وإن الإعجاز العلمي لن يوصلنا إلى صنع قنبلة، ولا إلى مضادات طائرات كي ندافع بها عن أنفسنا، بل السبيل الصحيح أن توجد قوة تحمي العلم الديني والدنيوي لنتمكن من الأخذ بالقوة المطلوبة في قوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، وتأمل كيف قرن الله إنزال الكتاب والميزان بإنزال الحديد في قوله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد:25)، فإن العلم لا يمكن أن يقوم بدون قوة تحمية، وشاهد هذا من واقعنا المعاصر ظاهر، فهل احتاجت باكستان لإعجاز العلمي لتصنع القنبلة النووية؟!
وهل احتاجت إيران الإعجاز العلمي لتمشي في خطوات صنع القنبلة؟!
إننا بحاجة إلى عقل وعلم، وأقول ـ مع كامل اعتذاري ـ إن مما ينقصنا (التحرير العلمي) في جميع علومنا الدينية والدنيوية، وإننا نكتفي ـ مع الأسف ـ بالأدنى من هذه الامور، وشاهد ذلك أنك ترى اليوم الواعظ مفتيًا، والمهندس مفسرًا، والجيولوجي أصوليًًا، وهلم جرًّا مما يخالف الحرص على الأخذ من أهل الاختصاص، والحديث في هذا ذو شجون، وإني لأسأل الله أن يكون النقاش في هذا الموضوع وفي غيره نقاشًا علميًا جادًّا، وأتمنى أن من لا يكون من المختصين أن لا يبارزهم بدعوى أن القرآن ميسر لكل أحد، وأن في هذا تحجيرًا على المسلمين، فيجب أن نفرق بين أمرين: كوننا يمكن أن نفهم شيئًا من القرآن، وكوننا يمكن أن نتناقش فيه كما يتناقش فيه أهل الاختصاص، والفرق بين الأمرين ظاهر.
وإن مما يؤسف عليه في هذا المجال أن أغلب من دخل في الإعجاز العلمي حصلت له (طفرة النظَّام) التي هي من المستحيلات عند العقلاء، وهي جواز الانتقال من حال إلى حال دون المرور بالحالة الوسط بينهما، وهذا هو حال كثيرين ممن دخل في الإعجاز العلمي؛ تراه صيدليًا،ثم ـ بلا مقدمات ـ صار مفسرًا يخطِّئ كبار المفسرين، ويدعي عليهم الجهل، فهل مثل هذا يجوز؟!
إنني من خلال قراءتي لمن يُدَّعى بأنهم من أحسن من تكلم في الإعجاز العلمي يقعون في هذا، وأقف هنا لأنني لو استمرَّيت في الكتابت لما توقفت والمجال في ذلك واسع جدَّا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Sep 2009, 07:51 ص]ـ
دكتور حسن، حفظكم الله:
من هم الذين تقول عنهم (الذين ينكرون أن الأرض كروية)؟
وأتمنى أن تراجع أقوال العلماء في قوله: (ما فرطنا في الكتاب من شيء).
ثم إنه لا يلزم من ينفي أن يأتي بعلم، فقولكم: (فما العلم الذي يأتي به من ينكر الإعجاز العلمي. وفي عرف العلماء المُثبِتُ أولى في الاتباع من المنكر؛ لأن المثبت إنما يتحدث عن أمر ظهر له، والنافي إنما ينفي أمرا غاب عنه، فالذي يظهر له العلم أولى بالاتباع)، فلو أخذنا هذا على إطلاقه، فإن متفلسفة الصوفية والباطنية وغيرهم سيحتجون بمثل هذه القاعدة في تأويلاتهم الباطنية.
وإن قلت بأنهم يأتون بباطل، فستنقلب عليك الدعوى نفسها، وسيحتج عليك بمثل ما قلت من هذا التقعيد.
والمسألة لا تحتاج إلى مثل هذا، بل إن من يدَّعي أمرًا حادثًا (الإعجاز العلمي) عليه الدليل لأقامة صحته، وصحة برهانه عليه.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[26 Sep 2009, 08:51 ص]ـ
الشيخ أبا عبدالملك جزاكم الله خيرا على طرحكم ..
ـ[بكر الجازي]ــــــــ[26 Sep 2009, 10:29 ص]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك يا شيخ مساعد ...
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2009, 02:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
الأخ مساعد الطيار المحترم
¥