ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 01:51 ص]ـ
في تضاعيف كتب التفسير كليات استخلصها العلماء وصاغوها بلفظ " كل ما ورد في القرآن بلفظ كذا فمعناه كذا على الإطلاق أو معناها كذا عدا قوله تعالى .... وهذه حلقة من حلقات " كليات القرآن" لمناقشتها ووالإفادة من الإخوة الأعضاء فيما يدلون به حولها، إقراراً أو تخصيصاً أو نحو ذلك مما ينقدح به زناد فكرهم، وهاكم بعض هذه الكليات:
أورد العلماء كليات قرآنية نرجو إلقاء الضوء عليها من باب المدارسة
من هذه الكليات:
1 ـ ما أورده شيخ المفسرين الطبري:" عن ابن عباس: (فذبحوها وما كادوا يفعلون)، يقول: كادوا لا يفعلون، ولم يكن الذي أرادوا، لأنهم أرادوا أن لا يذبحوها: وكل شيء في القرآن"كاد" أو"كادوا" أو"لو"، فإنه لا يكون أبداً. وهو مثل قوله: (أكاد أخفيها) [طه: 20] وانظر الدر المنثور. ما رأيكم في هذه الكلية؟
2 ـ وما ذكره الطبري ـ أيضا ـ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ:"كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيَاحِ فَهِيَ رَحْمَةٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيحِ فَهُوَ عَذَابٌ".
3ـ عن الضحاك في قوله"أليم"، قال: هو العذاب المُوجع. وكل شيء في القرآن من الأليم فهو الموجع.
4ـ وكل شيء في القرآن" رِجز "، فهو عذاب.
5ـ وكل شيء في القرآن من ذكر"المباشرة" فهو الجماع نفسه.
6ـ عن ابن عباس قوله: (قاتلهم الله)، يقول: لعنهم الله. وكل شيء في القرآن "قتل"، فهو لعن.
7ـ عن ابن جريج (أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) قال: الجنة، وكلّ شيء في القرآن أجر كبير، أجر كريم، ورزق كريم فهو الجنة.
وعند ابن أبي حاتم: عَنِ ابْنِ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ:" " وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا}، قَالَ: الجدل الخصومة، خصومة القوم لأنبيائهم، وردهم عَلَيْهِمْ مَا جاؤوا به، وكل شيء في القرآن مِنْ ذكر الجدل، فهو مِنْ ذَلِكَ الوجه، فيما يخاصمونهم مِنْ دينهم، يردون عَلَيْهِمْ مَا جاؤوا به"
8ـ وكل شيء في القرآن " إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ} فهو إنكار".
9ـ أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ, أنبأ أَصْبَغُ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ زَيْدٍ, فِي قَوْلِ اللَّهِ: " مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا " , قَالَ: مَا أَسْلَمَ, قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنْ زَكَا, أَوْ تَزَكَّى, فَهُوَ الإِسْلامُ".
10ـ عن ابن عباس في قوله سبحانه: {يَوْمَئِذٍ يُوَفّيهِمُ الله دِينَهُمُ الحق} قال: حسابهم، وكلّ شيء في القرآن الدين، فهو الحساب.
11ـ وكل شيء في القرآن تأذن فهو إعلام.
12ـ قال السمرقندي: قوله تعالى: ... لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأرْجُمَنَّكَ}، يقول: إن لم تنته عن مقالتك ولم ترجع عنها، لأسبنك وأشتمنك. وكل شيء في القرآن من الرجم فهو القتل غير ها هنا، فإن هاهنا المراد به السبُّ والشتم.
يتبع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 01:59 ص]ـ
وفق الله الجميع لخدمة كتاب ربنا العزيز
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Oct 2008, 05:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا د. خضر على فتح هذا الموضوع المفيد.
وأرجو، لو سمحت، استكمال الموضوع تحت نفس هذا الرابط، عوض وضع كل مداخلة في رابط مستقل، وذلك حتى يسهل على أمثالي متابعة جميع النصوص في صفحة واحدة.
وللفائدة، قرأت كتابا بعنوان (كليات الألفاظ في التفسير: دراسة نظرية تطبيقية) للأستاذ بريك بن سعيد القرني، جمع فيه عددا كبيرا من هذه الكليات مبوبة حسب المواضيع.
وقسم فيه الكليات إلى ثلاثة أنواع:
- كليات الأساليب
- كليات علوم القرآن
- كليات اللغة
ثم قسم أنواع كليات الألفاظ إلى الأنواع التالية:
- الكليات المطردة
الكليات الأغلبية
ولعلي أنقل منه نماذج لاحقا بإذن الله.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 04:11 م]ـ
وجزيتم أخى المحترم ابن جماعة خيراً، وقد ترددت في إنفاذ مقترحكم بإفراد كل كلية على حدة خشية الإطالة على الإخوة ولكن مع التوفيق ـ إن شاء الله ـ سوف أفعل.
وأستفسر منكم عن الكتاب الذي أشرتم إليه هل هو متوفر وفي أي مكتبة؟ ودمتم للعلم أهلا، وحبذا لو أسعفك الوقت فنقلت لنا مزيداً من كليات القرآن كما وعدتنا.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Oct 2008, 04:45 م]ـ
بارك الله في الدكتور خضر على هذا الطرح الطيب.
بدأت القراءة ولم أكمل لأنني تفاجأت بالنقطة الثانية وهي:
"وما ذكره الطبري ـ أيضا ـ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ:"كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيَاحِ فَهِيَ رَحْمَةٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيحِ فَهُوَ عَذَابٌ".
أما لماذا تفاجأت، فلأن اطلاق مثل هذا الكلام دون استقراء للألفاظ القرآنية أمر غير مطمئن، وعلى وجه الخصوص عندما يصدر عن علماء كبار. وقد كنا نسمع هذا من بعض المعاصرين، ويبدو أنهم قد تأثروا بأقوال القدماء من غير تمحيص.
لو قالوا:"كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيَاحِ فَهِيَ رَحْمَةٌ" لصدقوا، أما قولهم:"وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيحِ فَهُوَ عَذَابٌ" فغير صحيح اطلاقاً، وإليك الدليل:
"حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ .. "يونس: 22
"وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ": يوسف 94
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ
عَالِمِينَ": هل المقصود أنها تجري بالعذاب فقط؟! أم أن سليمان عليه السلام كان
يجريها بالخير أيضاً؟! ويرد هذا الفهم الآية التالية:"فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ
رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ " ص:36و"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ .. " سبأ12
¥