ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 صلى الله عليه وسلمpr 2010, 10:00 م]ـ

الفكرة الاهم التي أريد أن أوصلها. أن المفسر يرضخ لظروف كثيرة يتأثر من خلالها منهجه في الكتابة , فمثلاً تفسير الظلال لسيد قطب يغلب عليه التفسير السياسي الذي ينتقد فيه واقع الأمة وفقه الواقع. وهكذا ...

أنا يا دكتور طالب علم فقير أقبل بأقل الناس أن يصححوا لي ناهيك عن أفضلهم. أجتهد أن أنهل من جميع العلوم منذ ثلاثين سنة. ولا أظنني بمستوى الممتاز. ولكن لن يمنعني ذلك من مزاحمة العلماء وخط المداد شعاري قول نبي الرحمة بلّغوا عني ولو آية.

ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[30 صلى الله عليه وسلمpr 2010, 11:14 م]ـ

الحمد لله، أشكر سعادة الدكتور عبد الرحمن الشهري على صيده الثمين الذي اختاره مائدة علمية أراد أن يجلسنا عليها. وتلبية لهذه الدعوى أقول:

قد أجادت الأخت الفاضلة الباحثة فريدة فيما ذكرت من تقصير في دراسة مناهج المفسرين حسب المحاور الثلاثة التي ذكرتها، وهي في الحقيقة ليست محاور مبتدعة، وإنما هي المحاور التي لا بد منها في تناول أي علم سواء أكان التفسير أم الرياضيات أم الفلك أم الطب أم غيرذلك.

وأضم صوتي إلى صوتها وصوت الدكتور عبد الرحمن الشهري في إثارة مثل هذا الحوار، لوضع اللمسات الشافية لما نعاني منه من تقصير.

إلا أنني أريد أن أنطلق في هذا الموضوع من زاوية أخرى، فأقول: هل يمكن تحليل وتقويم ونقد مناهج المفسرين انطلاقا من مدى تحقيقها للهداية التي أرادها الله لعباده؟ فالهداية هي الهدف الذي نشأ بسببه علم التفسير، فعلم التفسير أصلا هو العلم الذي يكشف عن مراد الله من كلامه، لهداية البشرية، ومراد الله من كلامه كثير جدا، لايحصى، لا تدركه الأقلام ولو كانت البحار مدادا لها! والمفسر مغترف بكفه من تلك الحكم والعلوم، وغرفته متناسبة مع سعة كفه، ولذلك كان الصحابة كالإخاذ منه ما يروي الرجل الواحد ومنه ما لو ورد عليه أهل الأرض لأصدرهم.

والأصول والقواعد ليست أهدافا بنفسها وإنما أدوات ينبغي أن لا تشغلنا عن الهدف من التفسير. وماهي إلا درجات سلم يرتقيه المفسر ليصل إلى مراد الله من كلامه، فيخرجه ـ بشخصيته وثقافته ـ للناس بلسانهم وثقافتهم.

فعند دراستنا لمنهج المفسر سندرس أصوله وقواعده ومنهجه ليس على أنها الهدف من الدراسة كما يتخيل البعض! وإنما على أنها الأداة التي نحكم على المفسر من خلالها: هل سلك الطريق السليم للوصول إلى مراد الله أم لا؟ فإن كان يهدف لمعرفة مراد الله سلك هذا الطريق للوصول إليه قدر استطاعته وتوفيق الله له، وإن أراد غير ما أراد الله، سلك طرقا أخرى وهذا ما يسميه البعض ـ مع الأسف ـ تجديدا.

وهذا ما ينبغي أن يكون في نتيجة كل دراسة لمنهج مفسر ما.

إلا أن مراد الله من كلامه في هداية البشر لا يمكن الوصول إليه بمجرد القواعد والأصول قبل أن تكون معها:

1 - عقلية ناضجة تستوعب العلم وتحسن التحرك به وفيه، ومعلوم أن الحفظ هو الدرجة الأولى من السلم المعرفي ذي الدرجات الست. فكم من حافظ للدليل لا يحسن الاستدلال به.

2 - ثقافة المفسر بأحوال زمانه من كل الجوانب، فكلما كان أكثر ثقافة كان الأقدر على إيصال مراد الله لعباده في زمانه. فالطريقة التي أوصل بها ابن كثير مراد الله لعباده، قد لا تكون كافية في إيصال مراد الله لعباده في زماننا مثلا. ولذلك كانت معجزات الأنبياء متناسبة مع ثقافة أقوامهم مع أنها كلها للدلالة على صدق الرسول فيما يبلغه عن ربه. وقد قال تعالى:) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (ولسان القوم يشمل معارفهم وثقافتهم إلى جانب لغتهم. وكم من عالم غير مثقف يضيع علمه ولا يأخذ قدره بين الناس، بل قد يقول ويفتي ـ أحيانا ـ بما يضر الناس بدل أن يصلحهم؛ لأن معرفة الحال من أسس الفتوى. ومعلوم ما ينسب للإمام الشافعي من مذهبه القديم والجديد بناء على ذلك.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015