ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[12 Sep 2009, 07:40 م]ـ

يا مولانا الشيخ

في كلامك مغالط بينة وهي اشتراط ما لا يصح أن يكون شرطا، وهو اشتراط أن تكون العرب قد استعملت عين اللفظ المتنازع في معنيين مختلفين، وهذا الشرط غير ضروري، والمصحح هو إمكان استعمال ذلك اللفظ بقرينة ما صحيحة في المعنى الآخر، وهذا الشرط الأخير مقبول عقلا وأدلته كثيرة، وتأمل اي تفسير من التفاسير الكبار تقف على ذلك.

أما شرطك فهي خيالي لأنه من القطعي أنه لم تردنا جميع استعمالات العرب لمختلف الكلمات بمختلف الدلالات، فأنت علقت جواز الاستعمال على أمر خيالي هو حتما ممتنع، ولذلك تصورت في ذهنك أن المجاز ممنوع حتى لو كان بقرينة، وأن العرب لم تعرفه، وأن القرآن لم ينطق به.

ملاحظة: المرجعية الأولى هي الاستعمال القرآني للفظ، وما كلام العرب إلا شاهد إذا وجد، وليس هو الأصل .. فتأمل.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 08:15 م]ـ

أي شرط الذي هو غير ضروري؟؟

وأي متكلم بالعلم يجوز له أن يقول إن اللفظ (س) من معانيه (ص) من غير بينة على أن العرب قد استعملت (س) في (ص) ..

بل هذا من القول بغير علم لا ينتطح في ذلك عنزان ..

والكتاب أو السنة أو شعر العرب أو محكم أمثالهم كله يصلح دليلاً يستدل به المستدل على جواز استعمال (س) في (ص) ..

أما الزعم بأن (س) من معانيه (ص) من غير دليل من كلام العرب = فهو كذب ..

ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[12 Sep 2009, 08:50 م]ـ

قياس مع الفارق ... فلا يعتد به.

واستعمال اللفظ في أكثر من معنى أشهر من أن يذكر.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2009, 09:24 م]ـ

ليس النزاع في استعمال اللفظ في أكثر من معنى،وإنما النزاع في: هل يجوز لمدع أن يدعي أن هذا اللفظ استعملته العرب للدلالة على معنى معين = من غير حجة ولا بينة (؟؟)

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Sep 2009, 10:18 م]ـ

رأيت الحديث تشعب هاهنا وهاهنا ..

وأود أن أشير إلى أنه في مدارسة مع الأخ الفاضل حاتم –حفظه الله- تبين أن البحث يدور حول مسألتين:

الأولى: هل يصح لغة إطلاق الدنو على الانخفاض والتسفل؟

الثانية: هل تحمل الآية على هذا المعنى؟

أما المسألة الأولى:

فالمعنى الأصلي لـ (دنى) قَرُبَ، ثم يختلف نوع هذا القرب بحسب السياق.

وقد جاء ما يدل على الدنو بمعنى الانخفاض لأسفل، وهو قوله تعالى: (وهو بالأفق الأعلى ثم دنا تدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) قال ابن عاشور: " والدنوّ: القرب، وإذ قد كان فعل الدنوّ قد عطف بـ (ثم) على (فاستوى بالأفق الأعلى) علم أنه دنا إلى العالم الأرضي" ا. هـ

فهو يشير إلى أن السياق حدد نوع القرب هنا، وهو الانخفاض.

إذا لا إشكال في أن (دنا) قد يدل على (انخفض)، فيقال: كان عاليا فدنا، أي نزل وانخفض.

ويبقى ذكر أن استشهاد الددو بالبيت ليس هو مناط القضية، فقد يكون الاستشهاد خاطئا –كما أثبت الأخ حاتم- لكن المعنى صحيح لغة على ما سبق.

وأما المسألة الثانية: هل تحمل الآية على هذا المعنى؟

كل من تطرق لهذه الآية من المفسرين يذكر معنى واحدا وهو أن في الآية إشارة إلى أرض الروم بأنها أقرب الأراضي إلى مكة، أو أقرب أراضي الروم إلى المسلمين ...

فأدنى الأرض أي أقربها، فإن كانت الوقعة في أذرعات فهي من (أدنى الأرض) بالقياس إلى مكة، وإن كانت الوقعة بالجزيرة فهي (أدنى) بالقياس إلى أرض كسرى، وإن كانت بالأردن فهي (أدنى) إلى أرض الروم، قاله ابن عطية.

فالشاهد أن (أدنى) استعملت هنا بمعنى: أقرب.

وفائدة ذكر (فِى أَدْنَى ?لأرْضِ) هو بيان شدة ضعفهم، أي انتهى ضعفهم إلى أن وصل عدوهم إلى طريق الحجاز وكسروهم وهم في بلادهم ثم غلبوا حتى وصلوا إلى المدائن وبنوا هناك الرومية لبيان أن هذه الغلبة العظيمة بعد ذلك الضعف العظيم بإذن الله، قاله الرازي.

فهذا هو المعنى الواضح المتبادر من الآية، وهو ما يتناسب مع سياق الآيات وما ذكر في نزولها.

وهو من معجزات القرآن، لأنه أخبر عن شيء من المغيبات وقع كما أخبر.

وأما ما ذكره أصحاب الإعجاز العلمي فهو أن في الآية إشارة إلى أن أرض الروم هي أدنى الأراضي، أي أكثرها انخفاضا، فأعمق نقطة من اليابسة تحت سطح البحر واقعة في بلاد الروم.

وقالوا إن في الآية إعجازا علميا حيث أشارت إلى هذا الأمر الذي لم يكن في مقدور البشر أن يعلموه وقت نزول الآية، وإنما علم هذا بأخرة، فكان سبق الآية بذكر هذه الحقيقة العلمية هو من دلائل إعجاز القرآن الكريم.

فما ذكروه وإن كان ثبت علميا، ويدل عليه لفظ (أدنى) لغة =فلا يصح تفسير الآية به، لأن سياق الآيات وما يدل عليه نزولها لا يدلان عليه، فلا يكفي أن ينظر إلى ألفاظ الآية وحدها، بل لا بد من النظر في مجموع ما يحيط بالآية، فتفسيرها به تعسف وميل بها عن معناها.

ولكن هل يمكن أن يؤخذ بما ذكروه على أنه إشارة وليس تفسيرا؟

تترك هذه المسألة للنقاش ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015