ثم دخل رجل في زي الكتاب، له هيئة، فأقعده إلى جانبي، وقال له: أتعرف هذا؟ قال: لا قال: هذا علامة أهل البصرة، أبو عبيدة؛ احضرناه لنستفيد من علمه. فدعا له الرجل وقرظه لفعله هذا، وقال لي: والله إني كنت مشتاقاً إليك؛ وقد سئلت عن مسألةٍ، أفتأذن أن أعرفك إياها؟ قلت: هات. قال: قال الله عز وجل: " طلعها كأنه رؤوس الشياطين "؛ وإنما يقع الوعد وإلا يعاد بما عرف مثله، وهذا لم يعرف!.

فقلت: إنما كلمهم الله تعالى بما يعرفون، وعلى كلام العرب؛ أما سمعت قول امرئ القيس:

أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال

وهم لم يروا الغول، ولكن لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به. فاستحسن الفضل ذلك، واستحسنه السائل، فاعتقدت منذ ذلك الوقت أن أضع كتاباً لمثل هذا وأشباهه.

فلما رجعت إلى البصرة علمت كتابي الذي سميته كتاب المجاز.

جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع أحمد الهاشمي - (1/ 187)

في تقسيم طرفي التشبيه إلى حسِّي، وعقلي

طرفا التشبيه «المشبه، والمشبه به»

(?) إمَّا حسيَّان (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015