هذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه ويكذبه حاكم العقل ويخونه تكذيبا لا سبيل لمدافعته. انتهى كلام الغزالي.
أتقرأ أخي الحبيب " ....... لا سبيل لمدافعته " لأن الحقيقة العقلية إذا سطعت غارت الحقيقة الحسية ..
]
وأنا أقول لك وهل كلام الغزالي حجة؟ وهل هو معصوم من الخطأ؟
كيف لا نثق بالمحسوسات والله تبارك وتعالى جعل الحواس طريقاً للعلم فقال:
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة النحل (78)
وهذه الأمثلة التي ضربها الغزالي تُوصل إليها بالحس، فالظل دل الحس أنه يتحرك وينتقل وهذا ما نشاهده، وصغر الشيء وكبره أدركه الناس بعقولهم وحواسهم فأي جرم تراه من قريب بحجم ثم إذا ابتعدت عنه رأيته بحجم آخر أصغر منه وهذا أدركناه بالحس والعقل ولله الحمد.
فأين المشكلة؟ الحقائق يا أخي لا تتصادم وإنما تتوافق، فالحقيقة العقلية لا يمكن أن تغيب أو تلغي حقيقة حسية.
وأما قولك:
ومن كلامٍ لابن تيمية يرحمه الله "ولا أعلم فى القضايا الحسية كلية لا يمكن نقضها" وقال في غير موضع " أن القضايا الحسية لا تكون إلا جزئية ". انتهى كلام ابن تيمية.
]
فكلام ابن تيمة لا يرد على ما نحن فيه، وإنما هو بصدد الرد على المناطقة وهذا موضوع آخر.
.
ثم تواصل القول فتقول:
ونحن نرى الشمس تطلع , والشمس تغرب , ولا يزيد الحس على تسجيل حركة الشمس , كما لا يزيد الحس على رؤية حجمها بقدر الدينار وهو مخطئ بحكم العقل , فكيف تأتّى لنا أن نقطع بدوران الشمس حول الأرض , أليس حريا بنا أن نتريث في هذه الحقيقة الحسية وقد ناقضت الحقيقة العقلية التي ثبتت ثبوتا قطعيا حتى باتت من المسلمات , بل باتت كالنهار الذي لا يحتاج إلى دليل.
]
الحس يثبت الحركة للشمس ونحن نتمسك بهذه الحقيقة الحسية حتى يأتي دليل عقلي أقوى ينقلنا عن هذه الحقيقة الحسية، ولا دليل حتى الآن.
أما الحجم فإن الدليل العقلي الذي قد ثبت بالحس هو الذي يجعلنا نحكم على حجم الشمس الذي نراه ليس حقيقة حسية.
أما قولك كيف تأتى لنا ......... ألخ
فاقول لك أنت تستشهد بمحل الخلاف، حيث إنا نقول: ليس هناك حقيقة عقلية ثبتت ثبوتا قطعيا حتى باتت من المسلمات. وطالبناك بالدليل ولم تأت بشيء
وتقول:
ثم خبرني أعزك الله
أليس حريا بنا أن نسأل أهل التخصص في هذا الأمر؟؟
]
وأنا أقول لك: بلى.
ولكن أهل التخصص ليست كلمتهم واحدة حتى الآن، ثم إن أهل التخصص كلامهم في هذه القضية بالذات لا يتعدى الكلام النظري ولم يبلغ حد الحقيقة العلمية.
أما قولك:
فإن أشكل علينا مثلا فهم قوله تعالى { .... ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما .. الآية}. سألنا أهل التخصص من الأطباء فبينوها لنا
وإن أشكل علينا فهم قوله تعالى {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود} سألنا علماء الأرض والجيولوجيا فبينوها لنا ..
وإذا أشكل علينا قوله تعالى {مرج البحرين يلتقيان} أو قوله {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه ظلمات بعضها فوق بعض} سألنا علماء البحار فبينوها لنا.
فإذا أشكل علينا قوله {والقمر قدرناه منازل} أو قوله {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم .. الآية} أو قوله سبحانه {والشمس تجري لمستقر لها} سألنا علماء الفلك وأهل المراصد الفلكية فبينوها لنا ..
فعلام نرجع في كل ذلك إلى أهل التخصص نستوضح ما أشكل فهمه أو نستجلي ما عُمّي علينا , ولا نرجع لعلماء الفلك في فهم هذه الآيات؟؟!.
* * *
]
فأقول الآيات ليس فيها اشكال ولله الحمد وما فعله الطب هنا لا يزيد عن أنه درس مراحل تكون الجنين فوجد أنه مطابق لما في القرآن.
وكذلك بخصوص الآيات بخصوص الجبال.
وكذلك آيات المرج والموج كل ما فعله علماء البحار أنهم اكتشفوا أن الواقع كما وصف الله تعالى في كتابه.
وكذلك آيات القمر والشمس ليس فيها اشكال حتى نرجع إلى علماء الفلك، ولو أن القرآن توقف فهمه على أقوال هؤلاء لما كان حجة بل كانت الحجة هي أقوالهم.
ثم تقول
ومسألة أخرى يبدو أنك قد أسقطتها من حساباتك
¥