* إن من أكبر الدلائل على محبة القرآن: السعي إلى تفهمه وتدبره والتفكر في معانيه، كما أن من دلائل تلك المحبة أو عدمها الأعراض عن تدبره وتأمل معانيه. قال تعالى ذامًا المنافقين على عدم تدبر القرآن: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [سورة النساء: 82].
* مسألة وأكثر أهل العلم على أن إحسان القراءة وفهمها أفضل من كثرة القراءة بغير فهم.
قال ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما:" لأن أقرأ سورة وأرتلها وأتدبرها أحب إلىّ من أن أقرأ القرآن كله".
أسباب تعين على تدبر القرآن
1 - حضور القلب: وأن يستحضر المسلم حال القراءة أن الله سبحانه وتعالى يخاطبه وحده بهذا القرآن
2 - أن لا يستعجل القارئ ويسرع في القراءة .. قال ابن القيم: كان صلى الله عليه وسلم يُقطع قراءته ويقف عند كل آية فيقول (الحمد لله رب العالمين) ويقف (الرحمن الرحيم) ويقف (مالك يوم الدين) ويقف.
3 - الوقوف عند آيات الوعد والوعيد ليسأل الله عند الوعد ويستعيذ به عند الوعيد.
مقترح:
لو خصصت كل يوم قراءة خمس آيات من التفسير المختصر لا تتجاوز عشر دقائق لكان في الشهر (150) آية تتعرف على تفسيرها وتلخص ما تحتاج إلى مراجعته لكان في ذلك إنجاز كبير، ومكسب عظيم.
هجر القرآن
المعرضون عن القرآن الهاجرون له قد شكاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [سورة الفرقان: 30]
* قال ابن القيم: هجر القرآن أنواع:
1) هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
2) هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به
3) هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه.
4) هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
5) هجر الاستشفاء به من جميع أمراض القلوب.
هذا كله داخل في قوله: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [سورة الفرقان: 30] وهذا كله بالإضافة إلى هجر التلاوة.
* تنبيه:
وهناك لون من هذا الهجر كثر وشاع في عصرنا يتمثل في وضع المصحف في مكان معين للتبرك بوجوده فحسب، كأن يوضع على رف في البيت أو في مؤخرة السيارة أو مقدماتها حتى يعلوه التراب والغبار بما يشهد بأنه مهجور .. وهذا من سوء الأدب مع كتاب الله، قال ابن الجوزي:" من كان عنده مصحف ينبغي له أن يقرأ فيه كل يوم آيات يسيره لئلا يكون مهجورًا".
الآداب المطلوبة عند تلاوة القرآن
1 - إخلاص النية لله تعالى: لأن تلاوة القرآن من العبادات الجليلة قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [سورة الزمر: 2] , وقال صلى الله عليه وسلم: [اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يُقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه] (رواه أبو داود وحسنه الألباني)، ومعنى يتعجلونه: يطلبون أجر الدنيا.
2 - أن يقرأ بقلب حاضر: يتدبر ما يقرأ ويتفهم معانيه ويخشع عند ذلك قلبه ويستحضر بأن الله يخاطبه في هذا القرآن لأن القرآن كلام الله.
قال ابن القيم: إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم سبحانه، منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [سورة ق: 37]. أي لمن كان له قلب حي الذي يعقل عن الله.
قال ابن القيم: من قرئ عليه القرآن فليقدر نفسه كأنما يسمعه من الله يخاطبه به (مدراج السالكين)
3 - أن يقرأ على طهارة: لأن هذا من تعظيم كلام الله عز وجل ولا يقرأ القرآن وهو جنب حتى يغتسل إن قدر على الماء أو يتيمم إن كان عاجزًا عن استعمال الماء.
4 - أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند إرادة القراءة: لقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [سورة النحل: 98]. مسألة!! وهو مستحب عن جمهور العلماء
مسألة:
¥