ـ[بو عبدالرحمن"]ــــــــ[04 Mar 2009, 09:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخواني واخواتي
موضوعي هو معا لنصل الى تفسير ايات القران الكريم
هدف هذا الموضوع هو زيادة المعرفه و زيادة الاجر
طريقة المشاركه هي ان يضع كل مشارك ايه او سورة صغيره من كتاب الله الحكيم مع ذكر السورة التي اخذ منها الايه و تشكيل الايه
و من ثم يضع تفسيرا ميسرا صحيحا لهذه الايه و يذكر المصدر الذي اخذ منه هذا التفسير
وبهذا ستعم الفائدة و تزيد معرفتنا بكتاب الله العزيز
وبسم الله نبدأ
و نبدأ بسورة الفاتحة
وهي مكية [1 ـ 7] {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}
{بِسْمِ اللَّهِ} أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى , لأن لفظ {اسم} مفرد مضاف , فيعم جميع الأسماء [الحسنى]. {اللَّهِ} هو المألوه المعبود , المستحق لإفراده بالعبادة , لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال. {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء , وعمت كل حي , وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة , ومن عداهم فلهم نصيب منها.
واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها , الإيمان بأسماء الله وصفاته , وأحكام الصفات.
فيؤمنون مثلًا , بأنه رحمن رحيم , ذو الرحمة التي اتصف بها , المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها , أثر من آثار رحمته , وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم , يعلم [به] كل شيء , قدير , ذو قدرة يقدر على كل شيء.
{الْحَمْدُ لِلَّهِ} [هو] الثناء على الله بصفات الكمال , وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل , فله الحمد الكامل , بجميع الوجوه. {رَبِّ الْعَالَمِينَ} الرب , هو المربي جميع العالمين ـ وهم من سوى الله ـ بخلقه إياهم , وإعداده لهم الآلات , وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة , التي لو فقدوها , لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة , فمنه تعالى.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين , ورزقهم , وهدايتهم لما فيه مصالحهم , التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه , فيربيهم بالإيمان , ويوفقهم له , ويكمله لهم , ويدفع عنهم الصوارف , والعوائق الحائلة بينهم وبينه , وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير , والعصمة عن كل شر. ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
فدل قوله {رَبِّ الْعَالَمِينَ} على انفراده بالخلق والتدبير , والنعم , وكمال غناه , وتمام فقر العالمين إليه , بكل وجه واعتبار.
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى , ويثيب ويعاقب , ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات , وأضاف الملك ليوم الدين , وهو يوم القيامة , يوم يدان الناس فيه بأعمالهم , خيرها وشرها , لأن في ذلك اليوم , يظهر للخلق تمام الظهور , كمال ملكه وعدله وحكمته , وانقطاع أملاك الخلائق. حتى [إنه] يستوي في ذلك اليوم , الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.
كلهم مذعنون لعظمته , خاضعون لعزته , منتظرون لمجازاته , راجون ثوابه , خائفون من عقابه , فلذلك خصه بالذكر , وإلا , فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.
وقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي: نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة , لأن تقديم المعمول يفيد الحصر , وهو إثبات الحكم للمذكور , ونفيه عما عداه. فكأنه يقول: نعبدك , ولا نعبد غيرك , ونستعين بك , ولا نستعين بغيرك.
وقدم العبادة على الاستعانة , من باب تقديم العام على الخاص , واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده.
و {العبادة} اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال , والأقوال الظاهرة والباطنة.
¥