قَيدُ الصَّيْد (مختارات من طبقات الداوودي 945 هـ) الحلقة (1)

ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[08 Feb 2009, 01:00 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

رب أعن وتمم بخير

وصل اللهم على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين.

أما بعد:

فهذا بعضٌ مما قيدته من الفوائد واللطائف أثناء قراءتي لكتاب طبقات المفسرين للداوودي رحمه الله (945هـ)، وإذا كان اختيار المرء دليل عقله، فقد حرصت على جمع الفوائد العامة إن صحت العبارة لا التخصصية الدقيقة، لتعم الفائدة، وأحببت أن أنشرها لذلك.

وقد كان للأخ الكريم / فهد الوهيبي من الملتقى ......

فضيلة السبق في هذا ـ بليلته التي قضها مع طبقات السيوطي ـ، فهو بعمله قد شجعني أن أحذو حذوه وأصنعه مثله، فجزاه الله كل خير.

مدخل:

لا يخفى ما في قراءة التراجم عموما من فائدة، وتراجم العلماء خصوصاً، وتراجم المفسرين منهم تخصيصاً، فهي تعطيك صورة موجزة عن حياة أولئك الأعلام، وسيرتهم ومسيرتهم العلمية والعملية والدعوية بل وحتى المعيشية وشؤونهم اليومية.

فيستفيد القارئ الألمعي من ذلك كله دروساً ومواقف، ومشاهد وشواهد.

ملاحظة:

من خلال قراءتي للكتاب لاحظت كثرة العلماء المشاركين في التفسير، بخلاف المفسرين فهم قلة قليلة، ويرجع الأمر الأول إلى شرف هذا العلم فكل عالم يتشوف للتشرف بدرس في التفسير أو تعليق على سورة، أو شرح آية، أو آيات.

أما الأمر الثاني فسببه فيما يظهر أن التفسير بحر لا شاطئ له، ويحتاج المفسر إلى أدوات وآلات ووسائل، قلما تتوفر ـ مجتمعةً ـ في أحد، والمفسر يحتاج أن يكون موسوعياً وملماً بنصيب من كل فن.

تنبيه: الكتاب يعد من أفضل كتب التراث في فنه، ورتب مؤلفه التراجم على ترتيب المعجم، وبلغ عدد التراجم (704 ترجمة)، وقد سرت على ترتيبه، وحرصت على تقييد تاريخ الوفاة لغير البارزين، وعنونتُ كل اختيار بعنوان يناسبه في نظري، وعلقت على بعض المواضع بما يناسب، وقد بلغ مجموع المختارات (75) مختارة، وفي البال القيام بخدمة شيء من النص من ناحية زيادة التوثيق والبيان.

وطبعة الكتاب التي عندي تقع في مجلد واحد ضبطها ووضع حواشيها عبد السلام عبد المعين، وعدد صفحاتها (558) صادرة عن دار الكتب العلمية ببيروت ط1/ 1422هـ ـ 2002م.

المختارات

الحلقة (1)

1ـ عشرة أسماء للفاتحة نظماً، غير الفاتحة

من نظم ابن رسلان الشافعي (844هـ)

لفاتحة الكتاب أسماءٌ عشرٌ وواحدٌ فأم الكتاب والقرآن وواقيهْ

صلاة مع الحمد الأساس و رُقيهْ شفاءٌ كذا السبع المثاني وكافيهْ

2ـ سنوات في تفسير سورة

بقي شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) يفسر سورة نوح عليه السلام عدة سنين.

قلت: لعله كان درساً متقطعاً، أو شهري ونحو ذلك.

3ـ لا يخرج من بيته إلا للمكتوبة

قال في ترجمة أبي جعفر البيهقي النحوي (544هـ): ولا يخرج من بيته إلا في أوقات الصلوات. وذلك لحرصه على وقته في العلم.

وذكر عن الإمام أبي الفرج ابن الجوزي أنه كان لا يخرج من بيته إلا إلى الجمعة أو المجلس (أي مجلس العلم لا مجلس الكلام).

4ـ مالكي حميةً

ذكر عن الإمام ابن فارس اللغوي أنه كان شافعياً، ولما دخل الري (طهران حالياً) صار مالكياًُ، فسأل فقال: أخذتني الحمية لهذا الإمام المقبول القول على جميع الألسنة أن يخلو مثل هذا البلد عن مذهبه!

5ـ تأثير كلمة

كان أبو جعفر الطحاوي شافعياً يقرأ على خاله المزني فقال له يوماً: والله لا جاء منك شيء، فغضب أبو جعفر من ذلك، وتحول إلى ابن أبي عمران الحنفي، فلما صنف مختصره قال: رحم الله أبا إبراهيم ـ يعني خاله المزني ـ لو كان حياً لكّفر عن يمينه.

6ـ يوم خاص لدرس التفسير

ذكر في ترجمة ابن ورد الأندلسي (540هـ) وكان يخص الأخمسة بالتفسير.

7ـ تفقد الأصحاب

ومن نظم أبي العباس أحمد بن محمد الرازي الحنفي (بدون)

تفقدُ السادات خدامهم مكرمةٌ لا ينقص السؤددا

هذا سليمان على ملكه قد قال: (مالي لا أرى الهدهدا)

8ـ حساسية عنوان

صنف الإمام ابن المنير المالكي (683هـ) تفسيراً وسماه (البحر الكبير في نخب التفسير) فاعترض عليه في هذه التسمية، بأن البحر الكبير مالح، وأجيب عن ذلك، بأنه محل العجائب والدرر.

9ـ العلم المستطيل

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015