ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[23 Jun 2009, 06:49 م]ـ
كتب أخ كريم في ملتقى أهل الحديث يطلب رفع إشكال في فهم آية كريمة. وبما أنني غير مسجل في الملتقى فقد رأيت أن تكون الإجابة هنا. فإذا كانت الإجابة مناسبة فأطمع أن تنقل إلى ملتقى أهل الحديث.
يقول سبحانه وتعالى:"فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيق. خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ".
نلاحظ عند تدبر الآيات الكريمة أن خلود أهل النار متعلق بالمشيئة الإلهية غير المُصرَّح بها لنا:" إنّ ربك فعّال لما يريد". أما خلود أهل الجنة فمتعلق بالمشيئة الإلهيّة المصرّح بها:" عطاءً غير مجذوذ". أي غير منقطع. فالله تعالى شاء أن يكون وجود أهل الجنة في النعيم غير المنقطع. وتعبير غير المنقطع يدل على اللانهائية على خلاف تعبير خالد الذي يدل على طول البقاء.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[23 Jun 2009, 09:21 م]ـ
رغم أني لا أرى في الآية إشكال إلا إنه يمكن أن يرجع إلى المحكمات الواردة في بيان الخلود الأبدي لأهل النار نعوذ بالله منها.
ـ[أبو الحارث العامودي]ــــــــ[25 Jun 2009, 04:32 م]ـ
الخلاف في هذه المسألة معروف. وإذا كان هناك محكمات تؤكد البقاء اللانهائي للكفار في النار فالعجب أنها خفيت على ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. ثم أين غلبة الرحمة على العذاب. ثم عذاب لا يتناهى لحياة دنيوية متناهية ألا يطعن في مفهوم العدل والحكمة. ثم إذا كان الله تعالى يقول: "إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد" فلماذا نصر نحن على الجزم أنه لا نهائي وليس مجرد خلود (أي بقاء طويل).
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Jun 2009, 07:27 م]ـ
أخي الكريم أبا الحارث
إذا سلم لك مُسلِّمٌ بانقطاع عذاب المشركين والملحدين فهل يكون مآلهم إلى الجنَّة بعد انقطاع العذاب؟
لأنَّ الموت استحال على الأنفس بعد الفصل بقول المنادي (يا أهل النار خلود فلا موت) , والجنَّة حرمها الله على المشركين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[25 Jun 2009, 08:07 م]ـ
الخلاف في هذه المسألة معروف. وإذا كان هناك محكمات تؤكد البقاء اللانهائي للكفار في النار فالعجب أنها خفيت على ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. ثم أين غلبة الرحمة على العذاب. ثم عذاب لا يتناهى لحياة دنيوية متناهية ألا يطعن في مفهوم العدل والحكمة. ثم إذا كان الله تعالى يقول: "إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد" فلماذا نصر نحن على الجزم أنه لا نهائي وليس مجرد خلود (أي بقاء طويل).
الأخ الفاضل أبا الحارث
مشاركتك تحت عنوان "مساهمة في رفع إشكال .. " وساهمت بما أراه مع علمي أن الأشكال بل قل الخلاف في الآية لن يرتفع.
وأرجو أن يبقى الحوار في حدود المدارسة ومحاولة الفهم.
أما كون أن هناك محكمات تؤكد البقاء اللانهائي للكفار في النار فهذا هو محل الخلاف وهذا القول الذي أختاره.
وإذا كان بن تيمية وبن القيم يريان عدم الخلود الأبدي ـ مع أني لا أعلمه اختيارا لهما ـ فيقابلهما قول من لا يقل عن رتبتهما إن لم يزد عليهما في العلم والفضل.
أما قولك أين غلبة الرحمة على العذاب؟
فهل هو تساؤل مشكك أم من قصر عقله عن إدراك القضية؟
أما قولك: عذاب لا يتناهى لحياة دنيوية متناهية ألا يطعن في مفهوم العدل والحكمة؟
فننتظر منك الإجابة إذا كنت ترى أنه يطعن في العدل والحكمة أن تبين لنا وجه ذلك.
أم مسألة الاستثناء في الآية فقد ورد مع أهل النار وأهل الجنة فإذا نظرت إليه فانظر إليه في الموضعين.
ثم إن الله تعالى علق خلود الفريقين بدوام السماوات والأرض فإذا كان المقصود مدة دوام السماوات فهي تحتمل أمرين أن هذا الدوام أبدي أو أن له أمدا وينقضي، فإن كان أبديا وهذا يحتاج إلى دليل فالفريقان سيمكثون وتبقى المشيئة في أهل النار مطلقة،وإن كان الدوام إلى أمد وينقضي وهذا يحتاج إلى دليل فمكوث الفريقين سينتهي بانتهاء الأمد ويبقى قوله تعالى عطاء غير مجذوذ محل إشكال.
¥