ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 May 2009, 10:04 م]ـ
من روائع الترتيب القرآني
(35) إعجاز الترتيب في سورتي هود والهمزة
زعم المشككون والمفترون أن القرآن الكريم هو من تأليف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء رد القرآن متحديا هؤلاء أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات، وذلك في الآية رقم 13 في سورة هود:
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {13}
هل هي مصادفة أن تأتي الآية المطالبة (بعشر سور) في سورة هود؟ (ويمكننا أن نطرح السؤال نفسه عن مواقع آيات التحدي الأخرى.
هل هي مصادفة أن تأتي الآية في موقع الترتيب 13؟ لماذا ليست 14؟
هل هي مصادفة أن تأتي سورة هود في موقع الترتيب الذي يدل عليه العدد 11؟ وأن تأتي مؤلفة من 123 آية؟
كيف نفهم الحكمة من هذا الترتيب؟ أم أن كل شيء هنا مصادفة ودون قصد أو هدف؟
حينما يذكر القرآن العدد 10، لا يأتي به كيفما اتفق، بل يضعه في المكان المناسب، شأنه شأن الكلمة القرآنية التي لا تأتي إلا في محلها .. ومعنى ذكر العدد 10 في هذا الموقع دون سواه، يعني أن القرآن يعطيك مفتاح التدبر، الذي منه تنطلق للبحث في الحكمة من ترتيب القرآن، يضعك على أول الطريق، وعليك الباقي .. والمسألة هنا لا يتساوى فيها الجميع، كأي علم آخر ..
1 - لعل أول ما يلاحظه المتدبر في هذا الترتيب أن الآية التي ورد فيها التحدي " بعشر سور " جاءت في سورة هود، السورة رقم 11 في ترتيب المصحف، أي التالية لـ "عشر سور " من بداية المصحف.
هذه واحدة. التحدي بعشر يأتي في السورة التالية لعشر ..
لنعتبرها مصادفة ..
ونتدبر عدد آيات السورة .. عدد آيات سورة هود هو 123 آية، عجيب، لماذا؟ لقد جاءت الآية المطالبة بعشر سور في موقع الترتيب 13، هذا يعني أن موقع الآية المطالبة بعشر سور، جاءت قبل نهاية السورة بـ 110 آيات، العدد 110هو حاصل ضرب 10 × 11 .. إن نتيجة ترتيبها في هذا الموقع في غاية الإحكام، ولا يمكن أن يفسر بالمصادفة، لماذا؟
10 هو عدد السور المطالب بها، 11 هو رقم ترتيب سورة هود.
هل كانت تظهر هذه النتيجة لو أنها في غير موقعها هذا؟ أليس واضحا أن موقعها محدد بعناية، وأن موقع سورة هود وعدد آياتها كذلك ..
الآية تتحدى بسور من القرآن ... ونعود إلى بداية السورة، ونجد أن الآية الأولى، وهي قوله تعالى:
الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ {1}
قد جاءت مؤلفة من عشر كلمات (10)، وتتحدث عن آيات القرآن بأنها قد أحكمت، ثم فصلت من لدن حكيم خبير. (وهنا يعطيك القرآن مفتاح التدبر: الفاتحة " الر " وكيف يكون التدبر؟ يجب أن تتساءل: لماذا " الر " وليس " الم "؟ الآية تقول لك: قف وتدبر، تدبر في هذه الفاتحة وعلاقتها بسورة هود، لا تذهب الآن إلى " طس " ..
2 - لعل إشارة موقع الآية المطالبة بعشر سور إلى موقع السورة وعدد آياتها واضحة .. يمكننا أن ننتقل إلى التدبر في موقع ترتيب سورة هود وعدد آياتها ..
ما الذي يمكن أن نتساءل عنه؟ من أين نبدأ؟ أين نسير؟ كيف نتدبر؟
لما لا نقوم بإحصاء أعداد الآيات في السور الـ 11، ابتداء من سورة الفاتحة وحتى نهاية سورة هود؟
نفعل ذلك، ونكتشف أن مجموع أعداد الآيات في هذه السور هو 1596. عدد عجيب فعلا (إدراك الأمور هنا يختلف من شخص إلى آخر، أحدنا سيصاب بالذهول لمجرد أن يرى العدد 1596، وآخر لا يعني له شيئا) ..
على أي حال، لماذا العدد 1596 هو عجيب؟ لأنه يساوي 14 × 114.
الإشارة فيه إلى القرآن واضحة، إنه يشير إلى عدد سور القرآن البالغة 114 ..
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، إن الفرق بين العددين 14 و 114 هو 100، أي 10 × 10 .. أيضا إنه يختزن الإشارة الواضحة المكررة إلى العدد عشرة .. عدد السور التي تطالب بها الآية ..
نلاحظ هنا اهتمام الترتيب القرآني بأدق التفاصيل وأخفاها ..
3 - العدد 1596 عدد من مضاعفات الرقم 114 .. ومن الطبيعي أن يكون من مضاعفات الرقم 57، فهو يساوي 28 × 57 ..
¥