العجيب هو فعل من يرجح بلا مرجح، وأنت ذكرت أنفاً مرجحاً ولم تثبت عليه: " لأن التعامل مع المكتوب أسهل ويمكن الاتفاق عليه، أما اللفظ فمداخِلُه كثيرة ويصعب الاتفاق على قاعدة محددة في عالم الأصوات " ..

لما ذكرت لك أنهم تخطوا خلافات أخرى، لجأت لمرجح آخر: " لأنهم درسوا المكتوب فوجدوا فيه ما يلفت " ..

أقول: هذا سبب واه، فلماذا لم يدرسوا عدد الحروف بناء على اللفظ؟.

أما سؤالك فهذا هو السؤال الذي يكرره أصحاب الإعجاز العددي، وهم أنفسهم لا يعرفون جوابه، وهو قطعاً ليس صدفة، لكن المشكلة في فهم دلالة هذه الملاحظات، فالذي أراه من ما يكتب في هذا الملتقى أنهم متخبطون في فهم هذه الدلالة، فهل هي تدل على أن الترتيب توقيفي؟ أو أن الرسم توقيفي؟ أو أن القرآن معجز؟ أو أن القرآن من عند الله؟.

مثلاً: إذا كانت هذه الأدلة تدل على أن الرسم توقيفي فهذا محل نقاش، أعني: أنه لا يشترط أن تدل هذه الملاحظات على أن الرسم توقيفي، فلا يبعد أن يوفق الله تعالى الصحابة لرسم يحوي هذه الملاحظات ويكون في ذلك كرامة لهم.

وكذلك مسألة ترتيب السور، لا يلزم من وجود هذه الملاحظات أن يكون الترتيب توقيفياً فما المانع أن تكون هذه الملاحظات دليلاً على كرامة للصحابة الكرام رضي الله عنهم حيث وفقهم الله لهذا الترتيب الذي يحوي هذه اللطائف؟

وهذا ليس تقريراً مني لأحد القولين، وإنما هو بيان أن فهم دلالات هذه الملاحظات أو اللطائف يمكن أن يتعدد، وليس فيها دلالة قاطعة على أن الترتيب توقيفي أو أن الرسم توقيفي.

أمر آخر، وهو أنه لا يخفى أن تقرير مسألة إعجاز القرآن ليس كتقرير مسألة الترتيب هل هو توقيفي أو اجتهادي من جهة منزلتها وأهميتها، فالخلاف في الأولى بين المسلمين والمشركين، أما الثانية فالخلاف فيها من الخلاف السائغ.

ولما خلط بعض الكاتبين بين المسألتين أغلظ في الرد على من قال إن الترتيب اجتهادي حتى كأن المسألة من معاقد الملة وأصول الدين، وكأنها مثل مسألة إعجاز القرآن مثلاً، حتى كتب مقالاً بعنوان: الترتيب توقيفي رغم أنوف المشككين!

فالكاتبون في الإعجاز العددي لم يبينوا بوضوح دلالة هذه الملاحظات التي يأتون بها، فكيف يريدون من غيرهم بيان دلالتها؟!

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Jun 2009, 12:43 م]ـ

سأقتصر على بعض الملاحظات - دون ترتيب -، ذلك أن الرد على كل ما ورد في هذه المداخلات يحتاج إلى عشرات الصفحات، ولعله لا يعود بفائدة غير إضاعته للجهد والوقت ..

أبو الحسنات:

وأنا مع كثرة نقاشي للاخ جلغوم عجزت إلى الآن عن معرفة ضابط واحد لهذه الأبحاث.

- ليس في كل هذه الأبحاث مخالفة لما في القرآن أو السنة الصحيحة أو لما أجمعت عليه الأمة. وهذا ضابط لا يجوز لمن يتصدى - مثلك -للآخرين أن لا يلاحظه.

- ولو قمت بمراجعة وتدقيق كل ما ورد من إحصاءات في هذه الأبحاث لوجدتها صحيحة وفي غاية الدقة .. وهذا ضابط آخر ..

- تعتمد هذه الأبحاث على العد المعتبر في مصحف المدينة النبوية - العد الكوفي - ولا تخلطه بغيره من الأعداد - البعد عن الخلط والانتقائية - وهذا ضابط ثالث ..

وكذلك مسألة ترتيب السور، لا يلزم من وجود هذه الملاحظات أن يكون الترتيب توقيفياً فما المانع أن تكون هذه الملاحظات دليلاً على كرامة للصحابة الكرام رضي الله عنهم حيث وفقهم الله لهذا الترتيب الذي يحوي هذه اللطائف؟

يعني أنك تقر بالتدخل الإلهي في الترتيب. فإين المشكلة؟ ثم أين تلك الروايات التي تذكر تعيين جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم موقع السورة والآية؟ وأين تلاوة الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن امام جبريل؟

حتى كتب مقالاً بعنوان: الترتيب توقيفي رغم أنوف المشككين!

وما زلت عند كلامي ولن أغيره أبدا. لماذا؟ لأن ما أعرفه عن ترتيب سور القرآن لا يدع مجالا للشك - لدي - بأن ترتيب سور القرآن توقيفي بل ووجه من أهم وجوه إعجاز القرآن.

ثالثاً: رفضك للربط الذي ذكره الأخ شندول بالنسبة للرقم 47 أمر حسن وتشكرُ عليه، وأنا بانتظار كلام الأخ جلغوم حول العدد 47، وكذلك 45.

كان كلامي هو التالي وأعيده عليك:

ودعني أبوح لك بسر:

حاصل طرح العددين 76 و 31 هو 45.

عدد الأعداد المحصورة بين العددين 44.

عدد الأعداد ابتداء من العدد 31 وانتهاء بالعدد 76 هو 46.

لعلمك هذه قاعدة مهمة في الترتيب القرآني

أنا أتحدث عن الترتيب وليس عن عدد الكروموسومات.

وإن كنت تريد الجواب بكلمة فسأجيبك بما تحب: عدد حروف البسملة الخطية وهو الذي تعتمدونه في أبحاثكم 19.

تختزن البسملة نظاما عدديا ينعكس على جميع سور القرآن الكريم بهذا العدد ..

وسيتم نشر هذا البحث - قريبا - ولكن في غير هذا الملتقى. الإعجاز العددي في آية

البسملة سيكون فيه الرد القاطع على القائلين بأن ترتيب سور القرآن اجتهادي.

أستطيع في عصري هذا أن اجري من العمليات الحسابية المعقدة باستخدام آلة حاسبة في ساعة واحدة ما لو فكر السيوطي أن يفعلها لاحتاج إلى عمره كله , هذا إذا توفرت له الأقلام والورق , وهذا هو السر في أنني اكتشفت ما لم يكن السيوطي قادرا على اكتشافه , لقد وفر لي العصر ما لم يكن متوفرا لدى السيوطي ".

إذا السر في الآلة الحاسبة وليس في عقلك!!.

فما هذا التناقض؟

لو كان كلامك صحيحا، لكان في وسع كل من امتلك آلة حاسبة أن يخرج بأبحاث في إعجاز الترتيب القرآني مثلي .. الآلة الحاسبة لا تجدي نفعا إذا لم يكن هناك العقل الذي يحسن استخدامها.

الأخ أبو عمرو البيراوي

وفي الوقت الذي يتم فيه حشد ملاحظات كثيرة تتعلق بالإنسان والرقم 46 عندها يمكن أن نقبل مثل هذا الجدل. أما مسألة العدد 47 فغير مقبولة.

قد يتوفر هذا الحشد من الملاحظات يوما قريبا.

وأخيرا:

تحية مودة وتقدير إلى جميع الذين شاركوا في هذه المداخلات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015