كلامه المنهجية في البيان وأن يتحرى في التفسير مطابقة المفسر ومنها أن يبين المفسر خطة تفسيره.

وقد قرأت هذا النص - أقصد طبقات الناس بالنسبة لأدوات التفسير - على شيخنا الدكتور نور الدين أثناء تحضيري رسالة الدكتوراه، وقلت له بصراحة: وأين نحن طلاب العلم في هذا التصنيف، فعلى هذا الكلام ينبغي أن نتوقف عن البحث!!، فقال لي ما مفاده: أن طالب العلم الذي حصل أغلب الأدوات التي يحتاج إليها المفسر ويراجع أهل العلم ويحقق في معلوماته دون تقصير لابأس بأن يكتب ويبحث ويسجل نتيجته ويقول ما انتهى إليه بعد البحث.

أقول: فهؤلاء الذين يرتجلون التفسير ويتعجلون المعاني دون تفكير أين هم في هذا التصنيف، وأين أمانتهم في بيان كتاب الله تعالى، نعم لا أحد يستطيع أن يحجر على العقول التدبر بكتاب الله تعالى ولا أن يحجر على المتدبر فهم معاني القرآن الكريم ولكن كلامنا هنا في الذين يتصدرون حلق الذكر ويشرقون ويغربون في كتاب الله بما يدخل وما لا يدخل في معانيه، ويحضرني في هذا أمثلة كثيرة ولكن سأذكر منها مثالاً واحداً مهماً: تابعت برنامجاً حوارياً في إحدى القنوات الفضائية الملتزمة حول قضية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، ولا أخفي أني تابعت الحلقة إلى نهايتها على مضض وألم وذلك لأن الذي يتكلم في الإعجاز العلمي إنسان لا يمت إلى علم من العلوم الشرعية بصلة، ويتخبط في الكلام تخبطاً قاتلاً ومن ذلك أنه أتى بصورة لانفجارات تحصل في الشمس فيتولد منها الحرارة والضوء، وقال ما مفاده أن هذا اللهب أشار إليه القرآن في قوله تعالى: (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) [المرسلات: 33]، واعتبر أن جمالت هي الجمال وأتى بصورة جمل ووضع بجانبها صورة شكل اللهب المتولد من انفجار حاصل في الشمس وقال: انظروا إلى شكل اللهب أليس مثل شكل الجمل!!!

وسأترك التعليق لكم على هذا المثال مع العلم أني من مؤيدي التفسير العلمي والإعجاز العلمي في القرآن ولكن بضوابطه، فالذي يريد التكلم في تفسير القرآن إما أن يكون مفسراً متمكنا أو ناقلاً عمن تقدمه وبانياً على كلامهم البناء السليم بالاستدلال السليم، أما أن يخوض ويلعب أمام جمهور المسلمين فهذه مفسدة عظيمة واستهتار بالعقول، و لا يجوز السكوت عن ذلك، ومعذرة عن الإطالة والله أعلم.

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Mar 2009, 10:52 م]ـ

أشكر الإخوة على مداخلاتهم، ولي عودة إليها إن شاء الله تعالى، لكن أجيب عن سؤال أخينا الحبيب الدكتور أحمد الخطيب في قوله: (أنه قد أشكلت عليّ هذه العبارة "أقول: اتقوا الله في التفسير، فإنما هو الرواية عن الله " فأرجو -فضلا- توضيحها)، فأقول: هذه العبارة وردت عن مسروق، فقد رواها أبو عبيد في كتابه فضائل القرآن، قال: (حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عمر بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن مسروق، قال: اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية على الله عز وجل).

ومراده أن القول بأن معنى الآية كذا، إنما هو حكم على أن هذا مراد الله.

ولا شكَّ أن التفسير من القول على الله، والقول على الله بغير علم من المحرمات، كما قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، ولهذا أدعو من يتصدى للتفسير أن يتنبه لهذه الآية، وأن تكون منه على بال، فالأمر جدُّ خطير، والله الهادي إلى الصواب.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Mar 2009, 01:20 ص]ـ

أقول: فهؤلاء الذين يرتجلون التفسير ويتعجلون المعاني دون تفكير أين هم في هذا التصنيف، وأين أمانتهم في بيان كتاب الله تعالى، نعم لا أحد يستطيع أن يحجر على العقول التدبر بكتاب الله تعالى ولا أن يحجر على المتدبر فهم معاني القرآن الكريم ولكن كلامنا هنا في الذين يتصدرون حلق الذكر ويشرقون ويغربون في كتاب الله بما يدخل وما لا يدخل في معانيه، ويحضرني في هذا أمثلة كثيرة ولكن سأذكر منها مثالاً واحداً مهماً: تابعت برنامجاً حوارياً في إحدى القنوات الفضائية الملتزمة حول قضية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، ولا أخفي أني تابعت الحلقة إلى نهايتها على مضض وألم وذلك لأن الذي يتكلم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015