رابعا: حتى تسلم لك دعواك فيجب - علاوة على ما سبق - أن يكون هذا الخيال الذى تحقق فى بيت شعر للمتنبى متحققا وشائعا فى الكثير من أشعاره، وألا يقتصر ذلك على مثال وحيد من شعره، أى يجب أن تكون تلك قاعدة لا شذوذا، أو أن تمثل ظاهرة لا حالة وحيدة

أما دعوى القائلين بالاعجاز العلمى فيتحقق فيها هذا الشرط، فانهم لا يكتفون بمثال وحيد على نحو ما فعلت، وانما يأتون بالعديد من الشواهد التى لا يمكن اعتبارها شذوذا، بل ظاهرة ملحوظة ومن الصعب تجاهلها

وهذا مما لا يغنيك، فإننا نبحث في أصل الدلالة بغض النظر عن كثرة الشواهد، إذا كنت تزعم أن في قوله تعالى ((كأنما يصعد في السماء)) دلالة على قانون الجاذبية، وعلى اختراع الطائرة على وجه ما، فإننا على هذا الوجه نستطيع أن ندعي هذا كله في بيت المتنبي، وأن نحمله هذا المعاني من ذات الوجه الذي حملت فيه هذه الآية ما تزعمه من المعاني ...

وهاك بيتاً آخر للمتنبي:

إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم

وفي هذا دليل على أن الصعود في الفضاء ممكن، لأنه يصرح بقوله (لا تقنع بما دون النجوم)، بل إنه يقول إن بالإمكان الذهاب إلى ما هو أبعد من النجوم!!

وما يدريك، لعله يأتي زمان نكون فيه قادرين على الصعود إلى ما وراء النجوم، وليس إلى القمر فحسب؟!

فيكون المتنبي ها هنا يكشف لنا عن أشياء لم يصل إليها العلم الحديث بعد!!!

أرأيت أخانا الفاضل الى عدد الالزامات التى تحاصرك وتلزمك أنت فيما تصورته الزامات لنا، وفيما ادعيته علينا من مصادرة على المطلوب

ندعو لك صادقين بأن ينجلى لك الحق ولا تستبد بك شهوة الجدل

وفقك الله لكل خير، وغفر الله لنا ولكم

بل أرى يا أخي أنك تأتون بأجوبة مرتجلة، شاعرية، خطابية ...

وأعجب أنكم تصادرون على المطلوب، ثم تصرون على ذلك ...

نسأل الله أن يهدينا وإياكم سبيل الرشاد، وألا تصرفكم شهوة الجدل عن البصر بالحق ...

وبارك الله فيك ...

ـ[بكر الجازي]ــــــــ[03 Oct 2009, 02:55 م]ـ

أتظن لو أننا قلنا له أن هذه الآية قمة في البيان والبلاغة سيسلم لنا؟ ويعترف بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟

سيقول أنا لا أفهم العربية ولا بلاغتها. فهل سينفي قوله هذا عدم وجود الاعجاز البلاغي، والدليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؟

فإن كان لا ينفيه، فكذلك عدم تسليمه في الأولى لا ينفي الاعجاز العلمي ودلالاته على النبوة ..

هذا خارج عن محل النزاع ...

أريد منك ومن الإخوة أن تنفصلوا بجواب لا مصادرة فيه ...

أنت ادعيت - وناصرك الإخوة- أن الآية دالة على قانون الجاذبية، ولو تأملناها حقاً لوصلنا إلى اختراع الطائرة ...

ولست أدري من أين لك هذا ...

فجيتك ببيت للمتنبي:

خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ... وفي أذن الجوزاء منه زمازم

وهاك بيتاً آخر:

إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم

والمطلوب منك أن تبين لي كيف أن هذين البيتين لا يدلان على المعاني التي تزعم أن الآية تدل عليها؟!

لا تقل لي: الآية من كلام الله، وأما الشعر فهو كلام بشر؟

فهذا مما لا يغنيك إن كنت تطلب في جدالك الحق ...

ذلك أنك حتى هذه اللحظة لم تقم دليلاً على أن القرآن كلام الله من حيث وجود الإعجاز العلمي فيه ...

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Oct 2009, 07:16 م]ـ

هذا خارج عن محل النزاع ...

أريد منك ومن الإخوة أن تنفصلوا بجواب لا مصادرة فيه ...

أنت ادعيت - وناصرك الإخوة- أن الآية دالة على قانون الجاذبية، ولو تأملناها حقاً لوصلنا إلى اختراع الطائرة ...

ولست أدري من أين لك هذا ...

...

هذا ما فهمته من الفعل (يَََصَّعَّد) فعملية الصعود تلقى مقاومة (التي هي الجاذبية).

كما أفهم أنها ستتم وتتدرج وفق مراحل مرتبطة بتطور العلوم والمعارف.

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Oct 2009, 07:18 م]ـ

نقاش ممتع جداً ... وأرى أن المدافعين عن الإعجاز العلمي قد جاؤوا بما يقنع المخالفين والمعترضين .... جزاكم الله خيراً جميعاً ....

إلا بكرا الجازي

ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[03 Oct 2009, 09:16 م]ـ

فإذا جاءك المناظر بشيء من كلام العرب يزعم أن فيه دلالة على حقائق علمية كشف عنها العلماء حديثاً، لم يكن لك أن تنفصل عنه بأن تقول: القرآن كلام الله، وأما كلام العرب فهو شعر قائم على الخيال؟!!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015