أثر عقيدة الأشاعرة في خلق الأفعال على تفسير القرآن

ـ[مفسر]ــــــــ[15 Mar 2009, 03:53 م]ـ

نتج عن القول بخلق أفعال العباد عند الأشاعرة قولهم (أن الفاعل الحقيقي لكل فعل هو الله وأن نسبة الأفعال إلى غير الله ليس على الحقيقة بل على المجاز) فهم يرون أن هناك حقيقةٌ وظاهر فكل ما يظهر لنا ليس هو حقيقي فالحقيقة مخفية , ويتبين أثر هذه العقيدة عند مقارنة قول الطبري وهو غير أشعري بقول الرازي الأشعري في شأن الوفاة , قال الطبري: (فإن قال قائل: أو ليس الذي يقبض الأرواح ملك الموت، فكيف قيل: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا والرسل جملة وهو واحد؟ أو ليس قد قال: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ؟ قيل: جائز أن يكون الله تعالى أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت، فيكون «التوفّي» مضافا، وإن كان ذلك من فعل أعوان ملك الموت إلى ملك الموت، إذ كان فعلهم ما فعلوا من ذلك بأمره كما يضاف قَتْل من قَتَل أعوانُ السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه ولا وَلِيَه بيده).

وقال الرازي: {البحث الأول: أنه تعالى قال: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الاْنفُسَ حِينَ مِوْتِهَا) وقال: (الَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَواةَ) فهذان النصان يدلان على أن توفي الأرواح ليس إلا من الله تعالى. ثم قال: (قُلْ يَتَوَفَّكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ) وهذا يقتضي أن الوفاة لا تحصل إلا من ملك الموت. ثم قال في هذه الآية: (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) فهذه النصوص الثلاثة كالمتناقضة.

والجواب: أن التوفي في الحقيقة يحصل بقدرة الله تعالى، وهو في عالم الظاهر مفوض إلى ملك الموت، وهو الرئيس المطلق في هذا الباب، وله أعوان وخدم وأنصار، فحسنت إضافة التوفي إلى هذه الثلاثة بحسب الاعتبارات الثلاثة والله أعلم}.

الفرق بين قول الإمامين:

الفرق كبيرٌ بين القولين ويظهر أثر العقيدة على الفهم, فالطبري ينسب الفعل إلى أعوان ملك الموت ويقول أن نسبة الفعل إلى ملك الموت لأنه بأمره كما يضاف قَتْل من قَتَل أعوانُ السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه ولا وَلِيَه بيده (ومن هذا المثال يفهم أيضاً نسبته إلى الله لأنه بأمره) , وأما الرازي فينسب الفعل إلى الله على الحقيقة وفي الظاهر إلى الملك وليس على الحقيقة لإعتقاده بأن الظاهر ليس حقيقة.

ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[29 Mar 2009, 11:07 م]ـ

الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده،

وبعد،،،

في البداية نقرر حقيقة هامة، ألا وهي أننا لا ندافع عن أشعري أو غيره، إنما بحثنا موضوعيا نبتغي به وجه تعالى، نسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم!

وهذا حتى لا يسارع أحد بالاتهام، حيث أصبح تبادل التهم بضاعة مزجاة هذه الأيام،

وعليه نقول:-

طبقا للطبري، كما ذكرت، أن ملك الموت له أعوان يأتمرون بأمره فهو سلطان عليهم ولذا ينسب التوفي إليهم كما ينسب إلى زبانية السلطان في تطبيقهم لحكمه وأمره،

بمراجعة ماكتبته عن الرازي، نلحظ مايلي:-

يقرر الرازي نفس المعنى الذي ذكره الطبري فيما يتعلق بأعوان ملك الموت ونسبة التوفي لهم (وله -ملك الموت- أعوان وخدم وأنصار)،

ملك الموت هو (الرئيس المطلق في هذا الباب)، مثل السلطان الذي ذكره الطبري والأعوان يأتمرون بأمره،

نسبة التوفي في الحقيقة إلى الله تعالى، لأن الله تعالى هو السلطان المطلق الذي يأتمر ملك الموت بأمره، فلا ينطلق ملك الموت نحو توفي أي من البشر إلا بأمر الله تعالى وتوجيهه،

ولا أظن أحدا ينكر إطلاقا أن التوفي في الحقيقة من الله تعالى، ومن شدة وضوحه لم يتعرض له الطبري لأنه لا يماحك في هذا إلا جاهل،

كما أنه على اعتبار أن الله تعالى يُصدِر أمره إلى ملك الموت بقبض الأرواح، فملك الموت بهذا يصدع بأمر الله تعالى له، وهذا بين واضح لا ينكره أحد، فهو لم يبتدر الفعل من نفسه،

ثم يوجه ملك الموت الأمر إلى أعوانه،

ومن ثم كانت خاتمة الرازي في الباب متمكنة في موقعها، بنسبة التوفي إلى الله بجهة خلقه للموت والحياة وأنه لا يقع في ملكه إلا ما أراد وقدَّر وتوجيه الأمر إلى ملك الموت بمباشرة التوفي وتنفيذه، ثم نسبة التوفي إلى ملك الموت بحكم أنه السلطان الموكل من الله تعالى، ثم بنسبة التوفي إلى أعوان ملك الموت لإتمارهم بأمره وأنهم أعوانه فيه،

ومن ثم صحت إضافة الفعل باعتبار هذه الحقائق،

والله الهادي إلى سبيل الرشاد

ـ[مفسر]ــــــــ[31 Mar 2009, 09:56 ص]ـ

ولا أظن أحدا ينكر إطلاقا أن التوفي في الحقيقة من الله تعالى، ومن شدة وضوحه لم يتعرض له الطبري لأنه لا يماحك في هذا إلا جاهل

أيها الفاضل:

هل فعل ملك الموت وأنصاره غير حقيقي؟

هل ملك الموت وأنصاره موكلون بأمر لا يقدرون عليه في الحقيقة؟

ماهو عالم الظاهر وما هو الباطن؟ وهل عالم الظاهر حقيقي أو مجازي؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015