فيا لتلك المجالس القرآنية العامرة، ورحمات الله المتتابعة على شيخنا، وجزى الله أخانا الشيخ فهد على هذه الاختيارات المسددة ..

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Jul 2010, 01:08 م]ـ

بارك الله فيكم فضيلة الشيخ عمر وزادكم من فضله، وهنيئاً لكم تلك الجلسات العطرة، على عاقدها أعظم الرحمات.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Oct 2010, 05:32 م]ـ

فوائد من المجلد الثاني من تفسير سورة آل عمران:

1 ـ قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد جاءهم البينات).

قوله: (كالذين تفرقوا): أتى بها بعد قوله: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) لأن الأمة إذا تركت الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا بد أن تتفرق؛ لأنه لا يكون لهم في هذه الحال كلمة جامعة، كل واحد يعمل على هواه لأنه ما يُدعى إلى الخير، والنفوس لها نزعات متباينة مختلفة، وكذلك أيضاً إذا لم يكن أمر بمعروف ولا نهي عن منكر تفرق الناس ولا بد؛ لأن هذا يريد الزنا، وهذا يريد شرب الخمر، وهذا يريد السرقة، وهذا يريد أشياء غير الأولى فيحصل التفرق، فإذا أمروا بالمعروف صاروا كلهم على المعروف، وإذا نهوا عن المنكر صاروا كلهم على ترك المنكر. ص8 ـ 9.

2 ـ من أحسن ما أُلف في الجمع بين الآيات المتعارضة كتاب محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله المسمى (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) وهو كتاب جيد ومفيد لطالب العلم. ص31.

3 ـ قال جل وعلا عن اليهود: (ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءو بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة)

الضارب هو الله تعالى، والمسكنة هي الفقر، فهم أذلاء ليس عندهم شجاعة، فقراء ليس عندهم غنى، ولكن يجب أن نعلم أن الغنى ليس كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس والقلب، فهؤلاء قد ضربت عليهم المسكنة، فهم دائماً في فقر حتى ولو حصّل الإنسان منهم ملايين الملايين فهم في فقر، ولذلك حتى الآن نجد أن اليهود أحرص الناس على المال، وأنهم لا يمكن أن يبذلوا فلساً إلا وهم يؤملون أن يحصلوا درهماً، ولا يبذلون درهماً إلا ويؤملون أن يحصلوا ديناراً، وهذه حالهم صاروا أغنى العالم إن لم نقل هم أغنى العالم، لكنهم أغنى العالم بكثرة العرض لا بالقلب والنفس، فهم أشد الناس فقراً. ص66 ـ 67.

4 ـ ذكر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بهذه الغزوة العظيمة (أحد) التي فيها من الأسرار والحكم ما يتبين به أن ذلك هو عين الصواب وعين الخيرة للمؤمنين، وقد ذكر الحافظ ابن القيم ـ رحمة الله عليه ـ في كتابه (زاد المعاد) من الحكم في هذه الغزوة ما لاتجده في أي كتاب آخر، فتحسن مراجعته فإنه مفيد. ص109.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Oct 2010, 06:56 م]ـ

5 ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع). ولهذا يجد بعض الناس إذا أراد التثاؤب شدة عظيمة في منع فتح فمه، مع أن المشروع أن تكظم ولا تفتح الفم، وقد ذكر بعض العلماء شيئاً ييسر لك الكظم، قال: إذا أًصابك التثاؤب فعضّ شفتك السفلى. ص172.

6 ـ قال تعالى: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين).

قوله: (لا يحب الظالمين) قد يبدو غريباً على القارئ مناسبة هذه الجملة لما قبلها (ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) كيف هذا؟ فيقال: الجواب من وجهين:

الوجه الأول: أن المراد بقوله: (والله لا يحب الظالمين) بيان أن الذين تخلفوا عن غزوة أحد، وهم مقدار ثلث الجيش لم يكن منهم شهيد؛ لأنهم نجوا بأنفسهم، فلكونهم ظلمة لم يتخذ الله منهم شهداء، فيكون ذلك تنديداً بالذين تخلفوا ورجعوا من أثناء الطريق، وهم عبدالله بن أبي ومن تبعه من المنافقين، فكأنه قال: اتخذ منكم أيها الصفوة شهداء ولم يتخذ من أولئك الذين نكصوا على أعقابهم؛ لأن هؤلاء ظلمة والله لا يحبهم.

الوجه الثاني: أن الذين قتلوا في أحد؛ قتلوا على أيدي المشركين، والمشركون هم الظالمون كما قال تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم) فهل انتصار الظالمين في أحد، واستشهاد من استشهد من المسلمين في أحد لأن الله يحب الظالمين، ويكره المؤمنين؟ لا!

إذن (والله لا يحب الظالمين) لئلا يظن ظان أن انتصار المشركين في تلك الغزوة من محبة الله لهم، فبيّن الله عزوجل أنه لا يحب الظالمين. ص224.

7 ـ قال تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل)

في هذه الآية جواز موت الرسول صلى الله عليه وسلم وإمكان قتله؛ لقوله: (أفإن مات أو قتل) فإن قال قائل: يشكل على هذا أن الله قد قال في الشهداء: (ولا تحسبن الذين قلتوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) وقال: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون). فإذا كان هذا في الشهداء فيكف يكون الرسول صلى الله عليه وسلم ميتاً مع أنه أفضل من الشهداء؟

الجواب عن ذلك أن نقول: إن الحياة حياتان: حياة دنيوية جسدية وهي حياة الدنيا، وحياة برزخية ليست كحياة الدنيا، فهذه هي التي تثبت للشهداء. والأنبياء أفضل من الشهداء حيث حرم الله على الأرض أن تأكل أجسادهم، وأما الشهداء فقد تأكل الأرض أجسادهم، فالأنبياء أجسادهم باقية وحياتهم البرزخية أكمل من حياة الشهداء بلا شك. ص243.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015