ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Jul 2009, 05:30 م]ـ
إن الملاحظ أن الآثار عندنا فيها نفائس، لكننا نغفل عنها لأسباب متعددة، منها ـ على سبيل المثال ـ أننا نبحث عن الحديث الصحيح على شرط الشيخين، ولا ننتبه إلى أنَّ بعض المسائل يكفي فيها جمع الأحاديث والآثار الضعيفة التي يتكوَن منها فكرة واضحة عن موضوع من الموضوعات.
وأطرح بين يديكم فكرة بحث (موضوعات القرآن) من خلال الأحاديث والآثار الواردة في وجوه القرآن التي جاء عدُّها في بعض الآثار إلى عشر، وفي بعضها إلى خمسة، ومنها:
1 ـ ما أخرجه الحاكم بسنده حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا الحسن بن أحمد بن الليث الرازي، ثنا همام بن أبي بدر، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن سلمة بن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كان «الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف، زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب» «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»
2 ـ ما أخرجه الطبراني بسنده حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن دَاوُدَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بن مَطَرٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بن سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بن عُمَرَ بن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ:"إِنَّ الْكُتُبَ كَانَتْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْقُرْآَنَ أُنْزِلَ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ: حَلالٌ، وَحَرَامٌ، وَمُحْكَمٌ، وَمُتَشَابِهٌ، وَضَرْبُ أَمْثَالٍ، وَآمِرٌ، وَزَاجِرٌ، فَحِلَّ حَلالَهُ، وَحَرِّمْ حَرَامَهُ، وَاعْمَلْ بِمُحْكَمِهِ، وَقِفْ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ، وَاعْتَبِرْ أَمْثَالَهُ، فَإِنْ كُلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ".
3 ـ ما أخرجه البيهقي بسنده أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر القاضي، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن الجهم بن هارون السمري، حدثنا الهيثم بن خالد، عن عبيد بن عقيل، أخبرني معارك بن عباد، حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، حدثني أبي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعربوا القرآن، واتبعوا غرائبه وغرائبه فرائضه وحدوده، فإن القرآن نزل على خمسة أوجه: حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فاعملوا بالحلال واجتنبوا الحرام واتبعوا المحكم وآمنوا بالمتشابه واعتبروا بالأمثال»
وهناك غيرها من الأحاديث والآثار.
وفي هذه الأحاديث والآثار نظرة موضوعية لأقسام موضوعات القرآن، وكيفية التعبد لله بكل قسم، وهذا جانب عملي مهم.
وأرى أن هذا الموضوع لو بُحث في رسالة ـ إن كان يرقى لذلك ـ أو في بحث ترقية، ويكون فيه تجلية لفكرة أقسام موضوعات القرآن الكريم، وقد يطرأ على الباحث مسائل تتعلق بهذه الآثار غير هذه التي طرحت.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[16 Jul 2009, 12:17 ص]ـ
شيخنا الفاضل ألا ترى أن تصنيف موضوعات القرآن على هذه الأوجه سيخلق شيئا من التداخل؟ ..
إذ إن هذه الأوجه وإن كانت شاملةً للموضوعات، لكنها لاترتبها ..
فقد يكون الموضوع الواحد متضمنا ثلاثة أوجه، كما لو اجتمع في أمرٍ ما:
الزجر والتحريم والإحكام ..
وكأني ألحظ أن تقسيم الكتاب المنزل إلى هذه الأوجه إنما هو من جهة كونه مصدرا للتشريع ومحلا لاستقاء المكلف منه ماضمنه الله تعالى فيه ..
وهو ماأشرتم إليه بقولكم: (وفي هذه الأحاديث والآثار نظرة موضوعية لأقسام موضوعات القرآن، وكيفية التعبد لله بكل قسم، وهذا جانب عملي مهم)
فهي إلى بيان الواجب على المكلف القيام به تجاه هذا القرآن أقرب منها إلى كونها أجناسا لأنواع تندرج تحتها ..
والله تعالى أعلم