طلب مشاركة حول قوله تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب إليم).

ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[14 Nov 2008, 02:07 م]ـ

يقول السعدي رحمه الله: فمجرد إرادة الظلم والإلحاد في الحرم موجب للعذاب، وإن كان غيره لايعاقب العبد عليه إلا بعمل الظلم.أهـ.

وفي صحيح البخاري رحمه الله: (أبغض الناس إلى الله ثلاثة:ملحد في الحرم ...... الحديث).

فحبذا لويفيدنا أحد الإخوة بمبحث حول مسألة الإلحاد، وهل يشمل الصغيرة والكبيرة؟

وأقوال المحققين في ذلك.

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Nov 2008, 04:57 م]ـ

الحمد لله , وبعد:

فالإلحادُ في هذه الآية يرادُ به الشركُ بالله والكفر به إرادةً أوليةً لا شك فيها لأنَّ الكفر والشرك هما أصل الإلحاد الذي هو الميلُ عن الطريق الذي شرع الله لعباده سلوكه.

ومما ينبغي التنبه له أنه لا إشكال (شرعاً) في تفاوت المؤاخذة على السيئات , بين مكانين , أو زمانين , أو مذنبَيْن.

فالمعصية في الحرم ليست كغيره , والمعصية ليلة القدر ليست كغيرها , والمعصية من الأنبياء ليست كغيرهم , وهذا مما وردت به نصوص الكتاب والسنة.

وهذه الآية مما خصَّ الله به حرمه الشريف دون سائر بقاع الأرض , وهي مخصصة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

والعلماء -رحمهم الله - يقولون إن فعل الصغائر في الحرم الشريف أشنع وأفظع من فعل الكبائر خارج الحرم.

وبالنسبة للإلحاد في الآية ففيه خلاف بين العلماء وأقوالهم تتجاوز الثلاثة , وأحد هذه الأقوال أنه يشمل الصغيرة والكبيرة , ويستدل القائلون به بالمعنى اللغوي للإلحاد والذي هو العدول عن الطريقة فقالوا إن هذ المعنى متمثل فيهما يعنس فس الصغيرة والكبيرة داخل الحرم, وفي كل شر.

والله أعلم

ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[15 Nov 2008, 10:47 م]ـ

أخي محمود /وفقك الله.

قولك إن العلماء رحمهم الله يقولون إن الصغيرة في الحرم أشد من الكبيرة في غيره،ذكرابن حجر رحمه الله أنه ظاهر سياق الحديث،لكن عقّب عليه بقوله: وهو مشكل،فيتعين أن المراد بالإلحاد فعل الكبيرة،وقد يؤخذ ذلك من سياق الآية فإن الإتيان بالجملة الإسمية في قوله: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) الآية يفيد ثبوت الإلحاد ودوامه، والتنوين للتعظيم أي من يكون إلحاده عظيما والله أعلم.

ـ[حمد]ــــــــ[28 May 2009, 06:22 م]ـ

السلام عليكم،،

لدي سؤال:

هل (بظلم) في الآية يقصد به: الشرك، أم جميع أنواع الظلم؟

أفيدونا.

تنبيه: أقصد معنى الظلم لا الإلحاد.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[28 May 2009, 09:15 م]ـ

الألحاد في الحرم بظلم

المعنى الأصلى والله أعلم هو إرادة القتال، لأن فيه استباحة لخصوصية هذا البلد وهي تحريم القتال فيه وقيده بالظلم حتى يخرج الضرورة من دفع معتدي أوباغ، لقوله تعالى" ( .... وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) من الآية (191) من سورة البقرة

ـ[حمد]ــــــــ[29 May 2009, 12:20 ص]ـ

جزاك الله خيراً.

قال أبو جعفر (الطبري): وأولى الأقوال التي ذكرناها في تأويل ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن مسعود وابن عباس، من أنه معنيّ بالظلم في هذا الموضع كلّ معصية لله وذلك أن الله عمّ بقوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بإلحْادٍ بِظُلْمٍ} ولم يخصص به ظلم دون ظلم في خبر ولا عقل، فهو على عمومه. اهـ.

بقي لدي سؤال:

هل الباء في (بظلم) للسببية أم للملابسة؟

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 May 2009, 12:47 ص]ـ

ا

ا

ا

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 May 2009, 12:50 ص]ـ

جزاك الله خيراً.

قال أبو جعفر (الطبري): وأولى الأقوال التي ذكرناها في تأويل ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن مسعود وابن عباس، من أنه معنيّ بالظلم في هذا الموضع كلّ معصية لله وذلك أن الله عمّ بقوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بإلحْادٍ بِظُلْمٍ} ولم يخصص به ظلم دون ظلم في خبر ولا عقل، فهو على عمومه. اهـ.

[/ COLOR]

هذا القول الذي رجحه الطبري رحمه الله تعالى غير صحيح.

لأن معنى هذا أن أهل مكة يجب أن يكونوا من الملائكة الذين لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

وهذا غير ممكن لأنهم كغيرهم من المسلمين يذنبون ويستغفرون ويتوبون، وصغائرهم تكفر باجتناب الكبائر، وكبائرهم تكفرها التوبة أو إقامة الحد، وإن مات أحدهم على كبيرة دون الشرك من غير توبة فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.

ولو كان المعنى كما رجحه كثير من المفسرين، لما نجا من سكان مكة أحد من عذاب الآخرة.

الآية واردة في سياق الكفر والصد عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعله الله آمناً وجعله للناس كلهم، فالوعيد هو في حق من يخرج به عن هذا الآمن وهذه الخصوصية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015