ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Mar 2009, 03:10 م]ـ

وأقول لسنا بحاجة إلى امرأ (امرىء) القيس يفسر لنا ألفاظ القرآن فقد فسر"الترتيل" من أنزل عليه "صلى الله عليه وسلم" قولاً وعملاً.

لا ضرورة لهذا الأسلوب في الطرح - فامرؤ القيس يعبر عن زمنه ويتكلم بلغته - وخلط ما نعنيه بما لا نعنيه.

الفكرة واضحة ولا تحتاج إلى جدل واسع، هي:

قبل أن يصبح الترتيل مصطلحا ذا دلالة دينية، وقبل أن يرتبط بتلاوة القرآن، ما كانت دلالته؟ ألم يكن يعني الترتيب والتناسق؟ أيهما أسبق: الدلالة على الترتيب أم الدلالة على التلاوة؟

وحتى نزيل سوء التفاهم - هذا الذي يصر على صحبتنا - خذ لفظ الصلاة، لفظ الأذان، لفظ الزكاة: هل كانت هذه الألفاظ تعني قبل الإسلام ما أصبحت تعنيه بعد ارتباطها بمفاهيم دينية جديدة؟ الألفاظ موجودة قبل نزول القرآن، وحينما نزل القرآن ارتبطت بمفاهيم ودلالات جديدة ..

وإلى اليوم:فنحن نقول رتلٌ من الدبابات، وأرتال من السيارات ومن الجنود ..

ونحن لا نجادل في أن المصحف قد رتب ترتيبا دقيقا ومحكما فهو من عند الله العليم الحكيم وأن آية سورة الفرقان " ورتلاناه ترتيلا" تحتمل هذا المعنى وغيره.

هذا كلام صحيح، وهو ما يهمني، ونحن متفقان عليه.

وفقك الله

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Mar 2009, 03:35 م]ـ

قبل أن يصبح الترتيل مصطلحا ذا دلالة دينية، وقبل أن يرتبط بتلاوة القرآن، ما كانت دلالته؟ ألم يكن يعني الترتيب والتناسق؟ أيهما أسبق: الدلالة على الترتيب أم الدلالة على التلاوة؟

وحتى نزيل سوء التفاهم - هذا الذي يصر على صحبتنا - خذ لفظ الصلاة، لفظ الأذان، لفظ الزكاة: هل كانت هذه الألفاظ تعني قبل الإسلام ما أصبحت تعنيه بعد ارتباطها بمفاهيم دينية جديدة؟ الألفاظ موجودة قبل نزول القرآن، وحينما نزل القرآن ارتبطت بمفاهيم ودلالات جديدة ..

والذي يهمنا هو الدلالة الشرعية، الذي يهمنا هو الاستعمال الشرعي، لأنه هو الذي يجب أن يفهم من خلاله النص.

ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[16 Mar 2009, 03:55 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكم الله خيرا أحبتي الأفاضل! والله لقد استفدت من أجوبتكم جميعا! فما من مداخلة إلا وفيها جانب من الحق .. بارك الله فيكم .. أما فيما يخص مسألة الترتيل التي وقع فيها النزاع بين الأخوين محب القرآن والشيخ عبد الله جلغوم، فهي كما قالا جميعا، والأصل اللغوي لمادة رتل في المعاجم هي الجمع والترتيب والتنظيم كما ذكر الشيخ جلغوم، لكنها استعملت في السياق القرآني بمعنى الترسيل للقراءة أيضا، وهو من مجازها؛ لأن ترتيل القرآة ترتيب لمخارج الحروف والأصوات. وهو واضح من آية المزمل بما يقارب القطع واليقين! فإثبات شيء - يا أخي عبد الله جلغوم - لا يلزم عنه بالضرورة إلغاء غيره! ورب لفظ في كتاب الله له أكثر من معنى وهو أمر استقرائي قطعي ..

أما بالنسبة لقضيتي فلم أجد في المصادر التي تكرم بها علي الإخوة شيئا يتعلق صراحة بترتيب دعوي وفقه مرحلي لترتيب السور على المصحف الإمام، مع أنني موقن بأن فيه حكمة بالغة! أعني على المستوى الدعوي الصرف! لكنني بكل صراحة لم أكتشفها بعد! وأما كتاب نظم الدرر للبقاعي والظلال لسيد قطب والأساس لسعيد حوى فكلها تتحدث عن نسق موضوعي في الترتيب لا عن ترتيب دعوي ينبني بعضه على بعض كما يتحدث أنصار ترتيب النزول! حتى سيد قطب رحمه الله - وهو من هو في تتبع الأسرار الدعوية خاصة – فإنه عندما يتحدث عن فقه مرحلي في الدعوة والتشريع فإنما يتحدث عنه بناء على ترتيب النزول، رغم أنه فسر القرآن على الترتيب المصحفي! فأفيدونا بارك الله فيكم! وحبذا تكون الإفادة بسطر منقول عن أي مصدر أو مرجع حديث في الموضوع .. تقبل الله منكم أجمعين!

وأما بالنسبة لدعابة الأخ محب القرآن – حفظه الله - فلي معه وقفة في المداخلة التالية:

ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[16 Mar 2009, 03:56 م]ـ

وأما بالنسبة لدعابة الأخ الحبيب "محب القرآن" فعلى الرأس والعين! وإذا لم يتسع صدري لمحبي كتاب الله؛ فلمن يتسع إذن؟ بيد أنني أحب أن أعلق على ملاحظتك أخي تعليقا صغيراً، وهو أن بسطة الجسم لا تعني السمن بأي حال من الأحوال! ولكنها القوة والفتوة! كما ورد بها السياق في القرآن. ومن فضل الله أن يديم سبحانه هذه النعمة على العبد حتى في شيخوخته! ولم لا؟ والحديث يدل عليه كما تعلم: (واجعله الوارث مني!) ثم إنني ما دعوت الله لكم جميعا بذلك إلا محبة في أهل القرآن، ورغبتي في أن يرزقهم الله قوة البدن للقيام بحق العلم بقوة! فتأمل .. ! ثم لأنني – عافاكم الله وسلمكم – مرض منذ أكثر من سنة وأنا أكتب بحوثي متمددا على جنبي والحمد لله! كما أنا أفعل الآن على فراشي الساعة، والحاسوب الصغير بين يدي. والحمد لله على نعمة المرض فقد كان لي فيه والله خير عظيم! سلمكم الله جميعا ورزقكم دوام العافية!

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015