ولا نقصد بالمشارِكات الملابِسات، إلا تلك التي كرهها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونعَض عليها نحن اليوم بالنواجذ، من "الأمهات" و"المتون"، ومما نعظمه تعظيماً، فلعمرو الله ما أعقل أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولعمرو الله كم عندنا مما يخشون ويكرهون، من المذاهب والفروع، ومن "أمهات الكتب" المزاحمة لأم الكتاب!. فأيم الله، ما كُتب كتاب إلا نازع القرآن، ولو أن تنظر فيه!. ومن ارتاب بقولنا، أو شك فيه، فليعد النظر في حديث نبي الله -صلى الله عليه وسلم-:"

وأنا هنا أسأل الكاتب:

كيف تجمع بين نقولك عن عمر وعلي رضي الله عنهما وقولك:

"على أننا "أهل القرآن" نحمد الله، أن هيأ للمسلمين من حفظ لهم سنة نبيهم في الصحيح المسند."

وهل كتب التفسير والفقه إلا نتاج النظر في الكتاب والسنة؟

يقول الكاتب:

"فجاء "أهل القرآن" لتتقدم كلمة الله على كلمات الناس، عالمهم وجاهلهم، إماماً كان أم تابعاً، وليصبح القرآن شاغل الناس الأول والأوسط والأخير، يتحلقونه كما تتحلق الإبل المساقي، فما لم يكن عند أبي بكر وعمر من "المصنفات"، فلا حاجة لـ"أهل القرآن" بها، إلا ما جُمع من صحيح السنة، فهو حق المؤمنين في البلاغ، ومن خالف هذه اليسيرة الكبيرة، فقد خالف صريح النبوة والكتاب، وما عليه الأصحاب، وجادل بالباطل ليدحض به الحق، واتبع هواه، وزعم أن القرآن والسنة الخالصة، لا تهدي كفاية بذاتها، ولا يؤمَن على من استهدى بها، فلا بد لها من شريك معين!.

ثم ليتحمل كل مؤمن حظه من قراءته -هو بنفسه- لكلمة الله، فيقرأه بقلبه هو، وعينه هو ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا?. ناظراً متدبراً مجتهداً حياته كلها لكلمة الله، واهبة الحياة والنور، ?أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ?. غير متعبدٍ لأحد سوى إلهنا وسيدنا العليم الحكيم، تقدست أسماؤه.

بوضوح وجلاء ..

نريد لكل مستطيع ذي عقل وبصيرة، أن ينظر ويتدبر ويدّكر، بما أعطاه الله من العقل والقلب، غير معتكف ولا ملتجم بمقالة السالفين والآخَرين، دونما شك ولا طعن بخيرهم وصلاحهم!، فأن تطالع كتبهم شيء، وأن تتعبد بها شيء آخر، واستعباد العقل شر من استعباد الجسد!."

هذا كلام خطابي عجيب ولو أن المسلمين فعلوا ما أشار به الكاتب لخرجنا بمفاهيم ومدارس فقهية بعدد أنفاس المتدبرين والدارسين، ولوقعنا في شر مما حذر منه.

ولعل للكلام بقية

وفق الله الجميع لما فيه الخير

ـ[بلفاع]ــــــــ[07 May 2009, 06:46 م]ـ

من، متى، ولماذا؟.

?وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا?

وعن نبي الله صلى الله عليه وسلم قوله:

"أَلاَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُتْلَى الْمَثْنَاةُ فَلاَ يُوجَدُ مَنْ يُغَيِّرُهَا.

قِيلَ لَهُ: وَمَا الْمَثْنَاةُ؟ قَالَ: مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ كِتَابٍ غَيْرِ الْقُرْآنِ"!.

وعن أبي موسى الأشعري، قال: "إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً فاتبعوه، وتركوا التوراة" ..

وبعدما بات القرآن معطَّلاً مؤَخّراً، من الخاصة الدارسين، كما من العامة المتبعين؛ عكوفاً وانشغالاً بكتب الناس والعلماء أنفسهم، بشهادة علَمٍ كابن تيمية، إذ كتب في سجنه الأخير: "ندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن! ". وهو من هو، في مكانة العلماء. فلا حاجة بعد "ندمه" إلى زيادة تدليل على الخرق والثلمة في العلاقة مع القرآن، عند كثير من العلماء والدارسين والدعاة، عدا عن العامة المقلدين؛ وزلة العالم الدارس أشد وقعاً!.

هذا، وما بتنا نراه من تقديم "متون" العلماء ونصوصهم وسطورهم، سواء بسواء مع كتاب الله وتنزيله، –مع تقديرنا وشكرنا لجهدهم-. فيكفي أن تنظر في رسالة دارس أو عالم، أو تسمعه واعظاً أو خطيباً، لترى اعتماده واقتباسه من "متون" العلماء –حرفاً حرفا، بالهيبة والإجلال- كما اقتباسه من كلام الله، بل هو أكثر وأسبق، حتى يظن المؤمن أن هذه "التنصيصات المتنية" هي من أصول الدين، لها ما للقرآن والنبي -صلى الله عليه وسلم- كِفلاً سواءً.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015