ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Jul 2009, 07:43 م]ـ

إذا كانت اللفظة الواحدة يمكن أن تدل على أكثر من معنى في اللسان العربي، وكان السلف قد ذكروا من معاني اللفظة بعض ما تدل عليه بحسب ما توارد على فهومهم وما كان من معهودهم، وتنوعت أقوالهم في هذا، ألا يعد هذا دليلا على خطأ حصر معاني الآية بما ذكروه من معاني لهذه اللفظة؟

بمعنى:

هل نزول القرآن الكريم على معهود الأميين في الخطاب يدل على أن القرآن لا يمكن أن يدل على غير هذا المعهود حتى لو احتمل لفظ الآية معنى غيره؟

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 Jul 2009, 08:32 م]ـ

الذي أراه والله أعلم يضبط ذلك هو:

أن يكون المعنى الجديد مما تحتمله الآية.

وهذا يشمل:

1 - أن يكون المعنى مما يحتمله اللفظ في اللسان العربي القديم.وأما تحميل اللفظ ما ليس من معانيه أو ما هو من معانيه في اللسان الحادث (وقد يكون الحادث بعد الهجرة بمائتي عام فقط) = فهو فاسد.

2 - ألايكون في سياق الآية ما يمنع حمل هذا اللفظ على ذاك المعنى.

3 - ألا يكون في مجموع القرائن الخارجية (عموم كلام الشرع) ما يمنع حمل هذا اللفظ على ذاك المعنى.

4 - إذا كان المعنى الجديد وخلافه للمعاني السالفة من جنس خلاف التنوع فلا يجوز لصاحبه إبطال المعاني الواردة عن السلف.

5 - إذا كان المعنى الجديد وخلافه للمعاني السالفة من جنس خلاف التضاد فيُحكم على إبطاله لمعاني السلف بميزان قطعية الإجماع الضمني الوارد عن السلف وظنيته وقوة مستند صاحب المعنى الجديد.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Sep 2009, 05:13 م]ـ

أعود للموضوع أخي الفاضل ..

الضابط الذي ذكرته صحيح وهو: "أن يكون المعنى الجديد مما تحتمله الآية"

ولكن اللإشكال فيما ذكرته بعده بقولك: "أن يكون المعنى مما يحتمله اللفظ في اللسان العربي القديم"

فما الدليل على هذا؟

فأعيد السؤال الذي ذكرتُه سابقا وهو:

إذا كان القرآن قد نزل على معهود الأميين في الخطاب، فهل هذا يدل على أنه لا يمكن أن يدل على غير هذا المعهود حتى لو احتمل لفظ الآية معنى غيره؟

بمعنى:

ما الإشكال المترتب على جعل لفظ القرآن واسعا يحتمل المعنى القديم، كما يحتمل المعنى الجديد إذا لم يمنع مانع من حمل الآية عليه من مناقضة قول السلف أو المخالفة للسياق أو الأدلة الأخرى؟

وهو سؤال للمدارسة العامة أيضا حيث يضبط كثيرا من الأمور ..

جزاكم الله خيرا

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Sep 2009, 06:45 م]ـ

[ما الإشكال المترتب على جعل لفظ القرآن واسعا يحتمل المعنى القديم، كما يحتمل المعنى الجديد إذا لم يمنع مانع من حمل الآية عليه من مناقضة قول السلف أو المخالفة للسياق أو الأدلة الأخرى؟]

بعث النبي صلى الله عليه وسلم - وغيره من الأنبياء- بلسان قومه،وكان هذا شرطاً لإقامة الحجة وتبيين المحجة.

فلو تكلم سبحانه باللفظ وأراد معنى لا يعرفه أهل اللسان الأول (لأنه سيحدث بعدهم) = لزم من ذلك أنه سبحانه تكلم بكلام أراد به معنى لم يفقهه لا النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ويكون هناك بعض الحق فات على قرن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدركه منهم أحد وعمي عليهم، ويكونون جميعاً قد اجتمعوا على عدم فقه هذا المعنى ولا معرفته ..

وكل ذلك باطل لا يجوز،ولا يجوز أن يخاطب الله النبي والصحابة بمعان ليست من لسانهم ولا يفقهوها ولا يعرفون المراد بها.

ولا يجوز أن يكون شيء من القرآن لفظ أو معنى يغبى علمه على قرن النبي جميعه لا يدركه منهم أحد.

ولا يجوز أن يكون شيء من الدين الحق المتمم المكمل لدى هذا القرن = قد فاتهم فلم يدركه منهم أحد ..

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Sep 2009, 07:19 م]ـ

ما فهمه الرعيل الأول ممن نزل عليهم القرآن الكريم هو الفهم الذي قامت به الحجة وتم به الدين، ولا إشكال في هذا والحمد لله.

ولكن ما المناع من أن تكون بعض المعاني الزائدة الداخلة في حد الاستباط التي لا تنقض الأقوال السابقة ولا يمنع منها مانع ولا تُقصر عليها الآية، ما المانع من أن تكون بعض هذه المعاني مما لم يذكره السلف ولم يكن في معهودهم =داخلا فيما تدل عليه الآية؟

ما المانع من هذا؟ وما الدليل على منعه؟

لأن قولك أخي:

ولا يجوز أن يخاطب الله النبي والصحابة بمعان ليست من لسانهم ولا يفقهوها ولا يعرفون المراد بها.

ولا يجوز أن يكون شيء من القرآن لفظ أو معنى يغبى علمه على قرن النبي جميعه لا يدركه منهم أحد.

ليس جوابا عن الإشكال، بل تقرير لما ذكرتَه سابقا ونتيجة عنه، وليس تفنيدا لما ذكرتُه وطلبت عليه جوابا ..

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Sep 2009, 08:19 م]ـ

ليس كلامي تكراراً بل هو حجة ولعلي أعبر عنها بعبارة أخرى ...

1 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فقد خاطبهم بغير لسانهم وهذا ممنوع بنص القرآن.

2 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركوها هم وهذا يقتضي غياب معنى النص عن قرن النبي وفواته لهم وهذا اجتماع منهم على تضييع بعض الحق وهو ضلالة. ولا يجتمعون على ضلالة.

3 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركوها هم وهذا يقتضي أن الدين الذي معهم لم يكن تاماً ولا كاملاً وهذا خلاف نص القرآن المقتضي أنهم قد بلغهم الدين تاماً كاملاً.

4 - إذا أراد الله تلك المعاني الحادثة فلن يدركها النبي وهذا نافي تمام علم النبي بالرسالة والوحي.

5 - فإذا علمها بطريق ما تدعيه؛فهو لم يبلغها وهذا ينافي وجوب التبليغ التام المأمور به.

6 - وإا بلغها فهي من لسانهم وكلامهم وخرجت عن حد المسألة ..

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015