2 - لما كانت الكتب السماوية بالإضافة إلى السنة صادرة من الله - فهي معجزة من حيث صدق الأخبار وعدل الأحكام.

3 - إن الكتب السماوية -وإن كانت في أصلها الأول معجزة المعنى- إلا أن هذا الأصل لم يعد بين أيدينا الآن؛ إذ حرفت هذه الكتب وبدلت؛ وهذا يدل على أن إعجاز المعاني أيضاً في الكتب السماوية الأخرى قد أصبح إدراكه والتسليم به الآن أمراً مستحيلاً.

4 - العالمية:

نزل الوحي في أرض العرب وعلى نبي عربي؛ إلا أن هذا الدين لم يكن كغيره من الأديان السماوية السابقة؛ إذ لم يقتصر على أمة دون أمة ولا على شعب دون شعب وإنما كان للناس جميعاً، قال تعالى:

} قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ?

وقال أيضا:} وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ ?

وقال صلى الله عليه وسلم:" بعثت إلى الأحمر والأسود " أي العرب وغيرهم.

ويدل على ذلك ما اشتهر من دعائه صلى الله عليه وسلم لطوائف الجبابرة من العرب وغيرهم

ومن هنا يظهر الفرق بين رسالة محمد وغيره من الأنبياء في العالمية والقومية؛ وذلك كالآتي:

1 - جاءت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة عربيهم وعجميهم مشركهم والكتابي منهم.

2 - إن الرسالات السابقة كانت ذات طابع قومي، فشريعة الأنبياء السابقين لم تكن ملزمة لغير أقوالهم:

} لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ ?

4 - اللسان العربي:

نزل القرآن وجاءت السنة بلسان العرب؛ يقول الله تعالى:

} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ?

وتترتب على هذه الصفة أمور هي:

1 - إن المعاني لا تقوم بأنفسها دون وعاء يحملها؛ ومن المعلوم أن الوعاء العربي الذي يحمل المعاني الإلهية هو القانون الذي به تدرك معاني القرآن والسنة.

2 - ذهب العلماء إلى أن أي معنى مستنبط من القرآن ليس فيه مراعاة لهذه اللغة الشريفة ولا جريان على قانونها فهو فاسد؛ يقول الإمام الشاطبي: "كل معنى مستنبط من القرآن غير جار على اللسان العربي فليس من علوم القرآن في شئ لا مما يستفاد به ولا مما يستفاد منه ومن ادعى فيه ذلك فهو في دعواه مبطل "

1 - ما من أحد يهمل القانون العربي الذي جرى عليه القرآن والسنة إلا وفي طبعه هوى لتفسير القرآن بما يلوح له دون التحقق من مراد الله.

5 - الخلود:

أنزل الله تعالى القرآن وحفظه على مر الأيام وتقادم الدهور؛ قال تعالى:

} إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ?

وهذا الحفظ له سمات وخصائص أيضاً هي:

1 - أحكم الله تعالى نظم القرآن بحيث لا يمكن تغييره ولا تبديله.

2 - خص الله هذه الأمة الإسلامية بالرواية والإسناد المتواتر وجعل ميراث النبوة يحمله من كل جيل عدوله من أهل العلم ينفون عنه تحريف المنحرفين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.

3 - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل وليس بعده من نبي ينتظر ولا كتاب يرتقب؛ وهذا الكتاب الذي أنزله الله عليه مصدق لما بين يديه من الكتب ومهيمن عليها فلو دخل فيه التحريف لما بقى لله على وجه الأرض دين صحيح.

6 - الهيمنة:

إنّ القرآن لما كان آخر الكتب السماوية فقد صدق ما قبله الكتب لكونها جميعاً من مصدر واحد وهو الله تعالى؛ ولكن تأخيره في الزمان وخلوده مع تحريف تلك الكتب وتبديلها جعل منه كتاباً مهيمناً عليها؛ وتتمثل هذه الهيمنة في الآتي:

1 - إنّ القرآن شاهد بصدق تلك الكتب ومؤيداً للحقائق التي وردت فيها.

2 - إنّ القرآن شاهد بكذب اليهود والنصارى بما حرفوه من التوراة والإنجيل، إذ حرفوا ما أنزله الله فصحّحه القرآن وثبته.

3 - إنّ القرآن حاكم على تلك الكتب؛ وذلك بإقراره ما أقره الله ونسخ ما نسخه؛ فهو كما كان حاكماً في الأخبار فهو أيضاً حاكم في الأوامر والنواهي

4 - إنّ معجزات الأنبياء السابقة هي صدق كتبهم عند انطباقها على الواقع بالإضافة إلى المعجزات الحسية المصاحبة كانفلاق البحر وقلب العصا حية لموسى وإبراء المرضى وإحياء الموتى لعيسى , أما القرآن فيختلف في ذلك اختلافاً جوهرياً، إذ هو معجز في نفسه أولاً ثم معجز في صدق أخباره وعدل أحكامه عند انطباقها على الواقع الخارجي.

7 - الرحمة والمصلحة:

جاء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وتلطفاً بهم؛ إذ هو يحقّق مصالحهم ويدفع عنهم المفاسد؛ قال تعالى:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015