ـ[أبو المنذر]ــــــــ[17 Jun 2009, 04:58 م]ـ
اذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112)
يقال ان منزلة الحواريين من عيسى عليه السلام كمنزلة الصحابة رضي الله عنهم من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فما وجه طلبهم المائدة من عيسى عليه السلام أهو على وجه الشك أم زيادة اليقين وما دلالة تعبيرهم من السماء.
ارجو إيضاح القول في تفسير الآية الكريمة مأجورين.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Jun 2009, 05:52 م]ـ
الأخ الكريم أبو المنذر ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولاً: يبدو أنّ كلام الحواريين كان في بدايات مسيرتهم الإيمانية، ويظهر ذلك في قولهم:" هل يستطيع ربك".
ثانياً: هذا الكلام لا يكون ممن تحققوا بالإيمان الكامل، بدليل قول عيسى عليه السلام لهم:" اتقوا الله إن كنتم مؤمنين".
ثالثاً: الدوافع وراء هذا الطلب لخصوه بقولهم:"قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا، وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا، وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا، وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ". واضح أنهم أرادوا التحقق من صدق عيسى عليه السلام، ليبلغوا مرحلة اطمئنان القلوب. ولأن هذا الطلب جاء من أناس يرغبون بشدة في ما هو أكثر من تصديق كانت الاستجابة، على خلاف ما كان يحصل مع الكفرة عندما كانوا يطلبون أمثال هذا الطلب، ولم يستجب لهم لأنهم لم يكونوا يطلبون الحقيقة، وإنما هي مماحكات. أما لماذا من السماء، فلأن مثل هذا النزول يشكل معجزة ملموسة. وهم يقرأون في التوراة أنّ الله تعالى أنزل على بني إسرائيل المن والسلوى.
رابعاً: ولكن مثل هذه الاستجابة تضع على عاتقهم مسئولية عظيمة:"قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ". والثابت بالنص أنهم استقاموا ولم يفرّطوا.