ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 صلى الله عليه وسلمug 2009, 07:57 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي عبد العزيز على هذه الاستنباطات الجديرة حقا بالفكر والتأمل

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 صلى الله عليه وسلمug 2009, 08:02 م]ـ

أولاً: في قوله تعالى: (وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191)). لماذا عبر أولاً بقوله: (عند المسجد الحرام) وبعدها قال: (حتى يقاتلوكم فيه) .. لماذا لم يكن نظم الكلام:

وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ عنده.

أو

وَلا تُقَاتِلُوهُمْ في الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فيه.

ثانياً:

لماذا قال: (فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ)، ولم يقل: فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فقاتلوهم؟

أو

فَإِنْ قَتلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؟

مما قد يفيد في هذا ما ذكره السمين الحلبي عند هذه الآية حيث قال: " و (عند) منصوب بالفعل قبله، و (حتى) متعلقة به أيضا غايةٌ له بمعنى (إلى)، والفعل بعدها منصوب بإضمار (أنْ) كما تقرر. والضمير في (فيه) يعود على (عند) إذ ضمير الظرف لا يتعدى إليه الفعل إلا بـ (في)، لأن الضمير يرد الأشياء إلى أصولها، وأصل الظرف على إضمار (في) " ا. هـ.

فهو يجعل الضمير في (فيه) عائدا على (عند) وليس على (المسجد الحرام) ويعلل هذا بما قد يفيد في تعليل اختيار هذا الأسلوب.

ثم ذكر معنى (فإن قاتلوكم فاقتلوكم) فقال: "ولا بد من حذف .. أي فإن قاتلوكم فيه فاقتلوهم فيه) و قال ابن عاشور: " أي فإن قاتلوكم عند المسجد الحرام فاقتلوهم عند المسجد الحرام"ا. هـ. فيكون المعنى واحدا على التقديرين.

ولعل التعبير بـ (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه) يفيد معنى دقيقا، لأن (عند) تفيد معنى أوسع من معنى (في) كما لا يخفى، فيكون المعنى: لا تقربوا المسجد الحرام بالقتال حتى يحدث القتال فيه، فالنهي عن القتال (عند) المسجد الحرام تفيد التحذير من مقاربته أصلا، إلا أن يحدث هتك لحرمته بأن يبدأ المشركون بالقتال (فيه)، فعدها يجوز القتال، والله تعالى أعلم.

وقد قرأ الأخوان: (ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم) قال ابن عاشور: "وهذه القراءة تقتضي أن المنهي عنه القتل، فيشمل القتل باشتباك حرب (وهو ما تدل عليه قراءة الجمهور) والقتل بدون ملحمة" (وهو ما تدل عليه قراءة الأخوين). وهذا قول جيد يفيد إعمال القراءتين، لأن القاعدة أن القراءتين المتواترتين بمنزلة الآيتين.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 صلى الله عليه وسلمug 2009, 08:11 م]ـ

خامساً: من الفوائد التي ظهرت لي أثناء القراءة أن الله لم يذكر القتل في حق رسول من الرسل، وإنما ذكره في حق بعض الأنبياء.

وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) البقرة

قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) البقرة

وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ (155) النساء

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) آل عمران

وغيرها ربما، ولعل الحكمة في ذلك أن الرسلَ الذين جاءوا برسالات وشرائع جديدة معصومون من القتل بعصمة الله لهم وحفظه، فلا يصل إليهم الأعداء. وأما الأنبياء الذين يأتون ليجددوا رسالات السابقين فقد يقتلون والله أعلم.

ولم أجد آية يمكن أن تخرم هذا الاستقراء إلا قوله تعالى: (قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183)

والرسل فيها المقصود بهم الأنبياء في الآيات التي قبلها بقليل، فقد لا تعتبر خارمة لهذا الاستقراء والله أعلم. ولعل مزيد من الاستقراء يصحح هذه المعلومة أو يبطلها.

ثانيا: لي تساؤلات على ماتفضل به الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله في الفائدة ... الخ

ألا يدل ما سبق على أن القتل حاصل للرسل والله تعالى أعلم

ما ذكره الشيخ عبد الرحمن هو الصحيح، وقد أشار إليه ابن عاشور بقوله:

" وإنما قال الأنبياء لأن الرسل لا تسلط عليهم أعداؤهم لأنه منافٍ لحكمة الرسالة التي هي التبليغ، قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا) وقال: (والله يعصمك من الناس) " وقال: "والعصمة هنا الحفظ والوقاية من كيد أعدائه".

وأجاب عن الإشكال الذي أورده الأخ أبو عبد الرحمن المدني عند قوله تعالى: (كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون) في المائدة بقوله: " فالمراد بالرسل هنا الأنبياء ... وإطلاق الرسول على النبي الذي لم يجئ بشريعة إطلاق شائع في القرآن، لأنه لما ذكر أنهم قتلوا فريقا من الرسل تعين تأويل الرسل بالأنبياء، فإنهم ما قتلوا إلا أنبياء لا رسلا".

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015