ـ[محمد العسكري]ــــــــ[24 صلى الله عليه وسلمug 2009, 02:05 ص]ـ

أخي محمد العسكري حفظك الله ..

أودّ أن أعلق بنقاطٍ على ما تفضّلت به في كلامك السابق، فأقول - وبالله التوفيق -:

- كنتَ قد ذكرت في بداية كلامك أن "طلاسم" ما تزال في القرآن الكريم بدون حلّ، وأنك هُدِيت إلى حلّ شيء منها ...

وهذا الكلام عليه مأخذان:

الأول:

قال في تاج العروس: "الطلسم: اسم للسر المكتوم .. والجمع طلاسم".اهـ.

وجاء في المعجم الوسيط: "الطلسم: - في علم السحر - خطوط و أعداد يزعم كاتبها أنه يربط بها روحانيات الكواكب العلوية بالطبائع السفلية لجلب محبوب أو دفع أذى، وهو لفظ يوناني لكل ما هو غامض مبهم كالألغاز و الأحاجي".اهـ.

وعلى ذلك؛ فاستعمالك للفظ: "طلاسم"، وادعاء وجودها في القرآن خطأ، بل مدفوع من جهتين:

أ- أنه يحمل في طياته اللغوية معاني تخصّ السحر، وهذا معلوم البطلان وجوده في القرآن عند المسلمين.

ب- أنه إن لم يُقصد به السحر، فإنه يُقصد بـ "الطلاسم": المعاني غير المفهومة.

وهذا كذلك فيه تفصيل، وعليه تعقّب، ذلك أن الله لم يُخاطب عباده بما لا يفهمون، ولم يخاطبهم بـ"طلاسم" لم يستطيعوا في خير القرون فهمها، ولا تزال محاولات فهمها حتى الساعة؟؟

والله تعالى قد أنزل القرآن بلسان العرب {قرآنا عربيا غير ذي عوج}.

وقال تعالى: {ولو جعلناه قرآنا أعجمياً لقالوا: لولا فصلت آياته أاْعجمي وعربيّ ... }

ولو وجد العرب فيه شيئا من ذلك لسارعوا إلى اتهامه بـ "الطلاسم السحرية"، ولوجدوا على ذلك دليلاً - لو كان الأمر كما تزعم - ..

ولكنهم لم يفعلوا، بل وجدوا فيه حلاوة الخطاب، وطلاوة المعاني، وما يتفق مع العقل، وتحبه النفس ..

الثاني - من المأخذين المشار إليهما في صدر الكلام -:

أنك هُديت إلى حل شيء من هذه الطلاسم - على حدّ تعبيرك -، وهذا -أيضا - عليه تعليقان:

أ - أنك قد حللت ما غرق المتقدّمون والمتأخرون في حله، فضلّوا عنه ضلالاً بعيدا - كما هو لازم كلامك - ثم جئت بعد إطباقهم على قول، لتعلن خطأهم، ولتأتي بقول جديد لم تُسبق إليه؟؟

فهل يتناسب ذلك مع المنهجية العلمية بشيء؟؟

ب- أن الكلام في كتاب الله تعالى بالرأي المجرد، بعيدا عن أدوات الاجتهاد، من إتقان لغة العرب، والعلم بالحديث، والنظر في الأصول، ومعرفة مسائل الإجماع، وسائر أبواب علوم القرآن، كالناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والمحكم والمتشابه ... أقول: الكلام في تفسير كتاب الله بدون أدوات الاجتهاد - المذكور طرف منها - محظور ممنوع، توعد الشرع عليه وحذر منه.

والسؤال: أين أنت من أدوات الاجتهاد حتى تخرج بمثل هذا القول؟؟

ولا أنسى أن أنبّه على أن الحديث المفسّر للآية - كما أورده فضيلة الدكتور عبد الرحمن - هو مما أخرجه البخاري في صحيحه، ولا سبيل إلى ردّه بمثل هذا الكلام، بل تفسير الآية به واجب لا محص عنه، فإن من نُزّل عليه القرآن أدرى بعانيه، والله أعلم.

على أنني أختم الكلام بأنه لا ينبغي أن يُفهم حظر التفكر والتدبر، بل إن ذلك واجب، كما قال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن}، إلا أن ذلك مضبوط بالأصول العلمية التي قررها العلماء.

والله الموفق.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تطلق كلمة الطلاسم في مجلات شتى منها ما ذكرت.كما تذكر على كل كلام يصعب تأويله أو تفسيره. وفي القرآن ما أعجز العقول عن ادراكه. و لا ينكر أحدا بلاغة القرآن وإعجازه. والذي قصدت هو اعجاز القرآن الذي لم يصل العالم كله إلى فهم معانيه.

أما ما قلت عن الحديث فأنت تعلم متى كتب الحديث. كما أنك تعلم أن الحجة الأكمل هو القرآن وما الحديث إلا استأناسا يستأنس به بعد القرآن. كل ما تعارض مع القرآن فهو باطل. أنا أستغرب أن العرب يكذبون التوراة والإنجيل ولا يكذبون بعض الأحاديث التي تتضارب مع القرآن. خاصة والدلائل التي أورت قوية ولا شك فيها.إن الذين سبقونا اجتهدوا وتعاونوا على فهم دينهم واثبات الحق الذي يصلون إليه حسب فهمهم ونحن حرمنا عن أنفسنا الإجتهاد وعدم قبول الرأي الآخر ولو كان صحيحا. لاتستوي عقولنا بعقولهم فلما لا نصنع لأنفسنا فكرا مستقلا حسب زماننا وعلمنا.أم نقول -إبَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015