اختلف العلماء في هذه المسألة فمنهم من ذهب إلى أنها تتنقل، قالوا لأنه لايمكن الجمع بين الأحاديث الواردة إلا بهذا القول، وذهب جمهور العلماء إلى أنها ثابتة في ليلة معينة كل عام، وهذا القول أرجح؛ لأن ليلة القدر إنما اكتسبت شرفها بنزول القرآن فيها كما قال الله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) وكما قال عز وجل (إنا أنزلناه في ليلة القدر) والقول بتنقلها لايتفق مع هذا المعنى، ثم إن النبي صلى الله عليه أخبر بها وذهب ليخبر بها أصحابه فأنسيها، ولو كانت تتنقل لكان لما أنسي بوقتها في ذلك العام أخبر بها في الأعوام التالية، وأرجى الليالي موافقة لليلة القدر ليلة سبع وعشرين وهذا هو الذي عليه جمهور الصحابة وهو المذهب عند الحنابلة، ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه وأهله بقيام هذه الليلة وقام بهم حتى خشوا أن يفوتهم السحور، ولم يفعل ذلك في ليلة سواها، وفي صجيج مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه انه كان يحلف ولا يستثني ان ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ويستدل لذلك بالعلامة التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صبيحتها تطلع لاشعاع لها، وقد دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فأجمعوا على أنها في العشر الأواخر، قال ابن عباس:- إني لأعلم - أو لأظن – أي ليلة هي؟ فقال عمر: أي ليلة؟ قال:-سابعة تمضي من العشر الأواخر قال عمر ومن أين علمت ذلك؟ قال:-خلق الله سبع سموات وسبع أرضين وسبعة أيام، وخلق الإنسان من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع والطاف بالبيت سبع ورمي الجمار سبع وأشياء ذكرها فقال عمر: لقد فطنت لأمر مافطنا لهقال قتادة- أحد رواة الأثر – يأكل من سبع هو قول الله تعالى (فأنبتنا فيها حبا .... ) رواه الطبراني قال الحافظ ابن كثير:- بإسناد جيد قوي، ومن لطائف التفسير ماذكره بعض المفسرين أن سورة القدر تتكون من ثلاثين كلمة وأن الكلمة رقم (27) (هي) يعني في قول الله تعالى (سلام هي حتى مطلع الفجر) قالوا فكأن في هذا إشارة لتحديد هذه الليلة. والله تعالى أعلم "

ولغيره من أهل العلم كلام آخر، وعليه على طالب العلم أن يستقصي البحث حتى تطمئن نفسه إلى قول من الأقوال.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Sep 2009, 10:38 م]ـ

وهذا جواب الشيخ بن عثيمين على شخص يدعى تركي سعد الخثلان ولا أدرى فلعله يكون هو الدكتور سعد أو غيره:

"السؤال: بارك الله فيكم من الرياض المستمع سعد بن تركي الخثلان المستمع الحقيقة له مجموعة أسئلة يقول أحب أن تعرضوها على فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين سؤاله الأول يقول فيه هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من كل عام أم أنها تنتقل من ليلة لأخرى من الليالي العشر في العام الآخر نرجو توضيح هذه المسألة بالأدلة؟

الجواب

الشيخ: ليلة القدر لا شك أنها في رمضان لقول الله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وبين الله تعالى في آية أخرى أن الله أنزل القرآن في رمضان فقال عز وجل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان يرجو ليلة القدر ثم اعتكف العشر الأوسط ثم رآها صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان ثم تواطأت رؤيا عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنها في السبع الأواخر من رمضان فقال أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر من رمضان فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر وهذا أقل ما قيل فيها أي في حصرها في زمن معين وإذا تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر تبين لنا أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى وأنها لا تكون في ليلة معينة كل عام فالنبي عليه الصلاة والسلام رأى ليلة القدر أو أوري ليلة القدر في المنام وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين وقال عليه الصلاة والسلام التمسوها في ليالي متعددة من العشر وهذا يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة وبهذا تجتمع الأدلة ويكون الإنسان في كل ليلة من ليال العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر وثبوت أجر ليلة القدر حاصل لمن قامها إيماناً واحتساباً سواء علم بها أم لم يعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ولم يقل إذا علم أنه قامها فلا يشترط في حصول ثواب ليلة القدر أن يكون العامل عالماً بها بعينها ولكن من قام العشر الأواخر من رمضان كلها فإننا نجزم بأنه قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً سواء في أول العشر أو في وسطها أو في أخرها نعم. "

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Sep 2009, 10:50 م]ـ

سبق طرح الموضوع هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6665) ..

وهذا رابط حول الموضوع:

ملح التفسير ولطائفه (2) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=577)

ولم أجد الجزء الأول منه!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015