الزمن في القصة القرانية

ـ[العمري]ــــــــ[05 Oct 2008, 10:12 ص]ـ

مقدمة

لا يمكن لقارئ القران الكريم أن يغفل وجود القصة في ثنايا الآيات القرآنية وهو يراها متناثرة في اغلب السور القرآنية اذ تحتل القصة في القران الكريم قرابة ثمانية أجزاء كاملة بتناثرها العجيب في السور.

ويرى القارئ قصة موسى عليه السلام مثلا تتكرر في أكثر من موضع من السور القرآنية (قرابة 18 سورة) في أوضاع وإحداث قد تلوح متكررة لكنها في واقع الأمر تخدم هدف وتتماشى مع سياق تلك السور التي تحتويها ..

ولم تقتصر القصص القرآنية على شرح أحوال الأنبياء مع أممهم في القرون الغابرة بل تطرقت إلى مواضع أخرى لا علاقة لها بالأنبياء مثل قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف وقصة أصحاب الجنة في سورة القلم وغيرها الكثير .. كل هذا الزخم الهائل من القصص العديدة لم توضع جزافا ولا سدى في هذا الكتاب العظيم ..

وتنوعت الدراسات التي تناولت القصة القرآنية من حيث مواضيعها فمن الدراسات ما تناول الجانب التاريخي في هذه القصص ومنها ما تناول الجانب الدعوي والوعظي لهذه القصص ومنها ما تناول الجانب اللغوي والبلاغي لهذه القصص ومقابلاتها وأساليب تكرارها وتخصصت بعض الدراسات في تناول الجانب القصصي نفسه اعني فن القصة وتطبيق حيثيات القصة سواء التقليدية او الحديثة على القصة القرآنية وهذا ما نحن بصدده في هذا البحث ..

الزمن في القصة

وضع نقاد القصة أركان متعددة للقصة بشكلها العام وهذه الأركان قد تفاوت وتداخلت من قصة لأخرى وتطورت هذه الأركان في مسيرة القصة بل وتغيرت النظرة لبعض هذه الأركان مع موجة النقد الحديث وطلب الناقد من كاتب القصة أن يتجاوز بعض هذه الأركان ويقدم تقنيات جديدة لأساليب القصة ..

ومن الأركان التقليدية للقصة:-

1. المكان

2. الزمان

3. الحوار

4. الشخصيات

5. الحبكة القصصية (الصراع) ... وغيرها

وظهرت تقنيات حديثة للقصة منها:-

1. الاسترجاع

2. الغموض

3. النهاية المفتوحة ... وغيرها

ويحق لكاتب القصة أن يصوغ قصته بالتقنيات التي يراها مناسبة .... ولا ريب أن الزمان ظل وجوده مهيمنا على القصة سواء بشكله التقليدي (ماضي/ حاضر / مستقبل) أو بشكله النفسي والإيحائي فلم يسقط من مسيرة القصة إذ لا حدث بلا زمن ...

ماهي الأزمنة في القصة؟

تنقسم الأزمنة في القصة إلى ثلاث أنواع هي:-

1. زمن القص (الحدث) وهو الزمن الذي يستهلكه الحدث لوقوعه فهو أكثر مطاطية وحركة

2. زمن السرد (الحكاية) وهو زمن كتابة القصة أو زمن الخطاب أو زمن نقل القصة ..

3. الزمن النفسي وهو الإحساس الذاتي والشعور بمرور الزمن من عدمه وهو زمن متعلق بالإنسان نفسه يطبق في القصة على أبطالها ويتم التعبير عن هذا الزمن من داخل الشخصية (على لسانها) او من خارج الشخصيات على لسان السارد (الخطاب) ..

وتتوالد تقنيات معينة من تداخل هذه الأزمنة مع بعضها البعض ...

المفصليات الزمنية

هي التقنيات التي يعتمد عليها كاتب القصة في خلخلة الترتيب التقليدي للزمن (ماضي/ حاضر / مستقبل) للوصول إلى فعالية الأحداث وإبراز الأهم منها بعيدا عن رتابة الزمن ومن هذه التقنيات:-

1. الترتيب:- خلخلة مرور الزمن بترتيبه التقليدي (ماضي/ حاضر / مستقبل) منها:-

أ- الاسترجاع وهو تقديم الماضي على الحاضر

ب- الاستشراف وهو تقديم المستقبل على الحاضر

ت- التتابع الأسلوب التقليدي للزمن

2. المدة:- وهي تسجيل الزمن الذي يشغله القصة على مستوى الخطاب ومنها:-

أ- الخلاصة وهو اختزال الحدث

ب- الوقفة وهو توقف الزمن على مستوى الخطاب

ت- الحذف وهو غياب وحدات زمنية موجودة

ث- المشهد وهو تساوي الخطاب مع القصة

ج- القطع وهو القفز على الزمن او استحضار أزمنة أخرى

3. التواتر:- وهو تسجيل تكرار الحدث على مستوى القصة ومنه:-

أ- يروي أكثر من مرة ما حدث مرة واحدة

ب- يروي أكثر من مرة ما حدث أكثر من مرة

ت- يروي مرة واحدة ما حدث مرة واحدة

ث- يروي مرة واحدة ما حدث أكثر من مرة

وهذه التقنيات مجتمعة تجعل القصة نصا غير تقليديا في وضعية الزمن ...

الترتيب في القصة القرآنية

لم تغب القصة القرآنية عن المشهد النقدي بل احتوت كل جوانبه التي تم ذكرها سابقا فإذا اعتبرنا زمن نزول الآيات القرآنية هو زمن السرد فيكون لدى القصة القرآنية أربع أنواع للزمن هي:-

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015