لماذا (رأيتهم لي ساجدين) وليس (ساجدات)، و (قالتا أتين طائعين) وليس (طائعتين) أو (طائعات

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:58 م]ـ

السلام عليكم

فائدة تعلمتها قبل مدة وشاركت بها في منتديات أخرى

قال الله تعالى:

إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)

قال الإمام الطبري في تفسيره:

قال" ساجدين" والكواكب والشمس والقمر إنما يخبر عنها ب"فاعلة" و"فاعلات" لا بالواو والنون، [لأن الواو والنون] إنما هي علامة جمع أسماء ذكور بني آدم، أو الجن، أو الملائكة. وإنما قيل ذلك كذلك، لأن "السجود" من أفعال من يُجمع أسماء ذكورهم بالياء والنون، أو الواو والنون، فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك، كما قيل: (يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ)، [سورة النمل: 18].

وقال في موضع آخر:

وقيل: (كُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) فأخرج الخبر عن الشمس والقمر مخرج الخبر عن بني آدم بالواو والنون، ولم يقل: يسبحن أو تسبح، كما قيل: (والشَّمْس والقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لي ساجِدِينَ) لأن السجود من أفعال بني آدم، فلما وصفت الشمس والقمر بمثل أفعالهم، أجرى الخبر عنهما مجرى الخبر عنهم.

وقال القرطبي رحمه الله في (الجامع لأحكام القرآن):

فإن قيل: كيف جمع من لا يعقل جمع من يعقل؟.

قيل: لانه أسند إليهم فعل من يعقل، كما قال: " رأيتهم لي ساجدين (1) " ولم يقل ساجدات، وقد قال: " لم شهدتم علينا (2) "، وقال: " وتراهم ينظرون إليك (3) "، ومثله كثير، وسيأتى إن شاء الله تعالى.

وقال:

والعرب تجمع مالا يعقل جمع من يعقل إذا أنزلوه منزله، وإن كان خارجا عن الأصل.

وقال ابن حيان في تفسيره (البحر المحيط):

وجمعهم جمع من يعقل، لصدور السجود له، وهو صفة من يعقل، وهذا سائغ في كلام العرب، وهو أنْ يعطى الشيء حكم الشيء للاشتراك في وصف ما، وإن كان ذلك الوصف أصله أن يخص أحدهما.

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 Oct 2008, 03:03 م]ـ

قال الله تعالى

(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)

قال البغوي رحمه الله في تفسيره

و {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [ولم يقل طائعتين]، لأنه ذهب به إلى السموات والأرض ومن فيهن، مجازه: أتينا بما فينا طائعين، فلما وصفهما بالقول أجراهما في الجمع مجرى من يعقل.

قال القرطبي رحمه الله في (الجامع لأحكام القرآن)

وقال: " طائعين " ولم يقل طائعتين على اللفظ ولا طائعات على المعنى، لأنهما سموات وأرضون، لأنه أخبر عنهما وعمن فيهما،

وقيل: لما وصفهن بالقول والإجابة وذلك من صفات من يعقل أجراهما في الكناية مجرى من يعقل،

ومثله: " رأيتهم لي ساجدين " [يوسف: 4] وقد تقدم.

في الكشاف للزمخشري

فإن قلت: هلا قيل: طائعتين على اللفظ؟ أو طائعات على المعنى؟ لأنها سموات وأرضون.

قلت: لما جعلن مخاطبات ومجيبات، ووصفن بالطوع والكره قيل: طائعين، في موضع: طائعات. نحو قوله: (ساجدين)

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Oct 2008, 04:24 م]ـ

شكرا لك على هذه الفوائد القيمة

ولعلك تقصد (بابن حيان)؛

(أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطيّ الأندلسيّ

الجيّانيّ،النِّفْزيّ، أثير الدين (745 هـ)؛ صاحب البحر المحيط في تفسير القرآن العظيم .. ).

وهي الكنية التي اشتهر بها، وعرف بها عند القدامى والمحدثين

وجزاكم الله خيرا

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 Oct 2008, 04:36 م]ـ

نعم صحيح هو أبو حيان وليس ابن حيان

اخطأت ولم انتبه للخطأ

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Oct 2008, 06:11 م]ـ

لست من أهل الاختصاص في اللغة أو التفسير، ولكن لدي لي تحفظ على شرح الآية الأولى: ((وإنما قيل ذلك كذلك، لأن "السجود" من أفعال من يُجمع أسماء ذكورهم)).

فحسب فهمي، تم تذكير الشمس والقمر والكواكب قبل الحديث عن السجود في قول يوسف عليه السلام: (رأيتهم).

ولا أدري إن كان يجوز لغة أن يقال: (رأيتها لي ساجدين) أو (رأيتهن لي ساجدين).

أقول ذلك مقارنة بالمحافظة على التأنيث (قالتا) في الآية الأخرى: (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)

فما رأيكم؟

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Oct 2008, 06:39 م]ـ

في قوله جلّ وعلا:

{سَاجِدِينَ}، من سورة يوسف:

أجرى الكواكب الأحد عشر والشمس والقمر، مجرى العقلاء؛ وهو الذي

يسميه النحاة (تغليبا)، وهذا الوصف صناعي.

أما السرّ البياني؛ فهو أمرٌ كامنٌ وراء هذا الوصف، ذلك؛ لأنه لما وصف

الكواكب والشمس والقمر بما هو خاص بالعقلاء، وهو السجود، أجرى عليها

حكمهم؛ كأنها عاقلة.

وهذا كثير شائع في كلام العرب، كذلك هو كثير الورود في القرآن الكريم

والله أعلم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015