وردت "الأيام" سبعًا وعشرين مرة؛ رفعت في موضع واحد، ونصبت في خمسة مواضع، وخفضت في واحد وعشرين موضعًا، وقد ثبتت ألف الأيام في الجميع إلا في واحدة؛
في قوله تعالى: (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) إبراهيم.
المقصود بالأيام في هذا الموضع؛ وقائع الله عز وجل بالكفار من الأمم السابقة، فهذه الأيام قد قطعت حياة الكفار وأهلكتهم، ولنا الخيار في التحدث عنها بغير ترتيب؛ فنتحدث عن هلاك قوم نوح عليه السلام، ثم عن فرعون، ثم نعود إلى عاد وثمود، أو ثمود وعاد، غير ملتزمين بترتيبهم حسب التسلسل الزمني لمجيئهم، وعلى ذلك سقطت ألفها.
أما إثبات ألف الأيام؛ فراجع إلى أن للأيام منازل محفوظة؛ فالأيام التي نؤرخ بها هي أيام تتوالي باستمرار، مع حفظ كل يوم لمنزلته بين الأيام، فلا يتقدم فيها الأحد على السبت، ولا الجمعة على الخميس، فلا يجوز التقديم والتأخير في الأيام مطلقًا، فلأجل ذلك صلحت لحساب الزمن، وعلى ذلك جري تثبيت ألفها.
كما في قوله تعالى: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80) البقرة.
وفي قوله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) البقرة.
وفي قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا ءَامِنِينَ (18) سبأ.