ـ[جعفر الذوادي]ــــــــ[20 عز وجلec 2008, 01:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
_الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
_أما بعد: فقد تناول علماء الإسلام كتاب الله جل وعلا بالتفسير والبيان، فاستخرجوا معانيه، وفسروا ألفاظه، وبينوا مشكله، واقتنصوا فوائده، وجمعوا فرائده، وكل سلك في ذلك منهجا متبعا، وطريقا مرتسما، وممن ألف في التفسير وكان له في ذلك الباع الطويل، الحسن بن محمد القمي النيسابوري المعروف بالنظام الأعرج، في كتابه الموسوم ب: غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ولمكانة هذا التفسير بين التفاسير فقد تناوله بعض أهل العلم بالتحقيق والتوثيق، كما عالجت بعض الدراسات منهجه في التفسير، إلا أن ما ورد فيها كان موجزا و مختصرا، على خلاف ما كتبه الأخ الدكتور: ماجد زكي الجلاد فإنه يعد بحق دراسة وافية، ومعالجة مستقصية لأهم ما جاء مي مباحث هذا التفسير و موضوعاته،وإليك أخي القارئ هذا التعريف الموجز بهذا الكتاب القيم والسفر النير، عسى الله أن ينفعنا به ويكون لنا نبراسا وكشافا لما احتوى عليه هذا التفسير.
_عنوان الكتاب: النيسابوري ومنهجه في التفسير.
_مجلد واحد يحتوي على 284صفحة، طبعة دار الفكر، الأردن_عمان_الطبعة الأولى:1421ه.
_محتويات الكتاب: قدم المؤلف لكتابه بمقدمة بين فيها الخطة المرسومة التي سارعليها في بيان منهج النيسابوري في تفسيره.
_قسم المؤلف _حفظه الله_الكتاب إلى سبعة أبواب:
_الباب الأول: النيسابوري حياته وعصره: وتكلم فيه عن نشأة النيسابوري وثقافته، وتحقيق القول في حياته وأنها في الفترة الواقعة بين (670_750)،كما بين مذهبه العقدي وأن الصحيح أنه من أهل السنة والجماعة، ورد ما ذهب إليه المجلسي (ت1070) من نسبته للتشيع، بل إنك تجد النيسابوري ناقش الشيعة في مبادئهم ورد أصولهم،وفند آراءهم.
_الباب الثاني: مدخل إلى منهجه في التفسير: وجعل تحته ثلاثة فصول، الأول في المصادر التي اعتمد عليها من كتب الحديث،والفقه، والأصول، والتوحيد، والتصوف، واللغة وغيرها ... والثاني في اعتماد النيسابوري على الكشاف للزمخشري والتفسير الكبير للرازي،فقدجعل تفسير الكشاف أصلا لتفسيره، حيث استطاع أن يلتقط درره، ويستفيد من علومه ومعارفه ثم يضيفها كتابه،مع تهذيب كبير وتعقب ظاهر فيما ذهب إليه من الاعتزاليات، كما أسقط أحاديث فضائل السور لضعفها،وأما كتاب الرازي فقد تشابهت طريقته في الأخذ منه كالأول،وقد احتلت القضايا العقدية والمسائل الحكمية والكلامية مكانا واسعا في تفسيرالنيسابوري، وأحيانا ما تجده يعترض عليه ويناقشه ويتعقبه.
_وأما الفصل الثالث ففي جمعه بين التفسير بالمأثور والرأي، حيث جعل الأول مقدما على التأويل منفصلا عنه، ومقصوده بالتأويل التفسير الإشاري الذي جعله أصلا يعتمد عليه في تفسيره،لأنه يعتمد على الكشف والذوق طريقا للاستنباط، وهذا من الأمور التي أخذت عليه في تفسيره.
_الباب الثالث: عنايته بمباحث علوم القرآن:من القراءات وتوجيهها والدفاع عنها، ويحمد له فصله بين القراءات المتواترة والشاذة، إلا أنه يؤخذ عليه ترجيحه بين المتواترة، كما أنه أضاف اختيار السجستاني وكان حريا به الاكتفاء بإيراد القراءات العشر.
_كما تعرض للوقف والابتداء بإيضاح مواضعه وأنواعه، وقد صرح بأنما ورد في تفسيره من ذلكفإنما هو للإمام السجاوندي، وأن عمله يتلخص في اختصار التعليلات وإثبات الآيات.
_ثم ذكر أسباب النزول،وبيان المحكم والمتشابه، وغيره من المباحث ...
_الباب الرابع: قضايا اللغة والبلاغة: فقد اهتم في تفسيره باللغة واعتمد عليها باعتبارها قاعدة من قواعد التفسير، كما اهتم بالنحو والإعراب وأورد التقديرات الإعرابية والتخريجات النحوية، إلا أنه كان يتوسع أحيانا. ويرجح ما يراه راجحا وصوابا،كما زخر تفسيره بعلم المعاني والبديع والبيان.
_الباب الخامس: قضايا العقيدة: وقد اهتم بموضوع الأسماء والصفات، ونصر منهج أهل السنة والجماعة،وأيد أقوالهم بالحجج العقلية والنقلية، إلا أنه يؤخذ عليه تأويله لبعض الصفات كالاستواء واليدوالوجه ... ويحمد له رده على الفرق الضالة والمذاهب المنحرفة.
-كما تعرض لمباحث النبوة والأنبياء والملائكة والفرق والديانات ...
_الباب السادس: القضايا الفقهية:وهي الأخرى قد أخذت جانبا مهما من تفسيره فقد توسع في ذكر المذاهب وأدلتهم مع المناقشة لها، وكثيرا ما ينتصر لمذهبه الشافعي من دون تعصب إذا لاح له الدليل، كما تعرض لبعض مباحث أصول الفقه وحكمة التشريع.
_الباب السابع: موقفه من الإسرائيليات: فقد أورد مجموعة منها وكان غالب ما رواه منها يندرج في القسم الثالث وهو ما ليس في شرعنا ما يؤيده ولا ما يفنده ... ومما يؤخذ عليه إيراده لبعض الإسرائيليات التي لا تليق بمقام الأنبياء ,وإن ردها حيث كان الأجدر به تنزيه تفسيره منها، ومثل ذلك يقال في الأحاديث الضعيفة التي ذكرها في تفسيره دون تحقيق.
_وفي ختام هذا التعريف يتضح لك جليا أهمية هذا التفسير،ومدى الجهد الذي بذله الدكتور ماجد زكي فقد وفق _جزاه الله خيرا _في كتابه وأسأل الله أن يبارك في جهوده، وجهود العاملين في سبيل نصرة هذا الدين والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
¥