قال تعالى: (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) (النمل:87) (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ) (البقرة:19) وهذا أمر لا يخفى على الطفل الصغير، وليس فيه من السبق العلمي أيّ شيء، لذلك نجد الجيوش يصنّعون القنابل الصوتية، ويستخدمونها لتفريق الحشود ... لما لها من أثر كبير في إيقاع الرعب في الأنفس ....

ولا أعرف كيف تحمّل هذا النص الشعري ليحوي أوجه إعجاز علمي؟؟ فما هو مفهوم الإعجاز؟؟ وما هي أركانه وشروطه؟؟؟

. ولعل في قول عنترة العبسي:

وخلا الذباب بها فليس ببارح ... هزجاً كفعل الشارب المترنم

هزجاً يحك ذراعه بذراعه ... فعل المكب على الزناد الأجذم

إشارة إلى ارتباط حك الذباب ذراعه بذراعه بحالة من الهزح عند الذباب، ولا مانع من إجراء دراسة لإثبات صدق هذا، وأصدقك إذ أقول إن هذا ليس بالأمر العسير ...

وهكذا نتوسع في فهم الكلام كما يحلو لنا ونحمله ما لا يحتمل ...

فانظر ماذا جنينا على اللغة وعلى البلاغة إذا ما قبلنا بتوهمات كهذه في كتاب الله. .

هذا ما أراك تجنيه أنت بأسلوبك الذي يخرج البلاغة القرآنية عن أصولها، وتحمّل المسائل فوق طاقاتها الكثير الكثير، فما الذي ترمي إليه بحك الذباب في جسد هذه الفتاة؟؟؟ وإلى أين سيوصلنا هذا الفهم؟؟؟ وماهو هذا الأمر العظيم في هذه المسألة؟؟

هل من وجه للمقارنة بين فهمك وفهم النص القرآني؟؟ قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) (البقرة:26)

أفليس من الأولى إذن تنزيه القرآن عن مثل هذه التوهمات والتحكمات؟؟؟!!!.

أولا القرآن الكريم منزّه ولا يحتاج منا إلى تنزيه، والذي نقوله: أليس من الأولى أن ننزه عقولنا عن التحجّر والانطواء على أمور أكل الدهر عليها وشرب، ونتفكر في خلق السموات والأرض، ونتبع ديننا حق اتباعه؟؟؟؟

وأنا على يقين أنه من أعجز الإعجاز تفسير المُفَسَّر؛ فكيف لأحد أن يفسّر الماء لمن ينكره، سيفسر الماء بعد جهد بالماء؟؟؟؟ ليس لعجزه عن التفسير، بل لأن من أنكر معرفة الماء الظاهر لن يتّبع أيّة حجّة في بيانه.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[05 Oct 2009, 04:56 م]ـ

الإخوة الكرام العليمي وحجازي الهوى وحسن عبد الجليل:

أرجو أن تتركوا عنكم هذه التهويلات، وتنظروا في الإلزامات الموجهة إليكم، والتي تتبين للناظر بأدنى نظر. واعلموا أن الأمر ليس بكثرة القائلين بالإعجاز العلمي وأنصاره، وإنما بالحجة والبرهان الذي تقدمونه على صدق دعواكم، والذي لم نَرَ منكم فيه حتى هذه اللحظة، إلا تهويلات ومصادرات لا ينبغي أن تكون ممن يطلب في جداله الحق:

1. نحن - منكري الإعجاز العلمي- نومن بأن القرآن من عند الله، وبأنه أعجز ببلاغته وفصاحته وبيانه العرب، فكان دليلاً على صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعواه النبوة، فلا تذهبوا إلى التشكيك والتهويل ...

2. غاية ما في الأمر أنكم يا أرباب الإعجاز العلمي وأنصاره والقائلين به تدعون أن بإمكانكم إقامة الدليل على أن القرآن من عند الله من وجه آخر، هو أنكم تدعون سبق القرآن في الدلالة على أسرار وخفايا في علوم الكون كشف عنها العلم الحديث، وتجعلون من هذا وجهاً من وجوه إعجاز القرآن الكريم، ويدعي أرباب الإعجاز العلمي والداعون له أن هذا الوجه المدعى من إعجاز القرآن بات أقرب إلى أفهام الناس، وأجدر أن يُنبهوا إليه في ظل هذه الانفجار العلمي والمعرفي الذي ظهر في العصور الأخيرة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015