ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 عز وجلec 2008, 05:09 م]ـ
ملاحظة:
أصل هذه المشاركة كانت تحت موضوع للشيخ مساعد الطيار بعنوان كتاب نفيس (نكت القرءان الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام).
وهذا التفسير حققه ثلاثة من الباحثين في رسائل جامعية وهومن إصدارات دار ابن القيم وابن عفان ط1 1424. ومن أجل أن تعم الفائدة رأيت أن أجعلها في الملتقى العام.
في البداية أسأل الله أن يوفق الشيخ مساعد الطيار لما يحبه ويرضاه وأن يرفع قدره في الدارين وأن يغفر له ولوالديه ويصلح له في ذريته وأن يكتب له أجر الدلالة على هذا الكتاب القيم (نكت القرءان)، والكتاب لم أكن أعرفه من قبل إلا لما عرضه الشيخ مساعد بارك الله فيه، وأثني بالشكر والدعاء كذلك للشيخ الفاضل فهد الوهبي فلقد نقل منه نقلاً موفقاً في كتابه منهج الاستنباط من القرءان الكريم مما كان دافعاً كذلك لاقتناء الكتاب فلهما جزيل الشكر، ولقد من الله علي بقراءة الكتاب كاملاً في شهر رمضان الفائت.
ومن باب نشر الخير للغير، وربما يكون الكتاب لم يتيسر لبعض الإخوة أحببت أن أتحفكم بشيء مما استلطفته من هذا الكتاب المبارك.
فوائد من المجلد الأول:
1 ـ المؤلف هو الإمام الحافظ محمد بن علي الكرجي القصاب وسمي بالقصاب لكثرة ما قتل من الكفار في مغازيه. ص19.
ومما قيل فيه شعراً:
وفي الكرج الغراء أوحد عصره
أبو أحمد القصاب غير مغالب
ص22.
2 ـ قال تعالى: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ماتبين لهم الحق).
دليل واضح لمن تدبره أن حرمان التوفيق أقعدهم عن الإيمان لما حسدوا عليه غيرهم وتبين لهم حقيقته، إذ محال أن يحسدوا غيرهم على ماهو باطل عندهم وفي أيديهم بزعمهم ما هو خير منه.
هذا ما لايذهب على مميز. ص132.
3 ـ وفي قوله تعالى إخباراً عن صالح عليه السلام: (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا).
دليل على أن بناء القصور ليس بمنكر وأن البناء الطايل غير مؤثر في نسك الناسكين، إذ محال أن يذكرهم آلاء الله في شيء بنيانه معصية وقد قال: (فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) ولو كان بناء القصور منكراً لكان داخلاً في الفساد لا في الآلاء. ص433.
فوائد من المجلد الثاني:
1 ـ قال تعالى: (نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى).
دليل على أن الإنصات للموعظة والإقبال على الواعظ واجب، وأن الكلام عندها أو محادثة بعضهم بعضاً في مجمع يعظ فيه واعظ مذموم وتهاون بالموعظة ولهو عنها، وفي ذلك زوال منفعتها وفهم ما أودع فيها. ص173.
2 ـ قال تعالى: (وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم) إلى قوله: (ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً).
دليل على أن الفزع إلى الله في الشدة دون الرخاء خلق من أخلاق الكافرين، وأن المؤمن مندوب إلى مراعاة حق الله عليه، والتعرف إليه في الرخاء ليجاب عند الشدة. ص178.
3 ـ قال تعالى في سورة الكهف في بيان قصة موسى والخضر عليهما السلام (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر).
اسم المسكنة واقع على من له البلغة من العيش، لأن الخضر صلى الله عليه قد سمى من له سفينة يعمل فيها مسكيناً وقد أخبر الله عنه به في جملة ما أخبر من الحق. ص219.
4 ـ قال تعالى لمريم: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً)
دليل على أن الرطب للنفساء نافع. ص238.
5 ـ قال تعالى: (وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير).
من الفوائد أن المغتم بالشيء قد يتسلى بأن يكون له في مصيبته شريك ألا ترى أن الله جل جلاله كيف عزى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشاركة من مضى قبله من الأنبياء في تكذيب قومهم إياهم، واحتمال مضضهم وأذاهم، فدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم كانوا يغتمون من تكذيب قومهم إياهم. ص331.
6 ـ قال تعالى إخباراً عن فرعون وملئه: (فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون).
دليل على أن الله جل جلاله يجري نقض ضلالة الضالين على ألسنتهم فلا يشعرون بها، ولا أتباعهم ليحق كلمته على من قضى عليه الشقوة.
ألا ترى أن فرعون مع ادعائه الربوبية قال مع ملئه (أنؤمن لبشرين مثلنا) ولم يحترز من تسمية نفسه بشرا، وقد سماها رباً لا ملؤه. ص354.
فوائد من المجلد الثالث:
1 ـ قول إبراهيم عليه السلام في دعائه: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين).
تخويف للمؤمنين شديد أن يعملوا ولا يتكلوا، إذا كان خليله صلى الله عليه وسلم طامعاً في غفران خطيئته غير حاتم بها على ربه، فمن بعده من المؤمنين أحرى أن يكون أشد خوفاَ من خطاياهم. ص 529.
فوائد من المجلد الرابع:
1 ـ قال تعالى: (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أنداداً ليضل عن سبيله).
تقريع لمن يهمل الدعاء في الرخاء، ويفزع إليه في الشدة،وليس ذلك من أخلاق المؤمنين، إذ من أخلاقهم إكثار الدعاء في الرخاء عدة للشدة.
فلا ينبغي للمؤمن أن يستن بالكافر، ولا يفزع إلى الدعاء إلا عند الشدائد. ص11 ـ 12.
2 ـ قوله سبحانه في عقاب فرعون: (فأخذه الله نكال الأخرة والأولى) فالآخرة هاهنا قوله: في سورة النازعات: (أنا ربكم الأعلى) والأولى قوله في سورة القصص: (ما علمت لكم من إله غيري).
ختاماً:
أسأله سبحانه أن أكون أحسنت فيما استحسنت وأن لا يكون ورماً ما استسمنت، وفق الله الجميع لكل ما يحب ويرضى والسلام.
¥