تلخيص الأخ إبراهيم العروسي لدروس تاريخ التفسير المقام بدورة المعابدة بمكة

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Jul 2009, 08:12 ص]ـ

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على خير البريات، وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد منَّ الله ـ بكرمه وفضله ـ عليَّ بإلقاء دروس في تاريخ التفسير، وقد وقفت فيه على نهاية خلافة الراشدين، وقد اجتهد الطلبة بإعداد ملخصات، فاخترت أحدها، واضفت إليه بعض ما فاته من خلال ملخصات زملائه، وكذا أضفت لها النصوص التي أشار إليها، ولم يكتبها كاملة.

وإني لأهتبل هذه الفرصة لأشكر هؤلاء الطلاب الذين حرصوا على الحضور، وأفادوني في هذه الدروس بحضورهم ومناقشاتهم العلمية المفيدة، وإني لأسأل الله أن يوفقني وإياهم لما يحب ويرضى.

وإليكم هذا التلخيص:

.....................................

تمهيد:

في هذا البحث الفكرة العامة في هذا البحث هى إظهار الجانب التاريخي فيما يتعلق بتاريخ تفسير القران وهو طويل جدا ً ولكن سنحاول إبراز المنطقة التي نقول عنها مجازا ًمنطقة مظلمة في عدم وضوحها لا في نفسها وذاتها وهي مرحلة بدايات التفسير فإن كثير من طلاب العلم يجهل هذه المنطقة منطقة بدايات التفسير

نحتاج إلى معرفة كيف كان التفسير قبل عصر الإمام محمد بن جرير الطبري

بداية من العصر النبوي حتى عصر إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري

المقصود الأعظم هو فترة ما قبل عصر ابن جرير حتى العصر النبوي

وسوف نجد إن شاء الله معلومات جديدة ولكنها ليست مبتكرة وإنما هى موجودة في بطون الكتب وتحتاج إلى اقتناص وترتيب فقط وذلك لعدم انتباه كثير من المتخصصين إلي هذه الفترة، ولاعتمادهم على ما كتبه بعض المعاصرين في مراحل تدوين التفسير، دون التنبه لما فيها من ملاحظات علمية.

إن تاريخ التفسير لو كتب بطريقة تحليلية من فترة نزول القرآن إلى عهد بن جرير لخرجت فوائد كثيرة من خلال نصوص التراجم ونصوص التفسير المنقولة عن أصحاب هذه الفترة الزمنية، وهذا الموضوع يحتاج إلى أكثر من رسالة علمية.

? نبذة تعريفية عن مفهوم علم التفسير

إن المتأمل والدارس لعلم تاريخ التفسير، ينبغي أن يتفطن بادئ ذي بدئ لأمور هامة تتعلق بالموضوع، من حيث المعنى العام والمعنى اللفظي، ولعلنا نتطرق في خطوط عريضة ـ لتلك الأمور وهي على النحو التالي:

? ينبغي أن نتتبع المصطلح لعلم تاريخ التفسير كيف سار منذ الزمن الأول إلى يومنا هذا، لأننا إذا قلنا علم تاريخ التفسير فماذا نقصد بالتفسير وما مفهومه وماهيته.

? المرحلة المقصودة بتاريخ علم التفسير هي عصور المنطقة المظلمة (من جهة العلم والجهل بها) وليس في ذاتها، أعني مرحلة ما قبل الإمام ابن جرير الطبري، حيث كانت المناهج واضحة وجلية بعده.

?تعريف التفسير:

الأولين مزجوا بين علوم القرآن وعلوم التفسير، واتفقوا على أن التفسير هو فهم المعاني واختلفوا بعد ذلك فبعضهم يدخل أحكام القرآن وحكمه كما ذكر الزركشي عن بعضهم، وكابن أبي حيان يدخل القرآءآت والبلاغة وغيرها، والضابط في التمييز بين علوم التفسير وعلوم القرآن {هو بيان وفهم المعاني} ثم اختلفوا في الزيادات.

وموضوعنا هو {تاريخ بيان فهم معاني القرآن} الذي نعني به تاريخ التفسير ومنشأ الخلاف، هل علوم القرآن والعلوم الإضافية، هل هي من مادة كتب التفسير، أم من التفسير نفسه، وهنا يقال أن جميع الزيادات والإضافات في علوم القرآن التي دخلت في علم التفسير ليست من ماهية التفسير، إنما هي من مادة كتب التفسير.

وهنا ثمة أمر ينبغي أن ننبه عليه، وهو إذا كانت تلك العلوم لها أثر في فهم المعنى فإننا ندخلها ضمن علم التفسير، ومثال ذلك، ما روي عن خالد بن معدان في قوله تعالى {لابثين فيها} أنها منسوخة بقوله {فذوقوا فلن نزيدكم} فإننا نعد هذا الضرب من علم التفسير لأن له أثرًا في فهم المعنى،، فالنسخ هنا يدخل في مراد السلف، ويُحمل على مصطلحات المتأخرين، وهو من بيان المجمل، بخلاف آية الصدقة في سورة المجادلة، ليس لها علاقة أو أثر في فهم المعنى، وإنما لها أثر في الحكم، أي في تطبيق هذا الأمر، وإلا فمعناها مفهوم، والقول بالنسخ لم يؤثر على معنى الآية وتفسيرها، فلذلك عددنا النسخ في هذه الآية من

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015