كيف يكون عمل الإثم والخطيئة كسبا؟!!

ـ[شاكر]ــــــــ[21 Mar 2009, 05:54 ص]ـ

قال الله تبارك وتعالى:

(بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة: 81

(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) النساء: 112

ومن المعلوم أن الكسب يكون في الأعمال الصالحة ككسب العلم وكسب الرزق وكسب الأخوة وكسب الثقة و ..

فكيف تكون الخطيئة كسبا؟!

ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Mar 2009, 06:30 ص]ـ

سؤال وجيه ـ أثابكم الله عليه يا أ. شاكر ـ أجاب عنه العلماء فقالوا في ظلال قوله تعالى:" {يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ} {الرعد 42}

الكسب: الفعل المشتمل على دفع مضرة أو جلب منفعة {الفخر وابن عادل ... }

وقال ابن عاشور:" ظنّ بعض المفسرين أنّ الكسب هو اجتناء الخير، والاكتساب هو اجتناء الشر، وهو خلاف التحقيق؛ ففي القرآن {ولا تكسب كلّ نفس إلاّ عليها} [الأنعام: 164] ثم قيل للذين ظلموا {ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلاّ بما كنتم تكسبون} [يونس: 52]

وقد قيل: إنّ اكتسب إذا اجتمع مع كسب خُصّ بالعمل الذي فيه تكلّف. لكن لم يرد التعبير باكتسبت في جانب فعل الخير.

والله الموفق والمستعان.

ـ[شاكر]ــــــــ[22 Mar 2009, 08:39 م]ـ

جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل وزادك من فضله.

ـ[ابو هاجر]ــــــــ[22 Mar 2009, 10:36 م]ـ

ألا يمكن أن يكون هذا من باب التهكم بهم00 وِمثْل ذلك قوله سبحانه ((والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة00))؟ 0

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[22 Mar 2009, 11:30 م]ـ

الأخوة الكرام،

الأصل في الكسب جمع المال، وهو يجمع بطرق مشروعة وغير مشروعة، ثم استخدم فيما يجمعه الإنسان على نفسه. وليس كل ما يجمعه الإنسان لنفسه يكون إيجابياً.

ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[23 Mar 2009, 09:42 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله في الأخوة جميعا, ولي تعليق على قول الأخ شاكر:

"ومن المعلوم أن الكسب يكون في الأعمال الصالحة ككسب العلم وكسب الرزق وكسب الأخوة وكسب الثقة و .. فكيف تكون الخطيئة كسبا؟! "

من أين أتى بالمعلوم هذا, لا يعني أن القرآن استعمل أحيانا كسب مع العمل الصالح واكتسب مع الطالح أن هذا ثابت, العبرة بأصل اللفظ, وكسب كما جاء في المقاييس لابن فارس:

الكاف والسين والباء أصلٌ صحيحٌ، وهو يدلُّ على ابتغاء وطلبٍ وإصاب. اهـ

فمن يكسب خطيئة فقد ابتغاها وطلبها وأصابها, وبهذا يكون قد كسبها. وفي الآية إشارة إلى سهولة الوقوع في الخطيئة والإتيان بها وأنها أصبحت لا تجد أي معارضة من النفس ولا تحتاج أي جهد للإتيان بها, فليس في الآية تهكم أو ما شابه, والله أعلى وأعلم.

ـ[شاكر]ــــــــ[24 Mar 2009, 08:37 م]ـ

جزاكم الله خيرا أساتذتنا ومشائخنا الأفاضل على إضافاتكم المفيدة.

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله في الأخوة جميعا, ولي تعليق على قول الأخ شاكر:

"ومن المعلوم أن الكسب يكون في الأعمال الصالحة ككسب العلم وكسب الرزق وكسب الأخوة وكسب الثقة و .. فكيف تكون الخطيئة كسبا؟! "

من أين أتى بالمعلوم هذا.

من هنا أخي الكريم:

كسب: كَسَبَه، يَكْسِبُهُ، كَسْباً بالفتح، وكِسْباً بالكسر، وتَكَسَّبَ، واكْتَسَبَ: طَلَبَ الرِّزْقَ. وأَصلُهُ الجَمع، أَوْ كَسَبَ: أَصابَ، واكْتَسَبَ تَصرَّفَ، واجْتَهَدَ، قاله سِيبَوَيْهِ. وكَسَبَهُ: جَمَعَه على أَصلِ معناه. في لسان العرب: قال ابْنُ جِنّي: قولُه تعالَى: "لَهَا مَا كَسَبَتْ وعَلَيْهَا ما اكْتَسَبَتْ" عَبَّرَ عن الحَسَنةِ بكسبت، وعن السَّيِّئةِ باكْتَسَبَتْ؛ لأَنّ معنى كَسَبَ دون معنى اكْتَسَبَ، لِما فيه من الزِّيَادة، وذلك لأَنّ كَسْبَ الحَسَنَة، بالإِضافَة إِلى اكْتساب السَّيّئة، أَمرٌ يَسيرٌ ومستَصْغَر، وذلك لقوله عَزَّ وجَلَّ: "مَنْ جاءَ بالحَسنَة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِها ومَنْ جَاءَ بالسَّيِّئَةِ فلا يُجْزَي إِلاَّ مِثْلَها" أَفلا تَرى أَنّ الحَسَنَةَ تَصغُرُ بإِضافتها إِلى جزائها، ضِعْفَ الواحدة إِلى العَشَرَة؟ ولمّا كان جَزاءُ السَّيّئة إِنّمَا هو بمثلها، لم تُحْتَقرْ إِلى الجزاءِ عنها، فعُلِمَ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015