• اعتنى المفسر رحمه الله بهذا الموضوع عناية خاصة. وزادت عنايته به بتأليف رسالة قيمة في بابها أسماها: "دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب"

ومن أمثلة التعارض الظاهري: قوله تعالى ? إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ? الكهف الآية:57

بعد أن فسر رحمه الله هذه الآية حدد وجه التعارض الظاهري بينها وبين ما جاء في آيات أخرى من أن الله تعالى يعذب أهل الكفر. بقوله رحمه الله: " فما وجه تعذيبهم على شيء لا يستطيعون العدول عنه والانصراف إلى غيره فهم على ذلك مجبورون.

... تلك الموانع التي يجعلها على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم. كالختم والطبع والغشاوة والأكنة ونحو ذلك، إنما جعلها عليهم جزاء وفاقا. لما بادروا إليه من الكفر وتكذيب الرسل باختيارهم ... فمن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: ? بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ? النساء الآية:155"

ب- تفسير القرآن بالسنة

يقصد الشيخ رحمه الله بالسنة في هذا الباب: السنة المرادفة للحديث.

قال رحمه الله تعالى: " واعلم أن مما التزمنا في هذا الكتاب المبارك، أنه إن كان للآية الكريمة، مبيـ?ن من القرآن غير واف بالمقصود من تمام البيان فإنا نتمم البيان من السنة".

لكن هذا النوع من البيان لم يكن هو الأساس والعمدة عند الشيخ في تفسيره. وقد بين رحمه الله أيضا ما لم يكن له بيان في القرآن أصلا بالسنة. إلا أن ذلك قليل ونادر.

ويمكن لنا أن نجمل هذا النوع في نقطتين أساسيتين:

* الإيضاح والبيان بالسنة مباشرة: وفي هذه النقطة يكون البيان بالسنة من صلب التفسير وأصله.

* الإيضاح والبيان بالسنة ضمن موضوعات عديدة مختلفة من فقه وعقيدة وأصول ... وقد توسع فيه المؤلف رحمه الله كثيرا.

- معالم منهجه فيه.

• بيان الكلمة القرآنية بالسنة

• إيضاح الآية القرآنية بالسنة

• الترجيح بالسنة

• إزالة التعارض الظاهري

• نقده للحديث.

1 - بيان الكلمة القرآنية بالسنة

• اعتمده رحمه الله، وركز عليه كثيرا وذكره في مواضع عديدة خاصة عندما تتكرر معه الكلمة القرآنية المفسرة نفسها.

• اعتمد رحمه الله هذا البيان بالسنة عند تفسيره للآيات التي يتوقف بيانها على معرفة الكلمة القرآنية، والتي يدور عليها المعنى غالبا، او يكثر ذكرها في القرآن، وتحتمل معاني كثيرة بحسب موضعها، ولا يوجد لها بيان واف من القرآن.

ومن الأمثلة على ذلك: قوله تعالى: ? الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ? الأنعام الآية:82. قال رحمه الله:"المراد بالظلم هنا الشرك كما ثبت عن النبي ? في صحيح البخاري وغيره من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه".

وقد أشار رحمه الله فقط إلى طرف الحديث الذي استدل به.

• كذلك عند تفسيره لقوله تعالى: ? وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ? لقمان الآية:13 اعتمد على البيان بالسنة نفسها.

والحديث الذي استدل به هو: "حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ بِشِرْكٍ أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ ? يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ?» ".

2 - إيضاح الآية بالسنة.

من معالم منهجه فيه أنه رحمه الله:

• اعتنى عناية فائقة ببيان الآيات القرآنية بالسنة.

• كان له منهج متميز في هذا النوع من البيان.

• لا يلجأ لذلك إلا إذا كان البيان بالقرآن غير كاف ولا مستوف

* بيان الآية بالحديث تبعا:

• كان رحمه الله يعتمد في تفسيره للقرآن الكريم أولا على البيان بالقرآن، ثم يتبع ذلك بالبيان بالسنة النبوية.

• وهذا النوع هو الغالب في تفسيره رحمه الله.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015