وإنما الغرابة والاستغراب، والإشكال والاضطراب، في عقولنا نحن البشر، حيث نعجز أحياناً عن فهم آية، أو وعي حديث نبوي، أو نتوهم تناقضاً أو اضطراباً في أحدهما.

ولذلك أرى ألا ينسب الإشكال أو الاضطراب إلى القرآن والحديث، وإنما ينسبان إلى عقولنا وأفهامنا. كما أرى أن توهُّم بعض علمائنا الغابرين والحاضرين لهذا الاضطراب أو الإشكال في آيات القرآن وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، أو افتعال هذه المشكلات والتناقضات مما يفتح الباب لزلزلة أفكار الشباب، وبخاصة في عصرنا الحاضر الذي يفيض بالمبادئ الهدامة، والتيارات الملحدة، والإيحاءات المفسدة للعقيدة والأخلاق ..

وأخيراً .. أرجو أن أكون قد أديت بعض الواجب في إيضاح حقائق البلاغة القرآنية، وسلامة كتاب الله حرفاً ولفظاً وجملةً ومعنى من أي إشكال متوهّم، أو اضطراب مفتعل. والله هو الموفق والمستعان.

والكتاب قيم، وفيه نظرات جيدة جديرة بالتأمل، وما ذهب إليه ليس مخالفاً لما ذهب إليه من صنَّف في المشكل والغريب، وإنما اعترض رحمه الله على المبالغة في ذلك، ووصف الآيات بالاضطراب وإنما الاضطراب في أفهام البشر لا في الآيات. وقد كان تعليقه على مقالات الشيخ الشنقيطي التي كانت تنشر في مجلة الجامعة الإسلامية قبل أن تجمع في كتاب بعد ذلك، وقد ناقش الشنقيطي في بعض ما ذهب إليه في مقالاته، مما يدخل ضمن وجهات النظر العلمية المختلفة المحترمة رحمهما الله.

ومثل ذلك المبالغة في القول بالنسخ لكثير من الآيات كما في كتاب ابن حزم في الناسخ والمنسوخ الذي تعقبه أحمد محمد جمال في كتابه هذا.

فما دورك أنت في الرسالة؟

وهل البحوث إلا لمناقشة هذه القضايا وبيان آراء شخصية البحث ودراستها ومن ثم الحكم عليها قبولاً أو ردا؟

لعل الأخت أم معتز باحثة في جانب التربية أو الشخصية الأدبية عند أحمد محمد جمال رحمه الله، وأرادت الاستفادة من علمكم بالقرآن وعلومه والكتب التي صنفت حوله جزاكم الله خيراً. وأرجو أن تكون قد وجدت بعض ما تبحث عنه فيما تقدم.

ـ[ام معتز]ــــــــ[07 Mar 2009, 11:02 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

سعادة الدكتور عبدالرحمن الشهري، وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم

شاكره تفضل سعادتكم في الرد الذي بعث لي الطمئنينه،

ثم انني لست متخصصه في تفسيرالقرآن و علومه، لهذا اشكل على فهم ماتناوله الاستاذ أحمد جمال رحمه الله في كتابه (القران الكريم كتاب احكمت اياته) وكلى أمل ورجاء بعد الله سبحانه وتعالى؛ مساعدة من أهل الاختصاص للإجابه عن الاستفسارات العلميه التى سوف اتناول طرحها في هذا الملتقى العلمى؛ حتى لا أقف موقف من لاحجة له في المناقشه، ولا اريد الوصول الى درجة الكمال فالكمال لله وحده؛ وماهذا إلا جهد بشري؛ يعتريه النقص والخطأ.

ثم إن الاطروحه العلميه تتناول جهود أحمد جمال دراسه تحليليه ‘ متعلقه بالجوانب الدينيه والثقافيه والفكريه؛ سأله المولى جلا وعلا أن يكون هذا العمل خالص لوجهه الكريم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015