وقد استمعت، بعد هذا بعدة ساعات فى أحد المواقع القبطية المهجرية، إلى تسجيل صوتى (لا صورة فيه) لمحمد رحومة أو لمن يُفْتَرَض أنه محمد رحومة (ذلك أنه لا توجد صورة كما قلت)، وكان يتكلم بالعامية، وكان الصوت متلجلجا عاليا شديد الانفعال. ولفت نظرى تأكيده أنه ليس له فضل فى التنصر، فهو لم يختر المسيح بإرادته، بل المسيح هو الذى اختاره. ثم تحدث عن رؤيا سمع فيها صوتا قويا يدعوه إلى القيام والتبشير، وما أكثر الرُّؤَى فى حياته وفى حياة أمثاله من المرتدين عن الإسلام! ومعنى هذا أنه لم يستخدم عقله فى التحول من دين التوحيد إلى دين التثليث، وهذا أمر طبيعى جدا، إذ الإيمان عند النصارى لا صلة بينه وبين العقل. وقد نقلت كلامه هو، ولم آت بشىء من عندى. كما تكلم عن المرشدين الروحيين له فى دينه الجديد، وكأنه رجل عامى يحتاج إلى من يوجهه ويرشده، وليس أستاذا جامعيا. بل لقد ذكر فى هذا السياق أحدَ الفراشين فى الكنيسة بجلباب وشبشب بوصفه واحدا من أولئك المرشدين الروحيين الذين استفاد منهم، مما يدل على مدى التدهور النفسى والفكرى والعقيدى الذى تدهوره الرجل. وفى هذا السياق أعلن مدحه وتمجيده للمجرم زكريا بطرس قائلا إن الله قد أرسله لِدَكّ معاقل الكفر والطغيان. كذلك يقر بأنه، فى حياته الإسلامية، لم يكن متدينا فى يوم من الأيام، بالإضافة إلى ارتكابه الزنا الذى يستظرف كأى حشاش مسطول فيقول إنه كان يتبع فيه قوله تعالى: "وما ملكت أيمانكم"، فى الوقت الذى يزعم أنه كان كثير الصلاة وقراءة القرآن أيضا! وقد تطرق إلى واقعةٍ اتُّهِم فيها بالاعتداء على عِرْض فتاة منقبة، وهو ما يذكرنا بما قاله عنه الدكتور مصرى حنورة فى هذا الصدد.

ومما أقر به أيضا أنه كان يمنع الطالبات المنقبات من دخول الكلية خوفا أن تكون الواحدة منهن شابا إرهابيا يحمل متفجرات فى ثيابه كما يقول. ويقول عن السعوديين، الذين اشتغل فى بلادهم فترة، إن الغالبية العظمى منهم يكرهون أنفسهم كراهية بشعة، وإنهم شر ناس على وجه الأرض، داعيا لهم أن يهديهم الله إلى النصرانية. بل نسب إلى أحد الأمراء أو الشيوخ السعوديين قوله له على سبيل الإنكار والاستنكار إن ماء زمزم هو ماء مجارٍ، فكيف يغتسل به أو يشربه؟ وهو فى ذلك كذاب أشر، إذ إن هذا الكلام لا يمكن أن يقوله إنسان، فضلا عن أين يكون هذا الإنسان سعوديا يعرف أن ماء زمزم هو ماء طاهر نظيف لطيف المذاق لا علاقة له بماء المجارى بتاتا، ذلك الماء الذى يشرب منه عقل رحومة وأشباهه المعاتيه ممن يتخذون من فراشى الكنائس مرشدين روحيين لهم، فضلا عن أن يكون هذا القائل أميرا أو شيخا سعوديا. فرحومة يكذب هنا كذبا رخيصا. والعجيب أنه، فى مقالاته النقدية التى تعرض فيها لكتابات السعوديين حين كان معارا إلى السعودية، كان يقول عن هؤلاء الناس غير ذلك.

ومن ضلاله وعمى قلبه وضميره أنه يتخذ جانب الأمريكان ضد المسلمين. كيف لا، والكذاب القرارىّ يقول إنه قد رآهم وسمعهم، وهو فى أمريكا، يدعون عقب تفجير البرجين فى الحادى والعشرين من سبتمبر 2001م لأسامة بن لادن، وقد ملأ قلوبهم شعور المحبة للرجل الذى هدم برجيهم وقتل منهم عدة آلاف (يا سلام على هذه الحنية الأمريكية الملائكية التى لم يذكرها أحد قط سوى هذا الكذاب المنافق)، فى الوقت الذى كان المسلمون يدعون على الأمريكان أن يشتت الله شملهم وييتم أطفالهم؟ وهذا الكلام لا يصدر إلا عن شيطان لئيم. ترى هل عرف ذلك الخبيث على سبيل اليقين أن ابن لادن أو أى مسلم آخر هو الذى دمر البرجين؟ إن هناك لغطا كثيرا وكثيفا حتى بين الأمريكان أنفسهم يقول إن بوش وعصابته هم الذين تَوَلَّوْا كِبْر هذه المؤامرة حتى يتخذوها ذريعة للهجوم الشامل على العالم الإسلامى. ثم فلنفترض أن المسلمين هم الذين فعلوها، فماذا تكون تلك الفعلة إزاء الجرائم الوحشية المتلتلة التى اجترحها وما زال يجترحها الأمريكان فى حق العرب والمسلمين؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015