الأخ محب القرآن
يسلم عليك أبو الطيب ويقول
وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
الأخ الفاضل علي جاسم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا أولاً:
ثانياً: سلم على أبي الطيب وقل له إن دليل النهار هو طلوع الشمس.
ثم أينا يصدق عليه قول المتنبي؟
نحن نقول اجتمع عندنا الخبر القطعي الثبوت والدلالة ودليل الحس.
فأما الخبر فإن الله أخبر في كتابه أن الشمس تجري، وتطلع، تغيب، وتسبح، وذكر لها مشارق ومغارب وكذلك الآحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تشير بوضوح إلى حركة الشمس.
وأما الحس فنحن نرى الشمس تطلع من المشرق ثم تتحرك حتى تختفي في جهة المغرب.
فهذا هو نهارنا ودليله كالشمس في رابعة النهار.
وأما نهارك فلا أدري أين هو.
يعلم الله أني أكره اللجاجة كره النفس للهمّ , والأرض للدم , لولا أني أجد من يجرني إليها بالسلاسل جرا.
أقول لك أيها الحبيب هذا نقاش علمي وليس من اللجاجة في شيء، ما يدور في هذا المنتدى أحسبه محاولة لفهم كتاب الله على الوجه الأمثل.
سألتني رعاك الله دليلا على دوران الأرض حول الشمس ولا أعرف والله كيف آتيك بدليل على ما بات واضحا -بفضل الله - كالشمس وضحاها , وكاد يعرفه حتى الوليد في مهده.
والدليل أخي الحبيب يكون مستحيلا في حالتين إذا بلغ الأمر غاية في الغموض أو بلغ غاية في الوضوح , وعليه فلا فرق بين يسألك دليلا على الثقب الأسود في سديم الكون ومن يسألك دليلا على أن السمع بالأذن والشم بالأنف!!!.
أولآً هذه مبالغة عجيبة، فأنا قد خط الشيب مفرقي وغيري كثير لم نلمس هذا الدليل الذي كاد الوليد في المهد أن يعرفه.
ثم إذا كان الأمر غاية في الوضوح فإنه من السهل أن تقيم الدليل عليه، فمن سألك مثلاً الدليل على أن السمع بالأذن والشم بالأنف فمن السهل أنت تقول أقفل أذنيك قفلا محكما وحاول أن تسمع، وأمسك على أنفك وأغلقه تماما وحاول أن تشم.
أما الثقب الأسود فهو كدوران الأرض يحتاج إلى دليل فإذا تبين لنا آمنا وصدقنا.
سالتني دليلا فاحترت والله .. فمن بين التقارير العلمية التي يعدها أهل التخصص والخبرة ممن جدّوا واجتهدوا وأخذوا بالأسباب , ففتح الله لهم مغاليق العلم حتى ابتغوا نفقا في الأرض وسلما في السماء , فنفذوا من أقطار السماء بسلطان العلم , ومشوا على القمر ووصلوا المريخ وهم في كل يوم بكشف جديد , أقول من بين التقارير التي شاهدتها والتي بلغت -بل جاوزت- حد التواتر , ما رأيت ولا سمعت في واحد منها أن الشمس هي التي تدور حول أرضنا , ولعلك أخي الكريم تذكر المخطط الفلكي لدوران الأرض والكواكب حول الشمس , فهذا دليل إن وجدت به مقنع.
فإن لم تقنع فجئني إن استطعت –ولن تستطيع- بمخطط واحد ولو افتراضي -واحد لا أكثر- يرينا دوران الشمس حول الأرض , ولك علي أن أكسر قلمي , وأكذب العلماء الفلكيين , وأعظ نواجذي على رأي ابن عثيمين , وأكفر بهابل الغربيين كُفر سلفنا من قبل بهُبل المشركين.
تعرف لماذا احترتَ؟
لأن الدليل غير واضح أخي الكريم لا في ذهنك ولا في الواقع.
وأنا لست في حاجة أن آتيك بمخطط ولكني على يقين لا أنتقل عنه إلا بيقين أقوى منه.
أما ما ذكرته من المخططات الفلكية فهي أقرب للنظريات منها إلى الحقائق العلمية.
وختاما أذكرك بما قلناه سابقاً:
ثبت لدينا بالدليل القطعي حركة الشمس.
وأما الأرض فالأدلة تتأرجح بين الإثبات والنفي وعليه نحتاج إلى مرجح وحتى نجد هذا المرجح فنحن على قول بن عثمين رحمه الله وهو قول عالم بصير بما يقول يدلك على كيفية التعامل مع النصوص الشرعية بصورة صحيحة.
وهذه هي خلاصة كلامه في المسألة كما نقله أخونا عبد الرحمن الوشمي:
"أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها ..
وأما عن كون الأرض ثابتة فذكر رحمه الله:
خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى: {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله: {أَن تَمِيدَ بِكُمْ}. يدل على أن للأرض حركة، لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
وقوله: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً}. ليس بصريح في انتفاء دورانها، لأنها إذا كانت محفوظة من الميدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور."
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Mar 2009, 03:15 م]ـ
شكر الله سعيك أخي الفاضل محب القرآن الكريم .. وزادك علما وفضلا .. فقد كفيتني مؤونة الرد فجزاك الله عني خير الجزاء .. آمين ..
¥