ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[19 Mar 2009, 09:45 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أمابعد:
فإن هذه المشاركة أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك. أسأل الله أن لايحرم من قام عليه الأجر والمثوبة.
فهذه بعض التأملات والفوائد أقتطفتها من قوله تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما).
الفائدة الأولى) فيها تلميح على حرمية الخمر والميسر وإن لم يأتي النص واضحاً على تحريمها ولذالك توقف بعض الصحابة عن شرب الخمر وفهموا مقصد الآية حتى أنُزلت آية المائدة.
الفائدة الثانية) وفيها أن الإنسان لايُعدم من الخير لأن الخمر وهي مافيها من ضرر متعدي على الغير , والله وصفها بأن فيها نفع وإثمها أكبر , فكيف بالإنسان الذي كرمه الله على جميع خلقه ويعظم إن كان مؤمناً. فليس هنالك إنسان ليس فيه نفع وإن كان ضرره متعدي.
الفائدة الثالثة) وفيها إثبات صفة العدل لله تعالى فقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر وهي أبغض ماتكون لله ولرسوله وهي أم الخبائث ومع ذالك لم يذمها الله مباشرة بل وصفها بما تستحق فقال: (قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهم).
الفائدة الرابعة) أن الإنسان ينبغي أن يكون منصفاً إذا سُئل عن أمر ولو كان هذا الأمر مخالف لهواه أو منهجه فيقول ويصف بالحق, وهذا تعليم رباني.
الفائدة الخامسة) أنه ينبغي للإنسان أن يحول المحن منح, فهذه خمر وفيها منافع. (أقصد من تخدير المرضى أو إذا قلبت خلاً أوغيرها).
الفائدة السادسة) وأخيرا ينبغي لطلاب العلم أن لايهملوا التأمل في آيات الأحكام ففيها فوائد غير ما أتت به من تحليل أو تحرم.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:05 ص]ـ
حياكم الله وإن شاء الله نستفيد منكم في هذا الملتقى الطيب ..
بارك الله فيكم ونفع الله بما كتبتم ..
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتوى له حول المنافع المذكورة في الآية:
المنافع للناس ما يحصل من الاتجار في الخمر ومن المكاسب بالميسر
وما يحصل من النشوى والطرب في الخمر
وما يحصل من الفرح والسرور في الكسب في الميسر
وما يحصل كذلك من الحركة في العمال الذين يباشرون هذه الأعمال
ولكن هذه المنافع وإن عظمت وكثرت فإن الإثم أعظم منها وأكبر
كما قال الله تعالى: (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)
وتأمل هذه الآية الكريمة حيث قال (قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس)
فذكر المنافع بصيغة منتهى الجموع الدال على الكثرة ومع ذلك فإن كثرتها ليست بشيء بالنسبة لما فيهما من الإثم الكبير .... إلى آخر فتواه ..
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6849.shtml
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[20 Mar 2009, 12:42 ص]ـ
جزاك الله خيرآ يا أخ سلمان الخوير
ومما لاشك فيه أن مفاسد الخمر أكثر من منافعه , ولكن لانحصر منافع الخمر لشارب فقط
فاللذة تصيب الشارب والمال يصيب الشارب وأين الناس فالله قال" منافع لناس " فالخمر تستخدم لتخدير وهذا من أنفع مايكون لجميع الناس وهذا يناسب تعبير القرآن الكريم لمن أراد أن يبتر عضو من أعضائه وقصة عروة بن الزبير معروفة , وأما المال فمن وجهة نظري ليست منفعة لصاحبها بل هي نقمة عليه والمال الحرام لاخير فيه واللذة مؤقتة ولا تأتي بمنفعة وعلى العموم فهذا المبحث ليس لتزيين شرب الخمر بل لتبيين مقصود الآية والله أعلم