السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ليسمح لي الأخ الفاضل محب القرآن الكريم وفقه الله أن أرد على بعض ما ورد في روابط أخي الكريم علي جاسم حفظه الله وجعله مباركا أينما كان ..

فقد أفادنا قبل أن ندلف إليها بأنها تضم أرقاما وإحصاءات ومخططات وووو .. ثم وصفها بتكرار منه ملفت للانتباه أنها (دقيقة)!! ..

لا عليك أخي الفاضل علي أنا لن أتطرق إلى هذا كله .. فلستُ فلكيا ولا رائد فضاء!! ..

ولكن في بعض الروابط وخاصة الرابع منها كلاما يحتاج إلى مزيد إيضاح ألا وهو:

تفسير قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء)

وهنا سأنقل لك بعض كلام العلماء عند هذه الآية فهم أعلم بكتاب الله من علماء الفلك!! .. كما أفيدك بأنني لن أقتصر على أقوال العلامة العثيمين رحمه الله حتى لا تصفني بالمتعصب أو المقلد!! .. وإليك أخي ـ بورك فيك ـ ما تيسر لي نقله::ـ

في هذه الآية قولان: القول الأول هو أن ما يحصل للجبال من مرور وتحرك إنما هو في الآخرة , والقول الثاني بأنه في الدنيا ..

ولكن القول الأول يرجحه:

1 - أن هذا المعنى هو الغالب في القرآن.

2 - دلالة السياق فان من تأمل السياق وجده يتحدث عن يوم القيامة قال تعالى:

((وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ , وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ , حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ , وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ , أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ , وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ , وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ , مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ , وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))

والقول بأن ((أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) في الدنيا

و ((وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ)) في الآخرة

و ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) في الدنيا

و ((مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ)) في الآخرة

هذا القول لا يناسب البلاغة والفصاحة!! ..

3 - قرينة العطف بالواو كما ذكر الشيخ الشنقيطي.

4 - إنه القول المأثور عن السلف رحمهم الله , كابن كثير وغيره ..

وهي أدلة كما ترى قوية.

وأما القول الآخر فيعتمد دلالة كلمة صنع و أتقن كل شيء.

قال القشيريّ: وهذا يوم القيامة؛ أي هي لكثرتها كأنها جامدة؛ أي واقفة في مرأى العين وإن كانت في أنفسها تسير سير السحاب، والسحاب المتراكم يظن أنها واقفة وهي تسير؛ أي تمر مر السحاب حتى لا يبقى منها شيء، فقال الله تعالى:

{وَسُيِّرَتِ ?لْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً}

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عند تفسيره لقول الله عز وجل: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً} (الطور:9):

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015