؤمنون بالله ورسوله نعلم أن الله تعالى يتكلم عن علم وأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلامه خلاف الحق
ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم كذلك عن علم ونعلم أنه أنصح الخلق وأفصح الخلق ولا يمكن أن يكون يأتي في أمته بكلام ظاهره خلاف ما يريده صلى الله عليه وسلم
فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين
والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض.
ـــــــــــــــــــــــ
من فتاوى نور على الدرب (النسخة الحاسوبية،الصادرة عن مؤسسة ابن عثيمين الخيرية)
أرجو التعليق من جميع الإخوة على مثل هذه النصوص
وإن أحببت أخي مساعد جئتك بالكثر الكثير. لكني لست أهدف للنيل من أحد، أسأل الله تعالى أن يغفر زلاتنا ويستر عيوبنا ويحسن ختامنا، ويعاملنا بما هو أهل له، إنه هو أهل الرحمة وأهل المغفرة.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2009, 02:13 م]ـ
يا إخوتي الأحبة فاليرشدني أحدكم عن سبب التمسك بمثل هذه الأقوال التي تخالف كل قواعد العلم الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Sep 2009, 02:40 ص]ـ
يا إخوتي الأحبة فاليرشدني أحدكم عن سبب التمسك بمثل هذه الأقوال التي تخالف كل قواعد العلم الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليت الذين يتمسكون بمثل هذه الأقوال يجيبوك، ونحن معك منتظرون.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Sep 2009, 07:17 ص]ـ
الأخوة الكرام،
استشهد الأخ الدكتور الطيار بقوله تعالى:" وأنزلنا الحديد ... "، ومن يرجع إلى كتب التفسير القديمة يجد أن المفسرين رحمهم الله يُخرجون كلمة:"أنزلنا " عن ظاهر معناها. ويبدو أن الذي دفعهم إلى ذلك عجزهم عن تصور أن الحديد قد نزل على الأرض كما ينزل المطر.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Sep 2009, 11:23 ص]ـ
أبا عمرو
عهدتك لمَّاحًا، فما بالك خانتك دقتك اليوم؟!
أنا لم أعرج على معنى الإنزال، ولم أرده في استشهادي ياحبيبي.
¥