القرآن الكريم المعجزة العظمى (د/ أبو الحسن عطية مسعد قاسم)

ـ[د/ أبو الحسن]ــــــــ[18 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 11:50 م]ـ

القرآن الكريم المعجزة العظمى (د/ أبو الحسن عطية مسعد قاسم)

جرت سنة الله تعالى في أنبيائه أن يؤيدهم بالمعجزات , وقد أراد الله تعالى أن تكون معجزة النبي صلى الله عليه وسلم العظمى: القرآن الكريم.

وإذا كنا نقول أن القرآن الكريم هو المعجزة العظمى وهو معجزة معنوية فليس معنى ذلك أن النبي ? ليست له معجزات أخرى حسية فقد كان له الكثير منها مثل: انشقاق القمر ,ونبع الماء بين أصابعه الشريفه،ورد عين قتادة،وحنين الجزع،وتسبيح الحصى بين أصابعه،وغير ذلك الكثير والكثير وقد أُلف في ذلك مجلدات تذكر المعجزات الحسية للرسول ? ولكن هذا كله قليل بالنسبة للقرآن الكريم المعجزة الخالدة الباقية.

وقد جاءت المعجزات الحسية للأنبياء السابقين فكيف كان حال من شاهدها؟ (مع أن المستفيدين منها فقط هم المشاهدون أما غيرهم فلا)، الكثير منهم قال بأنها سحر، وهذا ما حدث لكثير ممن شاهدوا هذه المعجزات الحسية فها هو عيسى عليه السلام الذي بعثه الله تعالى إلى بني إسرائيل عندما جاءهم بالمعجزات الحسية من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله ورغم أن بني إسرائيل شاهدوا ذلك ولكنهم قالوا عن هذه المعجزات بأنها سحر مبين، وحاولوا قتله , وصدق الله إذ يقول: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) [المائدة/110] وما حدث مع عيسى حدث مع موسى ومع أكثر الأنبياء.

أما القرآن الكريم فهو المعجزة الخالدة الباقية التي لم تنته بوقت موت النبي ? بل باقية إلى يوم القيامة، هذا الكتاب الذي أحيا القلوب ونور العقول وهدى الأمم إلى ما فيه السعادة الدنيوية والأخروية، وكما قال شوقي:

أَخوكَ عيسى دَعا مَيتاً فَقامَ لَهُ وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الرِمَمِ

وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ

والقرآن الكريم معجز بتشريعاته هذا التشريع المعجز الذي يوصل إلى السعادة والاستقامة، معجز في بلاغته وفصاحته، معجز في نبوءاته الغيبية التي أخبر فيها عن أخبار الماضي والحاضر والمستقبل، فأخبار الماضي التي أخبر فيها عن أخبار الأمم الماضية التي عفا عليها الزمن وطواها النسيان واندثرت معالمها أخبر أخباراً دقيقة وأكثرها في مكة أخباراً لم يعرفها النبي ? ولا أهل مكة، ولم يكن في مكة مدرسة ولا كُتَّاب فمن الذي أخبر النبي ? بهذه الأخبار؟ مثل قصة عاد وثمود ونوح وموسى وسليمان ومريم ... الخ وكان في بعض القصص يعقب القرآن بقوله: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود/49] فمن الذي أخبره بهذه الأخبار الدقيقة والتي صحح فيها أخطاء كانت شائعة في عصره وتحداهم بذلك كما قال في قصة عيسى (ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) [مريم/34]؟ إنه الله تعالى.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015