ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Feb 2009, 06:59 م]ـ
كنت كتبت بحثا أرجو أن يرى النور، أقترح فيه منهجية لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن وعلومه. وأشرت فيه بعجالة إلى هيكلية تساعد على القيام بمقارنات آلية بين التفاسير.
وعند قراءتي هذا الصباح لمشاركات اليوم في المنتدى، قرأت موضوع (الموازنة بين تفسير أبي المظفر السمعاني وأبي محمد البغوي وسر التشابه). فحال بخاطري بعض الأفكار التي قد تكون مفيدة في مثل هذه المقارنات:
1 - اختلاف العبارات بين تفسير وآخر لا يعني بالضرورة عدم وجود احتمال الاقتباس، مع تغيير في العبارة.
فكل مفسر عاش في عصر ما، يصعب أن يخوض تجربة التفسير بدون أن يكون قد اطلع على التفاسير التي قبله (إلا في الحالات التي يصعب فيها الحصول على نسخ من هذه التفاسير).
ولذلك فقد يصبح البحث عن مسألة الاقتباس من خلال البحث عن العبارات المتشابهة فقط بحثا ناقصا.
ولذلك، أرى من المنطقي ألا يقتصر البحث المقارن في التفاسير حول العبارات المتشابهة، وإنما يجب البحث أيضا عن أمرين آخرين:
أ- إنشاء ما يمكن تسميته بشجرة المفسرين: عن طريق البحث عن العلاقات المحتملة من قبيل التتلمذ المباشر، أو الاطلاع على كتب السابق، أو القرين، إلخ .. فالتحديد الدقيق لهذه العلاقات يساعد كثيرا في اكتشاف احتمالات التأثر والتأثير.
ب- عدم الاطفتاء بالحث عن العبارات المتشابهة، وإنما البحث أيضا عن (المعاني المتشابهة) أو (الأفكار المتشابهة) في التفسير. وهذا الأمر لا شك في صعوبته، غير أنه الأكثر فائدة.
2 - في المنهجية المقترحة أشرت إلى أمر مفيد يتعلق بضرورة تخزين التفاسير بشكلين: نصي ومعنوي، أي أن يخزن التفسير بعباراته والفاظه، ثم يسعى لاستخراج الأفكار والمعاني وكتابتها بصياغة سهلة ومعاصرة (باستعمال كلمات مفتاحية متوافق عليها مثلا)، وتطبيق نفس الكلمات المفتاحية على جميع التفاسير. وحينها نستطيع القيام بمقارنات مفيدة بين التفاسير.
أعترف أن الفكرة تحتاج مني لتعمق حتى تتضح معالمها وأدوات تطبيقها. ولعلها تجد فرصة من الحوار كي تكتمل.
وما أستطيع قوله باطمئنان، هو أن بحوث المقارنة تحتاج لتوظيف تقنيات الكمبيوتر وقواعد البيانات الإلكترونية كي تحقق التطور السريع والدقيق والشامل.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Feb 2009, 12:25 م]ـ
هناك مرحلة أوّلية لهذه الفكرة كنت بدأتها من قديم , وهي تحديد العلاقات المباشرة بين التفاسير , وأعني بها النص أو ما يشبه النص على النقل أو الاعتماد أو الاختصار , سواء من المؤلف أو من غيره.
ولاشك أن في ذلك فوائد كثيرة , ليس أقلها فوائد في منهجية التفسير ومراحله واختصاره والاقتباس والنقل باللفظ والمعنى ومراحل التطور الفكري والمنهجي للمفسر .. , ونحوها من الفوائد الحسنة.