وكذلك يستنبط أن المؤامرة والفتنة كانت كبيرة إلى الدرجة التى يعجز فيها هو وأتباعه عن مواجهة القوم

أما هو فقد توفاه الله ورفعه؛ وأما أتباعه فقد وعده الله أن يجعلهم فوق الذين كفروا.

إذن اليهود قالوا أنهم قتلوه ليبطلوا النصرانية وليقولوا أنه ليس رسول وأنه لم تأت شريعة بعد موسى

والنصارى قالوا بالصلب -فداءا-والقيامة من الأموات ثم الصعود إلى السماء ليجلس ..

والعلم اليقينى ماجاء به القرآن أنه لم يقتل وبالتالى بطلت دعاوى اليهود

وكذلك لم يصلب فبطلت دعاوى النصارى

إذ أنه رسول من أولى العزم من الرسل ولد وعاش ومات فى الأرض؛كان علي الناس شهيدا مادام فيهم " .... وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "المائدة 117 أفليست لحظة-توفيتنى- في آية المائدة هى لحظة -متوفيك -فى آية آل عمران؛ وكلمة -مادمت - هل تدل على اتصال وقت حياته فى الأرض؟

والذي أراه أنا شخصيا ومن خلال فهمي للأدلة وأرجو أن يكون فهما صحيحا أن المسيح عليه السلام توفي وفاة حقيقية ورفعه الله بجسده إلى السماء تكريما له من ربه. طالما ترى أنه متوفى ميت فلا خلاف؛هذا ما يعنيه قولك:وفاة حقيقية -

ولكن الخلاف حول قولك:فهذا إعمال للعقل مع النص.

أين النص الذى يقول أن الجسد فى السماء

الحديث؛ تستنبط منه ذلك ولكنه لم ينص عليه

ومعنى الوفاة الحقيقية أنه لن يرجع منها إلا يوم القيامة ككل الناس.

فهل القول بوجود الجسد فى السماء؛ والقول بعودته يوازى أقوال النصارى والفرق أنهم قالوا أنه قام حيا من الأموات بعد الصلب ثم صعد فهو حي خالد في السماء

والذين منا يقولون برفع جسده؛يقولون أنه توفى ورفع قبل الصلب وبالتالى فإنه لم يقم بعد -فمازال متوفى فى السماء -وسيقوم آخر الزمان -فى السماء -ثم ينزل إلى الأرض؛

فهل هذه الجملة الأخيرة صحيحة-بأدلتها - كى نعتقدها؟

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 صلى الله عليه وسلمpr 2009, 06:25 م]ـ

الأخ الكريم مصطفى،

1. الخلاف بين العلماء ليس في رفع عيسى عليه السلام، ولكن هل كان الرفع بعد الموت أم رفع حياً. ومسألة الرفع حياً إلى مكان له خصوصية معهود عند المسلمين، كرفعه صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج. فقد كان الرسول عليه السلام في السماء بكينونته الكاملة، وسنكون نحن أيضاً يوم القيامة، ولم نُخلق للدنيا وللأرض، وإنما خُلِقت الدنيا لنا وخلقنا للآخرة.

2. قال النصارى برفع عيسى عليه السلام، وقالوا بالصلب وقالوا ببنوته وقالوا بالتثليث، فجاء القرآن الكريم بعد 577 سنة لينفي الصلب، وينفي البنوة، ويدين التثليث، ويؤكد الرفع مرتين، ويجعله مقابل محاولة الصلب والقتل. فهل بعد هذا نحاول أن نصرف معنى الرفع عن ظاهره، لماذا وما الذي يُلجئ إلى ذلك؟!

3. الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن النزول، تُحدد الوقت، والسبب، وتصف المسيح عند النزول وتحدد لون ملابسه، وتصف أفعاله التي سيقوم بها عليه السلام في الأرض، وبعد كل هذا نُأوّل النزول أيضاً؟! نفعل ذلك على الرغم من بلوغ الأحاديث درجة التواتر؟!

4. من يحاول أن يُأوّل الرفع يصطدم بالنزول، ومن يحاول أن يُأوّل النزول يصطدم بالرفع. وتأتي أفعال عيسى عليه السلام لتجزم أن الرفع كان للذي نزل. إذن الذي اقتضى النزول هو الرفع.

5. الأحاديث الصحيحة تصف نزوله عليه السلام جسداً يقطر رأسه مثل حبات الجمان ويلبس لباسا تختلط فيه الصفرة بالحمرة. فما الذي يحملنا بعد ذلك أن نقول إنه ليس جسداً في السماء. وليكن في السماء ما يكون مما نعلم أو لا نعلم، ولكن الذي نعلمه من الأحاديث الصحيحة أننا نراه في السماء نازلاً، ويصلي معنا على الأرض، ويقتل الدجال، وينسحب بالمؤمنين إلى الطور ... الخ.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015