ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[27 Feb 2009, 04:09 م]ـ

بعد المراجعة تبين لي أن ابن كثير في تفسيره لم يعلق على كلام الرازي بل الكلام كله منقول من الرازي يقول ابن كثير "وقد قرر بعض المتكلمين الإعجاز بطريق يشمل قول أهل السنة وقول المعتزلة في الصوفية، فقال: إن كان هذا القرآن معجزًا في نفسه لا يستطيع البشر الإتيان بمثله ولا في قواهم معارضته، فقد حصل المدعى وهو المطلوب، وإن كان في إمكانهم معارضته بمثله ولم يفعلوا ذلك مع شدة عداوتهم له، كان ذلك دليلا على أنه من عند الله؛ لصرفه إياهم عن معارضته مع قدرتهم على ذلك، وهذه الطريقة وإن لم تكن مرضية لأن القرآن في نفسه معجز لا يستطيع البشر معارضته، كما قررنا، إلا أنها تصلح على سبيل التنزل والمجادلة والمنافحة عن الحق وبهذه الطريقة أجاب فخر الدين في تفسيره عن سؤاله في السور القصار" وتعليق ابن كثير يبدأ من قوله " وبهذه الطريقة أجاب فخر الدين ............ "

وبهذا يكون كلام الأخ نزار حمادي صحيحا ولم يعد الأمر احتمالات

ويبدو أن الرازي قد جمع بين الصرفة على النحو الذي يقول به النظام وبين الإعجاز البلاغي والأمران متناقضان ويبدو أن جدل المتكلمين هو الذي أفضى به إلى ذلك وإن لم يكن مقتنعا بالصرفة في ذاتها كما تبين سابقا؛ يقول الرازي في تفسيره مفاتح الغيب في بيان إعجاز القرآن "وللناس فيه قولان منهم من قال: القرآن معجز في نفسه، ومنهم من قال إنه ليس في نفسه معجزاً إلا أنه تعالى لما صرف دواعيهم عن الإثبات بمعارضته مع أن تلك الدواعي كانت قوية كانت هذه الصرفة معجزة والمختار عندنا في هذا الباب أن نقول القرآن في نفسه إما أن يكون معجزاً أو لا يكون فإن كان معجزاً فقد حصل المطلوب، وإن لم يكن معجزاً بل كانوا قادرين على الإتيان بمعارضته وكانت الدواعي متوفرة على الإتيان بهذه المعارضة وما كان لهم عنها صارف ومانع. وعلى هذا التقدير كان الإتيان بمعارضته واجباً لازماً فعدم الإتيان بهذه المعارضة مع التقديرات المذكورة يكون نقضاً للعادة فيكون معجزاً فهذا هو الطريق الذي نختاره في هذا الباب"

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[27 Feb 2009, 04:17 م]ـ

تبين لي أن شيخ الإسلام ابن تيمية تعرض لنظرية الصرفة في كتابين من كتبه هما الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح و العقيدة الأصفهانية.

أولا كلامه في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح:

في هذا الكتاب ناقش ابن تيمية وجوه الإعجاز القرآني، وبيّن أن الله تعالى قد تحداهم بالمعارضة ولو كانوا قادرين عليها لفعلوها فإنه مع وجود هذا الداعي التام المؤكد - إذا كانت القدرة حاصلة - وجب وجود المقدور، وهذا القدر يوجب علما بينا لكل أحد بعجز جميع أهل الأرض عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن بحيلة وبغير حيلة، وكون القرآن أنه معجزة ليس هو من جهة فصاحته وبلاغته فقط أو نظمه وأسلوبه فقط ولا من جهة إخباره بالغيب فقط ولا من جهة صرف الدواعي عن معارضته فقط ولا من جهة سلب قدرتهم على معارضته فقط بل هو آية بينة معجزة من وجوه متعددة:

- من جهة اللفظ

- ومن جهة النظم

- ومن جهة البلاغة في دلالة اللفظ على المعنى

- ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وملائكته وغير ذلك

- ومن جهة معانيه التي أخبر بها عن الغيب الماضي وعن الغيب المستقبل

- ومن جهة ما أخبر به عن المعاد

- ومن جهة ما بين فيه من الدلائل اليقينية والأقيسة العقلية التي هي الأمثال المضروبة

وكل ما ذكره الناس من الوجوه في إعجاز القرآن هو حجة على إعجازه ولا تناقض في ذلك؛ بل كل قوم تنبهوا لما تنبهوا له

ومن أضعف الأقوال قول من يقول من أهل الكلام إنه معجز بصرف الدواعي مع تمام الموجب لها أو بسلب القدرة التامة أو بسلبهم القدرة المعتادة في مثله سلبا عاما مثل قوله تعالى لزكريا " آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا " وهو أن الله صرف قلوب الأمم عن معارضته مع قيام المقتضي التام فإن هذا يقال على سبيل التقدير والتنزيل وهو أنه إذا قدر أن هذا الكلام يقدر الناس على الإتيان بمثله فامتناعهم جميعهم عن هذه المعارضة مع قيام الدواعي العظيمة إلى المعارضة من أبلغ الآيات الخارقة للعادات بمنزلة من يقول إني آخذ أموال جميع أهل هذا البلد العظيم وأضربهم جميعهم وأجوعهم وهم قادرون على أن

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015