ـ[قطرة مسك]ــــــــ[19 Jun 2009, 03:27 م]ـ

الأستاذ عبد العزيز، جزاك الله خيراً على هذا الإيضاح والبيان، وزادك من واسع فضله.

ومن هذا الصنف ما يبقى الاحتمال قائما لأن يوجد ما يقويه ويجاب به عما اعترض عليه فيه فيخرجه من دائرة القول الضعيف.

أريد توضيحاً لهذه العبارة، شكر الله لك.

أما ثالثاً، فالفرق بين بين المردود والباطل من جهة، والضعيف من جهة أخرى، فهو - بالاستناد إلى الأصول اللّغويّة لهذه الكلمات:

أن المردود والباطل ما لا وجه له بحال، ولا يَستندُ إلى دليل يصلحُ للاعتماد عليه.

أما الضعيف، فما يَعتضد بشيءٍ من الأدلّة، النقلية أو العقلية، إلا أنها ضعيفة في مواجهة أدلّة أخرى أقوى منها استدِلَّ بها لقولٍ آخر في المسألة.

الأستاذ أبو رأفت يرى أن المردود والباطل مصطلحان مترادفان، والضعيف مغايرٌ لهما.

فالأقوال المردودة وصف حكمي للأقوال غير المقبولة وهو يشمل الأقوال الضعيفة بمراتبها.

فالرد هو حكم الأقوال الضعيفة.

وكلما ازداد القول ضعفاً ازداد نصيبه من الرد.

هذا من جهة التنظير

والأستاذ عبد العزيز يرى أن لفظ (المردود) يشمل الضعيف وغيره.

الرد: هو رد القول من حيث عدم صحة تفسير الآية به.

البطلان: القول نفسه باطل لا يصح.

هذا وجه في التفريق بين المصطلحين، والأمر في ذلك يسير.

ولأبي مجاهد العبيدي وفقه الله رأي آخر في التفريق بين المصطلحين، فهو يرى أن المردود قد يكون صحيحاً في ذاته، لكن لايصح تفسير الآية به.

أما الباطل: فهو باطلٌ في ذاته ولايصح تفسير الآية به.

والكل متفق على أن الفرق بين هذه المصطلحات وغيرها يتضح بالرجوع إلى الأصول اللغوية لهذه الألفاظ، وهذا الأمر سيتضح أثناء الدراسة - إن شاء الله -.

لكن أنا أريد عبارة جامعة لهذه الألفاظ حتى أثبتها في عنوان البحث، وإن كانت بغير ماذكرنا.

وأكرر شكري لجميع من ساهم في إثراء مادة هذا الموضوع، فلا حرمهم الله أجر الإفادة والتوجيه.

ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 Jun 2009, 08:13 م]ـ

أما الأقوال الضعيفة التي يبقى الاحتمال قائماً لوجود ما يقويها فهي الأقوال التي تكون مستندة على حجة قابلة للتقوية كأن يعلق القول في التفسير على خبر لم يظهر للمفسر صحته فيعتبره ضعيفاً حتى يثبت له صحة ذلك الخبر.

وكذلك ما كان معلقاً على صحة الاستعمال اللغوي ثم يظهر للمفسر نفسه أو لغيره بعد ذلك صحة ذلك الاستعمال

والمقصود أن الحكم على قول ما بأنه ضعيف ليس دائماً يكون وصفاً لازماً لا يتغير إلا ما انعقد الإجماع على ما يضعفه أو دل الدليل الصحيح على ضعفه.

إذ قد يوجد ما يقويه كما أن بعض الأقوال التي يتداولها بعض المفسرين ويعتقد بعضهم صحتها قد يظهر لبعض المحققين ضعفها ويبينون ذلك بأنواع من الأدلة

وهذه الأحوال موجودة بكثرة في كتب الخلاف في التفسير وغيره.

وأما النقطة الثانية وهي ما يشمله وصف المردود فقد بينت في المشاركة السابقة أن المردود وصف حكمي للأقوال الضعيفة ولم أقل إنه يشمل الضعيف وغيره

فإن كان في عبارتي السابقة ما أوجب اللبس فإني أوضح المراد ههنا

فأقول: كل قول ضعيف فهو مردود حكماً، والضعف له درجات

وأما الباطل فهو القول الشديد الضعف الذي دل النص أو الإجماع على بطلانه أو كان مخالفاً لأصول التفسير مخالفة ظاهرة.

والأقوال إما صحيحة حكماً وإما ضعيفة وليس بينهما إلا ما يتوقف فيه، والتوقف ليس بقول، وإنما حال عارضة تعرض للناقد حتى يتبين له صحة القول أو ضعفه.

فالقول الصحيح هو المقبول

والقول الضعيف هو المردود.

وكما أن الأقوال الضعيفة على درجات في ضعفها

فكذلك الأقوال الصحيحة على درجات في إصابة الحق فبعضهم يعبر عن المعنى الصحيح تعبيراً كافياً شافياً، وبعضهم يصيب جزءاً منه.

ومن الأقوال ما يكون بعضه صحيح مقبول وبعضه ضعيف مردود.

ولكل ذلك أمثلة كثيرة في كتب التفسير.

وأما العنوان الذي ذكر أولاً وهو نقد الإمام فلان للأقوال الضعيفة والمردودة

فهو عنوان صحيح مستقيم لغة واستعمالاً لشموله وصف الأقوال الضعيفة على مراتب ضعفها، وبيانه لحكمها وهو الرد.

والعطف يقتضي المغايرة وهي حاصلة ههنا بتغاير الصفات وإن كان الموصوف واحداً

أما الأقوال الباطلة فهي شديدة الضعف وإذا أضيفت للعنوان فيكون ذلك من باب عطف الخاص على العام.

أما إذا كان المراد دراسة نوع من أنواع الأقوال الضعيفة كالأقوال الشاذة، والأقوال المهجورة، والأقوال البدعية، ونحو ذلك فينبغي أن يكون العنوان محدداً لموضوع الدراسة.

وفقك الله وأعانك.

ـ[قطرة مسك]ــــــــ[20 Jun 2009, 04:44 م]ـ

الأستاذ الفاضل: عبد العزيز

جزاك الله خيراً على هذه الإفادة، وبلغك ما تأمله وزيادة.

أحسن الله إليك، وشكر مساعيك.

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[23 Jun 2009, 04:55 م]ـ

الأخت الكريمة متبعة،

إجابة عن سؤالك: الصحيح أن نقول: (غير المقبولة)، أما قول (الغير مقبولة) فيبدو أنه خطأ شائع.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015